الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد العتيبة: هدفنا صناعة سينما إماراتية تنافس عالمياً

محمد العتيبة: هدفنا صناعة سينما إماراتية تنافس عالمياً
15 فبراير 2012
ضمن أهدافها المعلنة بخلق قاعدة قوية لصناعة الفيلم في الإمارات، ودعم وتطوير المواهب والمشاريع السينمائية المحلية، وتحقيق شراكة دولية تقوم على فتح المنافذ والفرص الإنتاجية، وكذلك الاستثمار والتعاون المتبادل مع صناع الأفلام العالميين، يسعى وفد إيميج نيشن أبوظبي من خلال وجوده في مهرجان برلين السينمائي إلى توفير مناخ حيوي وتفاعلي مع أجواء المهرجان، والاطلاع والتعرف على البنية الثقافية والتاريخية والعلمية التي تقف وراء ولادة مهرجان سينمائي ضخم وعريق، هو مهرجان برلين الذي يحظى بحضور لافت وكبير من الجمهور الألماني والأوروبي والعالمي، ويحقق استثمارا قويا للمرافق الفنية والسياحية على حد سواء. من أجل حيازة رصيد معرفي جيد حول المكونات الثقافية في مدينة برلين زار وفد إيميج نيشن أبوظبي العديد من المتاحف التخصصية والمعاهد السينمائية التي تؤسس لأجيال متلاحقة من السينمائيين الشبان وتأكيد حضور ألمانيا على خارطة السينما العالمية. وللتعرف أكثر على أجواء هذا التفاعل بين وفد إيميج نيشن وبين ما توفره مدينة برلين من مساحة خصبة للثقافة والفنون، التقت “الاتحاد” محمد العتيبة رئيس إيميج أبوظبي، الذي عبّر عن انبهاره بمدينة برلين التي يزورها للمرة الأولى وتحدث بحماس عن هذه المدينة التاريخية العريقة المنفتحة على كافة الثقافات العالمية، وجاء اللقاء مع العتيبة حافلا بالتفاصيل السينمائية وبالتوقعات المتفائلة حول مستقبل صناعة الفيلم في الإمارات خلال الخمس سنوات القادمة. صناع الأفلام الإماراتيون تحدث العتيبة بداية عن إعجابه بالبنية الثقافية المميزة لمدينة برلين والتي تتمتع بثقل وحضور تاريخي واضح في ألمانيا وأوروبا عموما، وأوضح أن المدينة ورغم البرودة الشديدة التي تغمرها في هذا التوقيت من العام، إلا أنها تنشر نوعا من الدفء المعنوي والداخلي المترافق مع حرارة وصخب الفعاليات الفنية فيها، وخصوصا في مهرجان برلين السينمائي الذي يشهد شغفا شعبيا وأجواء ساخنة من الترقب والفضول واكتشاف أفضل الأفلام العالمية ومشاهدة نجوم السينما المشهورين والقادمين من شرق العالم وغربه. وأضاف العتيبة أن وفد إيميج نيشن أبوظبي استفاد كثيرا من تواصله مع قطاع صناعة الأفلام في ألمانيا ومن اجتماعاته مع شركات الإنتاج العالمية المتواجدة في المهرجان، لأن هذا التواصل سوف يحقق فرصا جديدة للتعاون ومد جسور الشراكة المثمرة في مجالات متعددة مثل الاستثمار والتوزيع والتمويل وأيضا في المجال الإبداعي المتمثل في تنمية وعي وخبرة صناع الأفلام الإماراتيين الشبان وكذلك السينمائيين الواعدين المقيمين في الدولة. سوق الفيلم الأوروبي وفي سؤال حول الترجمة الفعلية لخطة البرامج واللقاءات والزيارات التي وضعت في أجندة الوفد، أشار العتيبة إلى أن الأيام الأولى من الزيارة شهدت الكثير من الزيارات واللقاءات الناجحة مع قطاعات ومؤسسات عامة ومتخصصة، حيث زار الوفد برفقة لجنة أبوظبي للأفلام مقر سفارة الإمارات في برلين ورحب سعادة محمد المحمود سفير الدولة في ألمانيا بالوفد، وأبدى اهتمامه بوجود الفريق السينمائي الإماراتي في برلين من خلال فتح قنوات الاتصال والتعاون مع الجهات الألمانية المختصة في سبيل تطوير قطاع صناعة السينما في الإمارات. وأوضح العتيبة أن برنامج الزيارات شمل أيضا التعرف على معالم برلين وزيارة متاحفها الزاخرة بالتنوع والتوازن الذي يرصد مكونات وآثار الماضي القديم، وكذلك الإنجازات العلمية والثقافية والفنية المعاصرة، وأضاف أن نشاط الوفد يتضمن أيضا التواصل والإطلاع على نشاطات سوق الفيلم