المسافات تقترب بين الحضارات

انطلق مساء أمس الأول في أبوظبي معرض الفن المعاصر ''آرت باريس أبوظبي'' في أكبر تظاهرة فنية عالمية ضمت 46 صالة عرض فني وبمشاركة 700 فنان شكلوا قيمة أساسية في الإبداع الجمالي في مختلف صنوف الفن المعاصر التشكيلي والنحتي والتصوير الفوتوغرافي من خلال 3000 عمل يؤسس لحركة الفن من جميع أقطار العالم ومن مختلف المدارس الفنية وكأن الزائر يتنقل بين التاريخ الإبداعي والمعرفي والأفكار والطروحات التي تنقل فيها الفن في فترات مختلفة من تحولات مناهجه ورؤاه في رصد العالم ما بين الكلاسيكية الى الانطباعية ثم الى التكعيبية والسريالية يجول المتلقي ببصره حتى أن الوقت لا يسع حقاً لتأمل هذا الإنجاز المذهل الذي لابد أن يتريث المرء قليلاً وهو يمر بجانبه، حيث يستوقفه مرغماً الإبداع والتصورات التي حفلت بها تيارات الفن في العصر الحديث· صالات العرض من مختلف أنحاء العالم تجمعت في ''آرت باريس أبوظبي'' وعرضت مقتنياتها من روائع الفن التي وصلت فيها أسعار بعض اللوحات الى الملايين، وهذا ليس بالغريب على سوق الفن الذي يعتبر تاريخاً وفناً من الصعب أن يجتمعا معاً في عمل واحد، لذا ترى الوقت يمضي سريعاً وأنت في اضطراب شفيف يعتريك كي تلتهم عيناك كل ما يقعان عليه بسرعة حيث وهما تبصران الرائع من الأعمال تتوقع لهفتك المشوبة بالرغبة الأروع الذي سوف يأتي بعد خطوات·· وذلك هو معرض الفن المعاصر ''آرت باريس أبوظبي'' الذي جمع أقطاب العالم الأربعة في صالة العرض الكبرى في قصر الإمارات في أبوظبي ضمن احتفالية ليس لها مثيل من قبل بما يعد هذا العرض أول إنجاز في الشرق الأوسط حقاً''· اشتركت فرنسا بـ (24) دار عرض للفنون التشكيلية ولبنان بـ (2) والبحرين بـ (1) وسوريا بـ (1) والإمارات بـ (5) وسلطنة عمان بـ (1) وألمانيا بـ (3) وتونس بـ (1) وإيطاليا بـ (1) وسويسرا بـ (1) وأستراليا بـ (1) ونيثرلاند بـ (1) والهند بـ (1) وإيران بـ (1) وموناكو بـ (1) وبلغاريا بـ (1) وكل دور العرض هذه قد جمعت مقتنياتها ليس محصورة في فنها القُطري، بل رأينا أعمالاً من دول أخرى قد ارتحلت الى تلك الصالات بفعل الشراء المتداول لهذا الفن المرتحل عبر المسافات البعيدة والذي لا تحده حدود بفعل الاحتفاء به والرغبة في اقتنائه مما جعله يلتقي ثانية في أبوظبي ليشكل حقاً التقاء إبداعياً للحضارات وهي تتناغم وتتفق على روعة الفن الأخاذ·