المونديال وطموحات منتخباتنا

المتابع لأداء ونتائج المنتخبات الكروية الآسيوية في لقاءات الجولة الثانية لتصفيات كأس العالم الأربعاء قبل الماضي، يدرك جملة حقائق ووقائع فرضت نفسها وأكدت تواجدها في ميدان المنافسة الشريفة والعادلة لطموحات التأهل للمونديال القادم· أولى هذه الحقائق والوقائع أن المنتخبات الوطنية الخمسة التي سبق لها تمثيل قارتنا الآسيوية في نهائيات المونديال الألماني الأخير وبعضها حتى قبله، لم تستطع تحقيق فوز مقنع واحد، بدءاً من اليابان التي هزمتها البحرين على أرضها بهدف وحيد، والسعودية التي خسرت خارج أرضها أمام أوزبكستان بنتيجة قاسية وبثلاثة أهداف، وانتهاء بالتعادل الذي فرضته منتخبات كل من الصين الشعبية وكوريا الشمالية والكويت على كل من أستراليا وكوريا الجنوبية وإيران· ترى هل كل هذه النتائج دليل تطور لمنتخبات وطنية آسيوية جديدة وطموحة أم هي دليل تقهقر وتراجع نخبة المنتخبات الكروية الآسيوية التي لا زالت تفرض سيطرتها على صدارة المجموعة عند إجراء كل قرعة مونديالية؟· وفي كل الظروف والأحوال، فإن الكلمة الفصل ستكون للجولتين الحاسمتين القادمتين من تصفيات المونديال· ثاني هذه الحقائق أن المنتخبات الوطنية الأربعة التي دخلت ميدان المنافسة للفوز بالكأس الآسيوي قبل ثمانية أشهر فقط من الآن لم تحقق فوزاً مستحقاً واحداً·· بل وحتى المنتخبين العربيين لكل من العراق والسعودية، واللذين جمعتهما المباراة النهائية للفوز بالكأس القارية قد تعرضا لخسارتين قاسيتين أمام كل من قطر وأوزبكستان، وهذا ما اضطر إدارة اتحاديهما الوطنيين لإجراء تحقيق وتدقيق فوري في أسباب ومبررات الخسارتين القاسيتين تأهباً لقادمات المباريات المونديالية الحاسمة· ثالث هذه الحقائق وآخرها·· أن أبواب التأهل المشروع للدور الأخير من تصفيات المونديال ما زالت - في تقديري - مشرعة ومفتوحة أمام خمسة عشر منتخباً وطنياً على الأقل اعتماداً على أداء ونتائج المنتخبات العشرين في الجولة الثانية من تصفيات المجموعات المونديالية على الصعيد القاري· وبعد·· فكل هذه الحقائق والوقائع التي ذكرت يجب وضعها في الاعتبار أمام كل منتخب كروي آسيوي يطمح في التأهل لنهائيات المونديال خصوصاً أن فترة الشهرين الاثنين التي تفصلنا عن لقاءات الحسم النهائي تبدو كافية بكل المعايير لتحقيق الآمال والأهداف بالتأهل والتي ستظل بين أخذ ورد حتى صافرة نهاية الأسبوع الأخير للتصفيات المونديالية··!