الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء عالميون: تجربة الإمارات في السعادة «غير مسبوقة»

خبراء عالميون: تجربة الإمارات في السعادة «غير مسبوقة»
19 ابريل 2016 00:39
سامي عبدالرؤوف (دبي) أكد خبراء ومختصون عالميون في مجال الموارد البشرية، أن تجربة الإمارات في تحقيق السعادة رائدة وغير مسبوقة، في المنطقة، مشيرين إلى أن الدولة لديها أفكار ابتكارية من الممكن أن يستفيد منها دول العالم لتحقيق أهدافها الإنمائية والتنموية. وأوضحوا أن الإمارات لديها تجربة متقدمة في تعزيز قدرات رأس المال البشري، ومن الممكن الاستفادة من تجربتها التنموية، خاصة في زيادة الإنتاجية وتوفير بيئة العمل المناسبة للموظفين، وإسعاد المتعاملين. وقال الخبراء الذين تحدثوا أمس في اليوم الأول لمؤتمر الموارد البشرية الدولي السادس بدبي: «إن تحقيق السعادة يحتاج إلى فترات زمنية طويلة، لإحداث التغير وتحقيق الغرض، ويتطلب خلق ثقافة لدى جميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى التحفيز والمشاركة في صنع الحاضر والمستقبل، وجميعها صفات ومقومات متوفرة في دولة الإمارات». ولفتوا إلى أن هناك هجرة معاكسة في الوقت الحالي للعقول والموهوبين، من الدول المتقدمة إلى الاقتصاديات الناشئة، أي هجرة المواهب من الغرب إلى الشرق، وهو ما يتيح الفرصة لخلق واقع جديد وإعادة تشكيل للقوى في العالم. وأظهرت دراسة مسحية عالمية، كشف عن نتائجها أمس في مؤتمر الموارد البشرية الدولي السادس، أن تحقيق السعادة يزيد إنتاج الموظفين بنسبة 50% ويؤدي إلى نقص الغياب بنسبة 92%، ويزيد من توزيع المنتجات أو الخدمات بنسبة 39%، وأن 90% من تحقيق السعادة يعتمد على فهم وثقافة الشخص نفسه وقدرته على تغيير ذاته. وافتتحت أمس فعاليات مؤتمر الموارد البشرية الدولي السادس الذي تنظمه الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، وتستمر فعالياته حتى مساء اليوم، تحت شعار «مستقبل الموارد البشرية ودورها في تطوير وتحويل الكفاءات الحكومية»، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وبمشاركة 30 متحدثاً وخبيراً دولياً، ونحو 500 مشارك ومهتم بهذا القطاع، وقرابة عشرين راعياً وعارضاً وشريكاً. النموذج الإماراتي وأكد الدكتور عبد الرحمن العور مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لتنشئة وتطوير العنصر البشري، بصفته رأس المال الحقيقي لها، وسر تقدمها وازدهارها، ووسيلة لتعزيز اقتصاد معرفة مستدام فيها. وأشار إلى حرص القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على تبني أفضل الممارسات والتجارب العالمية لبلوغ تلك الأهداف، وتوفير بيئة عمل تستنهض الهمم لبلوغ أعلى مستويات الإبداع والابتكار، مثلما تحقق السعادة للموظفين والمتعاملين على حد سواء. وشدد العور على دور رأس المال البشري في تعزيز مكانة الدولة وريادتها، وتنافسيتها عالمياً، لا سيما في هذه المرحلة التي تشهد سباقاً نحو التقدم والتطور على الصعد كافة، وأن ما وصلت إليه الدولة من مراتب متقدمة لم يكن ليتحقق لولا الاستثمار الأمثل في الإنسان. بناء السعادة وأوضح العور أن محاور المؤتمر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق