السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكسيك... وحرب «العصابات» المكلفة

19 مارس 2010 22:36
سارة ميلر لانا المكسيك في الأسبوع المقبل ستنظم محطة "إم تي في" الموسيقية المعروفة حفلها السنوي بمناسبة عطلة فصل الربيع بالساحل الغربي للمكسيك المطل على المحيط الهادئ، وتحديداً في مدينة "أكابولكو". ومع نهاية الأسبوع ستكون المحطة قد بثت حفلات موسيقية كبيرة على شواطئ المدينة وسيقضي طلاب الجامعات على وجه الخصوص وقتاً ممتعاً مستمتعين بالموسيقى وأجواء العطلة الربيعية. غير أن الإجازات التي ستصدح فيها أنغام الموسيقى الشبابية تخفي وراءها واقعاً مكسيكياً أكثر قتامة بسبب الصراع بين الحكومة وعصابات المخدرات التي تسعى إلى السيطرة على تجارة تدر المليارات من الدولارات، فقد سقط عشرات الأشخاص خلال نهاية الأسبوع الماضي على يد عصابات الجريمة المنظمة، وتنامت أعمال العنف في الفترة الأخيرة إلى درجة أصبحت معها الشرطة تعثر على رؤوس مقطوعة بانتظام. ومع أن الأجانب لا يتعرضون عادة للاعتداء ويقتصر الأمر عموماً على الشرطة وأفراد الجيش الذين يسقطون ضحايا للعنف وعمليات القتل، إلا أن تلك الأعمال امتدت في الآونة الأخيرة إلى السياح الأميركيين أيضاً بعدما قتل اثنان منهم في "سويداد خواريس" نهاية الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى مقتل مواطن مكسيكي يعمل مع القنصلية الأميركية، وهو ما يكرس صورة سلبية حول المكسيك باعتبارها مكاناً خطراً يتعين تجنبه والإحجام عن زيارته، على كل حال. وقد انعكست هذه الأجواء المضطربة التي تعرفها المكسيك، وتصاعد وتيرة العنف هناك، على معدلات زيارة الطلبة الأميركيين الذين كانوا إلى وقت قريب يتوجهون إلى المكسيك على نحو اعتيادي وبدون مشاكل، بحيث سجلت وكالات الأسفار انخفاضاً ملحوظاً في عدد الطلبة الأميركيين المتوجهين إلى الجارة الجنوبية، بسبب عمليات القتل التي تشهدها على خلفية الصراع بين السلطات وعصابات المخدرات. وفي هذا السياق يقول "باتريك إيفانز"، المتحدث باسم إحدى وكالات الأسفار التي تنظم عادة زيارات الطلبة إلى المكسيك: "يبدو أن الطلبة خلال هذه السنة قرروا تغيير وجهاتهم وعدم الذهاب إلى المكسيك مخافة التعرض للأذى". وتشير الاستبيانات التي أجربت لقياس عدد الطلبة المتوجهين إلى ذلك البلد إلى تراجع واضح في أعدادهم، حيث لم يسجل سوى 10 في المئة من الطلبة رغبتهم في زيارته بسبب الخوف من عمليات القتل التي نقلتها وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع المسؤولين في الحكومة المكسيكية، والمشرفين على القطاع السياحي خصوصاً، إلى إطلاق حملة ترويجية، لاسيما بعد المشاكل التي أثارها ظهور مرض إنفلونزا الخنازير في السنة الماضية وصورة العنف المتداولة على نطاق واسع في وسائل الإعلام المحلية والعالمية. والحقيقة أن العديد من المناطق المكسيكية المهمة تبقى آمنة وبعيدة عن مرمى نيران العصابات مثل منطقة "كانكون"، وهي إحدى المنتجعات المهمة التي تستقطب أعداداً كبيرة من السياح. وبعدها تأتي "بويرتو فالارتا" على الساحل الغربي، فضلا عن مواقع أخرى مميزة على المحيط الهادئ مثل "مازلتان" و"أكابولكو". وحتى في هذه الأخيرة الواقعة في ولاية "جيريرو" التي تشهد صراعاً على السطوة بين تجار المخدرات، وتسابقاً لحيازة المزيد من النفوذ، سعت وزارة الخارجية الأميركية إلى طمأنة المواطنين الأميركيين الراغبين في زيارة تلك المناطق إلى أن الصراع لا يستهدف السياح، أو الأجانب، وأنه يمكنهم التوجه إلى هناك باطمئنان لقضاء عطلة الربيع. ولكن مع ذلك حثت السفارة الأميركية في المكسيك الأميركيين على تأجيل الزيارات غير الضرورية إلى بعض مناطق المكسيك التي تعد خطرة. وضمن هذا التوجه أيضاً سمحت وزارة الخارجية الأميركية يوم الأحد الماضي بمغادرة عائلات موظفيها للمناطق الشمالية من المكسيك التي ينتشر فيها العنف. جدير بالذكر أن مدينة "سويداد خواريس" على سبيل المثال شهدت سقوط 2600 قتيل في عام 2009، كما أن المدينة التي تضم أكثر من مليون نسمة سجلت 16 ألف سرقة للسيارات و1900 عملية اختطاف، وقد دعت وزارة الأمن العام المكسيكية الزوار الذين يريدون قضاء عطلة الربيع في المكسيك إلى تجنب المناطق الشمالية المضطربة. وحذر المسؤولون الأميركيون من جهتهم آباء الطلبة بعدم السماح لأبنائهم بزيارة المدن الشمالية كذلك. وبالطبع ستحد هذه التحذيرات من رغبة الطلبة الأميركيين في ولايات قريبة مثل تكساس من زيارة المكسيك بعدما كانوا في السابق يعبرون الحدود ليتوجهوا إلى مدنهم المفضلة على المناطق الساحلية لقضاء إجازاتهم، وهو ما يعبر عنه "إيفانز"، المشار إليه أعلاه، بقوله: "في السابق كان الطلبة يعبرون الحدود بسياراتهم إلى المكسيك لأن الرحلة رخيصة ولا تكلف الكثير، أما اليوم ومع توالي التحذيرات الأمنية واستمرار أعمال العنف فقد قلَّت زيارتهم تلك وتراجعت بشكل ملموس". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©