الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاعتناء بقدرات ومواهب الطفل تصنع شخصية ناجحة ومبتكرة

الاعتناء بقدرات ومواهب الطفل تصنع شخصية ناجحة ومبتكرة
20 فبراير 2014 12:28
احتفل العالم مؤخراً باليوم العالمي للطفولة، والذي بدأ الاهتمام به منذ نوفمبر 1949، حيث عقد اجتماع للاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي في باريس، وأعلن فيه اليوم الدولي لحماية الطفل، واحتُفل به لأول مرة في الأول من يونيو 1950. وفي عام 1954 أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون يوم 20 نوفمبر هو اليوم العالمي للطفل، وفي عام 1989 أقر زعماء العالم حاجتهم لاتفاقية خاصة موجهة لأطفال العالم، فأوكلت المهمة إلى منظمة “يونيسيف” لحماية حقوق الأطفال، ووضعوا اتفاقية تضم 54 مادة، بالإضافة إلى بروتوكولين اختياريين، وتتلخص هذه الاتفاقية في 4 مبادئ أساسية هي: عدم التمييز، وتضافر الجهود من أجل المصلحة الفضلى للطفل، وحق الطفل في الحياة والبقاء والنماء، وحق احترام رأي الطفل. كما تتضمن هذه الاتفاقية 9 بنود أساسية هي: أن يتمتع الطفل بجميع الحقوق بلا استثناء أو تفريق أو تمييز ناتج عن لونه أو جنسه أو دينه أو أصله أو نسبه. وأن يتمتع الطفل بحماية خاصة تمنح له، وتسهل نموه الجسمي والعقلي والروحي والأخلاقي والاجتماعي في جو من الكرامة والحرية. وأن للطفل منذ مولده حق الحصول على اسم وجنسية. وأن يتمتع بالضمان الاجتماعي، وأن يحاط هو وأمه بالعناية والحماية، وللطفل حق في ما يكفيه من الغذاء والمأوى واللهو والخدمات الطبية. وأن يحاط الطفل المعاق سواء جسديا أو ذهنيا أو المنبوذ اجتماعيا (اللقيط) بالتربية والعناية الخاصة التي تقتضيها حاجته. وحاجة الطفل لأن ينعم بالحب والتفهم ورعاية والديه في جو يسوده الحنان والأمن المعنوي والمادي، كما يتوجب على السلطات تقديم عناية خاصة للأطفال المحرومين والأسر الفقيرة. كما تضمنت المبادئ حق الطفل في تلقي التعليم الذي يجب أن يكون مجانياً وإلزامياً وتقع هذه المسؤولية بالدرجة الأولى على أبويه. كما يجب أن يتمتع الطفل بحماية من أي إهمال أو استغلال أو قسوة، ويحظر حمله على العمل أو المهن اللتي تعرقل نموه وتعليمه وتؤذي صحته أو خلقه أو عقله. وأخيراً ضرورة إحاطة الطفل بالحماية من أي ممارسات كالتمييز العنصري أو الديني ويجب أن يربى على التسامح والصداقة والسلام بين الشعوب. تلك كانت البنود التسعة للاتفاقية، وغني عن القول أن الطفولة تعاني في كثير من بقاع العالم، حيث يعاني الأطفال من الأزمات بدلا من الاهتمام بهم وبطفولتهم، ونشاهد ونسمع بالعنف البدني والنفسي، ونقرأ التقارير التي تتحدث عن عمل الأطفال في مواقع البناء والمصانع وورش الحدادة وصيانة السيارات في الدول الفقيرة فضلاً عن استغلالهم جسدياً ومادياً مثل التهريب والاستجداء وتجارة الأعضاء وغيرها الكثير. نحن في دول الخليج محظوظون جداً ولله الحمد، فمثل هذه الصور القاتمة حول استغلال الأطفال غير موجوده، فالتعليم والرعاية الصحية والاجتماعية مكفولة لكل طفل في بلداننا الخليجية، حيث تلتزم الدول الخليجية حكومة وأفراد بالقيم والأخلاقيات الإسلامية والعادات العربية الأصيلة التي تحفظ للإنسان كرامته، سواء كان طفلاً أو غيره، بالإضافة إلى أن دول الخليج تعمل وفق أنظمة دولية ومحلية تركز على حماية الطفولة ورعايتها بشكل كامل. لذا علينا جميعا كأفراد دور حيوي وهام في نشر ثقافة حقوق الطفل، وأن نساهم في حماية إنسان الغد، وأن نعمل على اكتشاف الصعوبات التي يواجها الأطفال في بلداننا، وخاصة أن أوضاع الطفولة في بلداننا مختلفة عن غيرها، فالحاجات الأساسية للطفل مؤمنة ولله الحمد، ولكن ما نحتاج هو زيادة الوعي بتربية الطفل من قبل والديه، واكتشاف مهاراته ومواهبه وتطويرها. وتطوير وسائل الاتصال بين الطفل وذويه ومدرسته وأصدقائه، تعزيز ثقته بنفسه، وعدم تهميشه وترسيخ دوره في منزله ومدرسته. فلا تستهينوا بأي موقف بسيط أو كلمة عابرة أمام طفل، فكم من كلمة إيجابية صنعت شخصية ناجحة ومبتكرة وملهمة، وكم من كلمة سلبية حطمت نفسيات، وخلقت إنسان حزين يشعر بالدونية. د.عبير الحميري مدونة «المنبر الإماراتي»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©