الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تاريخ من النجـاح القليل والفشـل الكثـير

تاريخ من النجـاح القليل والفشـل الكثـير
28 نوفمبر 2007 00:50
شهدت السنوات الأربعون التي مرت منذ حرب حزيران خطط سلام عديدة وكثيراً من جولات المفاوضات· وكانت بعض تلك المحاولات ناجحة، بما فيها الاتفاقيات التي وقعت بين مصر وإسرائيل وبين الأردن وإسرائيل، ولكن لم يجر التوصل إلى اتفاق حول لب النزاع وهو الجدل بين الفلسطينيين والإسرائيليين· وفي تقرير مفصـــل لـ ''بي· بي· سي'' بشأن أهم مقترحات السلام التي جرى تداولها منذ عام 1967 وما آلت إليه· وفصلت تاريخ هذه المقترحات: قرار مجلس الأمن 242 صدر هذا القرار في 22 نوفمبر1967 وهو يرتكز على المبدأ الذي انطلقت منه جميع خطط السلام اللاحقة، وهو الأرض مقابل السلام· ودعا القرار إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من ''الأراضي التي جرى احتلالها في النزاع الأخير'' (حرب يونيو) و''الاعتراف بالسيادة والاستقلال لجميع الدول في المنطقة وبحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها بمأمن من التهديد العسكري''· وعرف القرار بصياغته الإنجليزية المثيرة للجدل، حيث ينص على ''انسحاب إسرائيل من أراضٍ احتلتها''، وتفسر إسرائيل هذا على أنه لا يعني بالضرورة جميع الأراضي، ولكن الجانب العربي يفسره على أنه يشير إلى ''جميع الأراضي''· وقد جرت صياغة القرار ضمن البند السادس، ولذلك فإنه يعتبر ''توصية'' فقط، بينما لو كان صيغ ضمن البند السابع لكان ملزماً· وتشير كثير من مقترحات السلام إلى القرار ·242 ويرتبط بهذا القرار أيضاً القرار ·''338 اتفاقيات كامب ديفيد 1978 كانت هناك خطط سلام كثيرة منذ حرب عام 1967 بينها خطة طرحها الجنرال الإسرائيلي يجيئال ألون مبنية على إعادة إسرائيل الضفة الغربية إلى الأردن باستثناء منطقة وادي الأردن التي ترغب في بالاحتفاظ بها لأغراض دفاعية· وفي السنوات التي تلت ساد مناخ سلمي، بين مصر وإسرائيل على الأقل، كما ثبت في زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات إلى القدس في نوفمبر·1977 وقد استثمر الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر المناخ السائد ودعا الرئيس المصري ''السابق'' أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ''السابق'' مناحيم بيجين لإجراء محادثات في منتجع كامب ديفيد بالقرب من واشنطن· دامت المحادثات 12 يوماً وتمخض عنها اتفاقيتان، أطلق على إحداهما اسم ''إطار للسلام في الشرق الأوسط''، أرست أسس السلام القائم على قرار 242 وبأمل أن يكون طريقة لحل ما أسمته ''المشكلة الفلسطينية''، بالإضافة إلى الاتفاق على أن معاهدة بين مصر وإسرائيل ستعقبها، ودعوة إلى عقد معاهدات بين إسرائيل وجيرانها· وكانت هناك نقطة ضعف في الاتفاقية الأولى، فهي تضمنت ''إقامة سلطة حكم ذاتي'' في الأراضي الفلسطينية تقود إلى محادثات ''الحل النهائي''، ولكن الفلسطينيين لم يكونوا طرفاً في الاتفاقية· وشكلت الاتفاقية الثانية إطاراً للاتفاقية التي عقدت لاحقاً بين مصر وإسرائيل عام ،1979 وتلاها الانسحاب الإسرائيلي من سيناء· وتضمنت الاتفاقية لأول مرة اعترافاً بإسرائيل من قبل أكبر دولة عربية، هي مصر· مؤتمر مدريد كان هذا المؤتمر الذي عقد بدعم أميركي - سوفياتي يهدف إلى تشجيع الدول العربية على توقيع اتفاقيات مع إسرائيل على غرار كامب ديفيد· وجهت الدعوة إلى سوريا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى إسرائيل ومصر، بينما كانت مشاركة الفلسطينيين من خلال الوفد الأردني· وأدى المؤتمر إلى توقيع اتفاقية بين إسرائيل والأردن عان ·1994 كان من أهم نتائج المؤتمر أن دولاً عربية أصبحت تجري مفاوضات مباشرة مع إسرائيل· أما الفلسطينيون فقد التحقوا بالركب من خلال مسار بدأ سرياً ولم يلبث أن أدى إلى توقيع اتفاقية أوسلو· المباحثات السورية - الإسرائيلية بدأت محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل عقب مؤتمر مدريد، وكان مطلب سوريا انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان التي احتلتها عام ·1967 كان رد إسرائيل أنها مستعدة للتفاوض ولكن توقيت الانسحاب وحجمه سوف يتوقف على موافقة سوريا على توقيع اتفاقية سلام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكذلك يتوقف على إجراء استفتاء في إسرائيل حول الموضوع· وتقول