السعادة وتمكين الشباب لبناء مستقبل الدولة، لا سيما بعيد إعلان القيادة الرشيدة فيها قبل نحو شهرين عن تعديلات هيكلية جذرية في الحكومة الاتحادية، بهدف وضع اللبنات الرئيسية لحكومة المستقبل، من خلال التركيز على السعادة في بيئة العمل، وتأثير المتغيرات العالمية على القدرات البشرية في حكومات المستقبل، ودور المواهب والكفاءات في تعزيز تنافسية المؤسسات والحكومات، وتبني الممارسات المبتكرة والفعالة، والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لضمان القوة والاستدامة في أداء المؤسسات ومواردها البشرية. شهادة دولية من جهتها، تحدثت لين جوديير، الرئيس التنفيذي للمعهد الأسترالي للموارد البشرية، وضيفة شرف المؤتمر، عن «المواهب في عالم متغير وتأثيرها على القطاع العام»، مشيرة إلى أن موظفي القطاع العام في الدولة شكلوا نموذجاً ناجحاً يحتذى به لجهة المشاركة والانخراط في بيئة العمل، بما يحقق تطلعات وتوجهات قيادتهم التي أولتهم كل اهتمام وتقدير وهيأت لهم كل أسباب ومقومات النجاح. وأكدت جوديير، أن إدارة المواهب وقيادة التغيير من أهم الأولويات على أجندة المؤسسات في وقتنا الراهن، مشيرة إلى أن المؤسسات الناجحة تنظر إلى كل موظف على أنه شخص موهوب وتتعامل معه على هذا الأساس، مشددةً على ضرورة إدارة المواهب بشكل علمي ممنهج حتى تتمكن المؤسسات من إحداث التغيير المنشود وتحقيق أهدافها الاستراتيجية. وأوضحت أن مديري الموارد البشرية في المؤسسات مطالبون بوضع برامج لتحسين قدرات الموظفين وإمكاناتهم وتطوير مهاراتهم، وفق معادلة خاصة بإدارة المواهب ترتكز على ثلاثة عناصر هي: (كفاءة الموظف، وحجم الإسهامات التي يقدمها على مستوى فريق العمل والمؤسسة ككل، وأخيراً مدى التزامه بقيم المؤسسة وثقافتها وتوجهاتها)، منوهة بأن هذه المعادلة تساعد إدارة المؤسسات في قياس مؤشرات الأداء التشغيلية للعمليات الرئيسية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تطوير هذه العمليات ويرتقي بجودة مخرجاتها. وشددت جوديير، على أهمية استثمار المؤسسات في الكفاءات وأصحاب المواهب، وإشراكهم في صنع القرارات، والسعي لتمكينهم على اختلاف مستوياتهم ودرجاتهم الوظيفية، عطفاً على تلمس احتياجاتهم بشكل مستمر، فهم أساس نجاح أي مؤسسة ومستقبل المؤسسات يرتكز بشكل كبير على مدى اهتمامها بتنمية رأس مالها البشري وتطويره وتمكينه. ثقافة السعادة وناقش المؤتمر في يومه الأول أمس العديد من الموضوعات ذات الصلة بشعاره، وبتطوير وتمكين العنصر البشري، من خلال أوراق عمل وجلسات حوارية، وتحدثت جين ليم، الرئيس والرئيس التنفيذي للسعادة في مؤسسة «ديليفرينغ هابينيس»، والخبيرة الدولية في مجال الموارد البشرية، عن «استغلال سعادة الموظفين في تعزيز ثقافة المشاركة الفعالة»، استعرضت كيفية خلق بيئة أكثر ابتكاراً في مكان العمل بغرض تحقيق مستويات مشاركة فعالة أفضل للموظفين وتغيير طرق تفكيرهم، مع التركيز على برامج التوطين وإدارة الكفاءات والمواهب. وقالت: «إن السعادة في مكان العمل تزيد الإنتاجية، وتجلب الشعور بالسعادة والرضا للموظفين والعلماء على حد سواء». وأضافت: «بما أن تحقيق سعادة الناس يمثل أحد الأهداف الرئيسة التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في رؤية حكومة الإمارات 2021، فقد باتت المؤسسات تسعى لتحويل مكان العمل الذي يغلب عليه التوتر وسرعة الإيقاع إلى مكان تغلب عليه ثقافة الابتكار والإبداع من خلال اعتماد السعادة كنموذج للأعمال». ووصفت ليم، دولة الإمارات عموماً ودبي خاصة بالمدهشة، حيث قطعت شوطاً كبيراً في مضمار الوصول إلى هذا الهدف نظراً لما توفره من إمكانات وخطط وبرامج تصب في هذا الاتجاه، حتى غدت نموذجاً عالمياً لبيئات العمل المحفزة على الإنتاجية والإبداع والمولدة للسعادة والرضا والانتماء والحرص على التجديد والتغيير نحو الأفضل. ودعت المؤسسات إلى تعزيز ثقافة السعادة بين الموظفين، وإعطائها قسطاً كبيراً من الاهتمام والدراسة، وجعلها أولوية قصوى لديها. مؤسساتنا الوطنية مقياس لجهات عالمية دبي (الاتحاد) أوضح محمد علي البستكي وكيل وزارة مساعد لشؤون المساعدات الإنسانية والتنموية في وزارة شؤون الرئاسة، في جلسة خاصة حول التحولات في إدارة رأس المال البشري، أن عملية تطوير راس المال البشري شهدت تحولات كبيرة خلال العقدين الماضيين، وذلك لأسباب عدة منها العولمة والتغيرات في النهج الإداري للمؤسسات، فضلاً عن تنوع الإنتاج العالمي وبروز اقتصادات ناشئة ولدت هجرة عقول من الغرب إلى الشرق. وأكد البستكي، أن هناك مؤسسات وطنية حققت نجاحات لافتة في مجال إدارة رأس المال البشري، لدرجة أنها باتت مقياساً لمستوى العديد من المؤسسات العالمية في هذا المجال، مشيراً خلال مشاركته في المؤتمر، إلى أنه كان لتحول الأداء الحكومي من تقليدي إلى إلكتروني وصولاً إلى إعلان الحكومة الذكية أثر بالغ الأهمية في كيفية النظر إلى تطوير المورد البشري المحلي اعتمادا على استراتيجيات وطنية أعلنت عنها القيادة الرشيدة، حيث أنتجت تلك الاستراتيجيات الوطنية ثقافة مؤسسية تعتمد على الانفتاح في العمل الحكومي والعناية البالغة بتحفيز إنتاجية الموظف ودراسة الأسباب والمحركات التي تؤدي إلى ذلك. وذكر البستكي أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي اعتنت بعلاقة الموظف بالمؤسسة التي يعمل بها، وتوفير كافة متطلبات وشروط الإبداع والتميز المؤسسي، من خلال اعتماد جملة من البرامج الوطنية مثل جوائز التميز المؤسسي وبرامج إعداد القادة وبرامج إدارة الكفاءات الحكومية، وخلق تنافسية في بيئة العمل الحكومي وتنويع مخرجات التعليم، كل ذلك أثر في علاقة الموظف بالمؤسسة التي يعمل بها وانتج ثقافة مؤسسية جديدة. وشدد البستكي على أهمية الاستشارات الوظيفية في تطوير رأس المال البشري في الدولة، لما لها من دور في استشراف السلوك الوظيفي لدى الموظفين أو الباحثين عن وظائف من جهة، وتبسيط آليات الأداء الوظيفي لتحقيق فهم أعمق بالدور المنوط بكل موظف، وكذلك الوقوف على أسباب استقالات الموظفين المبدعين ودراستها. ونوه البستكي، إلى أهمية العلاقة بين قطاع الأعمال ومؤسسات البحث العلمي والجامعات، حيث يبلغ الاستثمار في الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي قرابة 400 مليار دولار سنوياً أي ما يقارب 7% من الناتج الإجمالي لهذه الدول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©