الأوروبي في المهرجان، ومن ضمنها عرض الفيلم الإماراتي “ظل البحر” للمخرج نواف الجناحي من خلال الشركة الموزعة للفيلم في سوق الأفلام والذي يعتبر من المكونات الأساسية لمهرجان برلين السينمائي. أزمة كتاب السيناريو ونوه العتيبة إلى أن زيارة الوفد للمهرجان تمخض عنها التعرف على الأفكار والتوجهات ونوعيات القصص والسيناريوهات التي يتطلبها سوق السينما حاليا، وكذلك التعرف على آليات تنفيذ هذه الأفكار وتطبيقها على أرض الواقع بداية من النص المكتوب على الورق مرورا بعمليات ما قبل الإنتاج، ثم اختيار المخرج والمنفذين والفنيين وطاقم التمثيل، وانتهاء بعمليات ما بعد الإنتاج والمتعلقة بالدعاية والتسويق والتوزيع. وأكد العتيبة أن هذه الضوابط المتسلسلة في صناعة الفيلم يجب أن تتبع بدقة وبالتزام شديد حتى نضمن أن تكون هناك صناعة مستدامة وأن تكون هناك استمرارية في النشاط السينمائي وبشكل تصاعدي، وهذه الخطوات القياسية المطلوبة للخروج بفيلم ناجح ومتكامل موضوعيا وفنيا، سوف تحقق للإمارات خلال السنوات الخمس القادمة موقعا زاهيا ولافتا على خارطة السينما في الخليج والوطن العربي، وفي العالم أيضا إذا استمر هذا الخط الإنتاجي المتماسك في الصعود والتطور نحو الأفضل. «الميتم» وفي سؤال حول منابع اهتمامه وولعه الشخصي بالسينما وبعالم الأفلام، أشار العتيبة إلى أنه وبعد انشغاله وعمله لفترة طويلة في وزارة الخارجية وفي السلك الدبلوماسي التفت مؤخرا لكتابة السيناريوهات الخاصة بالأفلام القصيرة، لأنها تعتبر الأرضية والأساس القوي لولادة فيلم ناجح، ومن هنا جاء اهتمامه بهذا الجانب الخيالي والأدبي ليكون مدخلا ودافعا لاقتحام عالم السينما، خصوصا وأن السينما الإماراتية والعربية عموما تعاني من نقص كتاب السيناريو ما يخلق أزمة كبيرة أمام المخرجين وأمام صناعة السينما في المنطقة. وأشار العتيبة بأنه كتب نصا سينمائيا بعنوان “الميتم”، وأخرجه بالتعاون مع لجنة أبوظبي للأفلام التي أنتجت الفيلم وكان من ضمن الأفلام الستة الفائزة بالمسابقة التي نظمتها اللجنة على موقعها الإلكتروني. ويتناول الفيلم الذي تصل مدته إلى 15 دقيقة ــ كما أشار العتيبة ــ أحداثا مرعبة تدور في ميتم معزول وموحش، ويقوم أحد الصحفيين بالتحقيق في الحوادث المشبوهة التي تقع داخله ولكنه يجد نفسه وسط متاهة كبيرة تنتهي به إلى اكتشافات مخيفة ونهاية مروعة. وحول الطرق والوسائل التي يمكن بها تجاوز أزمة الكتابة السينمائية قال العتيبة إن اهتمام المؤسسات المتخصصة في السينما يجب أن يتوجه نحو الكتاب السينمائيين الشبان من خلال الورش والدورات المتعلقة بكتابة السيناريوهات، ومن جهة أخرى يجب على الكاتب نفسه أن يثقف نفسه ذاتيا من خلال القراءة المتواصلة ومن خلال الإطلاع على الأفلام العالمية المتميزة، وكذلك من خلال تعزيز ثقافته العامة وتلمس حاجة السوق السينمائي لنوعية القصص والحكايات المطلوبة في هذا السياق مع عدم تنازل الكاتب عن خصوصيته وتفرده وعن الشروط الأدبية والفنية في كتاباته وأفكاره المنقولة إلى الشاشة. خطط إيميج نيشن المستقبلية يقول محمد العتيبة، عن الخطط والمشاريع القادمة لإيميج نيشن أبوظبي والمتعلقة بإنتاج الأفلام العالمية: “هناك فيلمان جديدان سوف يعرضان قريبا في صالات العالم السينمائية من إنتاج الشركة وهما الجزء الثاني من فيلم “ممتطي الشبح” أو 2ghost Rider، وكذلك فيلم يشارك به نخبة من نجوم السينما في أميركا وبريطانيا وتدور أحداثه في الهند وعنوان الفيلم هو (The Best Exotic Marigold Hotel)، كما أن العمليات الإنتاجية الأخيرة لفيلم “جن”، الذي صور في إمارة رأس الخيمة في الإمارات على وشك الانتهاء وسيتم عرضه قريبا في دور السينما المحلية والعالمية”.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©