سوريا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين وافق عام 1995 على انسحاب إسرائيلي شامل من الجولان، ولكن إسرائيل تقول إن ذلك كان موقفاً مبدئياً مبنياً على قبول سوريا التطبيع، وهو ما تنفيه سوريا· وجرت كذلك محادثات بين لبنان وإسرائيل بعد مؤتمر مدريد ولكنها لم تؤد إلى شيء بسبب خلافات على الحدود· ولا يتوقع أن يتم توقيع اتفاقية بين لبنان وإسرائيل إلا بعد أن تتوصل سوريا وإسرائيل إلى اتفاق· اتفاقية أوسلو ركزت المحادثات في أوسلو على الحلقة المفقودة في الاتفاقيات السابقة وهي التوصل إلى اتفاقية مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، تمثلهم منظمة التحرير الفلسطينية، وأخيراً تم التوصل إلى اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير· وقد جرت المباحثات سراً تحت رعاية نرويجية ووقعت الاتفاقية في البيت الأبيض في 13 سبتمبر1993 بحضور الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، حيث تصافح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين· ونصت الاتفاقية على انسحاب إسرائيل على مراحل من الضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة سلطة فلسطينية مؤقتة لمدة خمس سنوات تنتهي بحل قائم على القرارين 242 و ·338 ونصت الاتفاقية على ''انهاء عقود من النزاع'' واعتراف الطرفين بشكل متبادل بالحقوق السياسية المشروعة للطرف الآخر· هذا يعني، وان لم ينص عليه بشكل مباشر، اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل في نهاية المطاف· وجرى آنذاك تبادل رسائل بين عرفات ورابين تنص على اعتراف الأول ''بحق اسرائيل بالوجود'' واعتراف الأخير ''بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني''· كامب ديفيد 2000 جرت عدة محاولات ''من بينها طابا في عام ،1995 وواي ريفر في سنة ،1998 وشرم الشيخ عام ''1999 لتسريع وتيرة الانسحاب، وتطبيق مقتضيات أوسلو فيما يتعلق بالحكم الذاتي· ثم قرر الرئيس الأميركي بيل كلينتون سنة 2000 التصدي لقضايا الوضع النهائي - وفي مقدمتها مسائل الحدود والقدس واللاجئين - التي ارجأت أوسلو إثارتها لمفاوضات لاحقة· وجرت المفاوضات في شهر يوليو وشارك فيها رئيس وزراء إسرائيل آنذاك إيهود باراك، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات· ولم تسفر هذه المفاوضات عن أي اتفاق· لكنها كانت مناسبة للتفاوض على تلك المسائل بتفصيل غير مسبوق· وتلا إخفاق كامب ديفيد 2000 اندلاع انتفاضة فلسطينية ثانية· طابا 2001 رغم قرب موعد نهاية ولايته الثانية، رفض بيل كلينتون الاستسلام، وعرض ''مقترح تقارب'' يتضمن إجراء محادثات في واشنطن والقاهرة ثم طابا بمصر· ولم تجر هذه المباحثات على مستوى عال من المسؤولية، كما أنها أدت إلى تعميق الخلافات دون التغلب عليها· وكان المشاركون أكثر ليونة، فيما يتعلق بمسألة الأراضي، وقال المراقبون من الاتحاد الأوروبي إن المفاوضين الإسرائيليين وافقوا على مبدأ أن تصير القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية· لكن البيان الختامي قال بعد ذلك: ''لقد تبين أنه من المستحيل التوصل إلى تفاهم يخص جميع المسائل''· خريطة الطريق 2003 كانت الرباعية الدولية هي التي اعدت خطة خريطة الطريق، ولا تعرض هذه الخطة تفاصيل التسوية النهائية، لكنها تقترح سبل حل الصراع· وجاء إعداد هذه الخريطة في أعقاب الجهود التي بذلها السيناتور الأميركي جورج ميتشل للعودة بعملية السلام إلى مسار ·2001 وقد سبق الكشف عن خريطة الطريق بيان صدر في يونيو 2003 عن الرئيس جورج بوش الابن الذي صار أول رئيس أميركي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية· وتحاول خريطة الطريق اقتراح شروط تحقيق ذلك· وتقترح هذه الخطة برنامجاً زمنياً بمراحل، واضعة الأولوية للشأن الأمني قبل التسوية النهائية· وتهدف الخريطة إلى بناء الثقة، تمهيداً لمفاوضات الوضع النهائي· - المرحلة الأولى: يصدر الطرفان بياناً يؤكدان فيه دعمهما لمبدأ الدولتين، وبينما يتوقف الفلسطينيون عن العنف، والتصدي ''لكل الضالعين في الإرهاب''، وإعداد دستور، وإجراء انتخابات - يتوقف الإسرائيليون عن بناء المستوطنات، ويلتزمون بضبط النفس عسكرياً· - المرحلة الثانية: ستشهد - أثناء مؤتمر دولي - ميلاد دولة فلسطينية ''بحدود مؤقتة''· - المرحلة الثالثة: مفاوضات الاتفاق النهائي·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©