الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الخرائط الرقمية ·· الاستثمار الرابح على الموبايل

الخرائط الرقمية ·· الاستثمار الرابح على الموبايل
26 نوفمبر 2007 22:33
أصبح التطبيق المدمج لكل من الخرائط الرقمية ونظام تحديد الموقع، استثماراً ينطوي على أعلى العوائد الربحية للشركات القليلة التي تعمل على تطويره، وعندما أطلق نظام تحديد الموقع (جي بي إس) للاستخدامات المدنية على المستوى العالمي لأول مرة عام 1983 بأمر من الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريجان بعد أن كان مقصوراً على التطبيقات العسكرية، لم يكن أحد من الخبراء يتوقع أن يصبح البديل العملي للبوصلة المغناطيسية، والوسيلة الدقيقة للتوجه على الأرض وفي الجو والبحر· وكان لابتكار تكنولوجيا الإنترنت اللاسلكية أن ينقل تقنيات وتطبيقات الخرائط الرقمية ونظام تحديد الموقع إلى شاشة الموبايل مما فتح آفاقاً واسعة جداً للاستفادة من هذا النظام الملاحي العملي حتى على مستوى الأفراد، وتسابقت العديد من الشركات للاستثمار في هذه الخدمة الواعدة؛ وكانت من أشهرها على الإطلاق شركة (نافتيك) التي حققت خلال السنوات القليلة الماضية بضعة مليارات الدولارات· وفي شهر أكتوبر الماضي استحوذت عليها شركة (نوكيا) الفنلندية الشهيرة مقابل مبلغ 8,1 مليار دولار مما يدل على أهمية هذه الخدمة والسرعة الهائلة لانتشارها· وتحتل شركة (تيلي أطلس إن في) المرتبة الثانية عالمياً في حجم استثماراتها وعوائدها من هذه الخدمة إلا أنها أصبحت الآن محط اهتمام شركتين تتصارعان للاستحواذ عليها هما شركة (توم توم إن في) الهولندية و(جارمين) الأميركية التي يعود إليها فضل ابتداع أنظمة الملاحة البرّية في السيارات· ويأتي هذا الاهتمام بشركات نشر خدمات الملاحة الإلكترونية على الموبايل والإنترنت بعد أن تنبّه الجميع إلى العوائد الضخمة الكامنة في استثمارها· وتم مؤخراً إطلاق أحدث خدمة ملاحية إلكترونية تدعى (الخدمات المبنية على تحديد الموقع) Location-based Services التي تسمح للمشترك أن يتعرف إلى أقرب المطاعم أو الفنادق أو المقاهي من أي مكان يوجد فيه ضمن المدن بضغطة زر على جهاز الموبايل· ولعل من أغرب التطبيقات الجديدة لهذا النظام وأكثرها إثارة ذلك الذي يجعل المشترك قادراً على تحديد الأماكن التي يوجد فيها أصدقاؤه في أي لحظة· وهو التطبيق الذي ينطوي على نتائج اجتماعية وأمنية كبيرة لأنه وسيلة الآباء للاطمئنان على أبنائهم من خلال التعرف إلى الأماكن التي يترددون عليها فضلاً عن أنه يساهم في تنويع تقنيات نشر خدمات الشبكات الاجتماعية· وجاء في تقرير نشرته أود لاجورس في صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) أن الرسم الدقيق للخرائط الرقمية والذي يحدد مدى دقة الاستدلال على الأماكن المقصودة بواسطة نظام تحديد الموقع، هو أمر غاية في التعقيد· ويقول المحللون في مؤسسة ''ليهمان براذرز'' حول هذه النقطة: (إن التكاليف المرتفعة والوقت الطويل اللذين يتطلبان رسم خريطة رقمية دقيقة يمكن الاعتماد عليها بثقة كاملة، هما السبب الرئيسي الذي يقف وراء قلّة عدد الشركات العاملة في هذا الاختصاص والذي يكاد يقتصر على اثنتين فقط)· ويتم رسم الخرائط الرقمية باستخدام السيارات العادية وعربات (الفان) المجهزة بالكاميرات· ويقوم رسامو الخرائط باختراق كل شوارع المدينة التي يتم إدخالها في الخريطة وهم يسجلون بكل دقة مواقع المطاعم والفنادق ومحطات الوقود وكافة الأماكن الأخرى التي تهم السياح والزوار· ويبدو بوضوح ما في إنجاز هذا العمل من صعوبات وتعقيدات· إلا أن الأمور لا بد أن تزداد بساطة بمرور الأيام لأن الخرائط التي يتم إعدادها الآن سوف تتحول إلى قاعدة بيانات يمكن لأي شركة أن تشتريها وتستفيد من معلوماتها في المستقبل· -------------
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©