الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبيي... القضية الكأداء

2 مايو 2009 00:52
يرتبط اسم مدينة لاهاي، تلك المدينة الأوروبية العتيقة، بالسودان في أيامنا هذه بقضيتين لكل منهما آثارها وانعكاساتها على مصير السودان• الارتباط الأول هو أن لاهاي هي المدينة التي يتمركز فيها وجود المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في الرابع من مارس الماضي قراراً بتوجيه الاتهام لرئيس الجمهورية السودانية• أما الارتباط الثاني، فهو أن لاهاي هي الآن مقر لجنة التحكيم الدولية التي تنظر في النزاع المزمن بين شريكي الحكم في السودان، حزب ''المؤتمر الوطني'' (الإنقاذ) و''الحركة الشعبية (التمرد الجنوبي السابق) حول منطقة أبيي، وتحديد ما إذا كانت تابعة للجنوب أم للشمال! النزاع حول أبيي بدا منذ أن كان التفاوض بين الشمال والجنوب للوصول إلى اتفاقية سلام، ومنذ ذلك اليوم وهي تنتقل من حال إلى حال دون الوصول إلى حل• الخطوة الأولى كانت تكوين لجنة من الحكماء الأجانب الذين أصدروا قرارهم قبل أكثر من 3 سنوات، إلا أن القرار لم يرض الشريك الأكبر في الحكم رغم أنه حاز قبول الشريك الآخر• وتواصل النزاع حتى أنه وصل مرحلة الاقتتال يوماً ما، ثم أمكن التراضي والرجوع للحوار• وبعد جدل ساخن، تم الاتفاق على اللجوء إلى لجنة تحكيم دولية هي التي تمارس الآن دورها في لاهاي• وخلال الأيام العشرة الأخيرة، حشد كل من طرفي النزاع عدداً من المحامين وخبراء الحدود والجغرافيا وشؤون الإدارة، لإيضاح وجهة نظره أمام لجنة التحكيم الدولية، وكانت تلك مباراة حامية من الجدل القانوني والتاريخي وغيره• ثم أنهيت هذه المرحلة في اليوم الثاني والعشرين من الشهر المنصرم، ويبقى أن قرار التحكيم لن يصدر قبل شهر يوليو القادم إن كل طرف من طرفي النزاع يدعي أنه قدم للجنة التحكيم في لاهاي من الأدلة ما يعتقد أنه سينتهي بالحكم لصالحه، لكن بدر من جانب ممثلي ''الحركة الشعبية'' أنهم يتخوفون من أن ''المؤتمر الوطني'' لن يكون وفياً لالتزاماته في حال صدور قرار ليس لصالحه، وأنه لن يقبل بنتيجة التحكيم إلا إذا جاءت لصالحه، ولهذا فإن الحركة قررت أن تستعين بالولايات المتحدة الأميركية بوصفها الراعي الأول لاتفاقية السلام، لتساعد في الضغط على ''المؤتمر الوطني'' في حال صدور القرار لغير صالح الشمال ثم رفضه التنفيذ• إن منطقة أبيي كانت تعيش في سلام ووئام بين القبيلتين الرئيسيتين هناك، الدينكا والمسيرية، على امتداد عشرات السنين، لكن الوضع اختلف بعد اكتشاف البترول في أرض أبيي، وتدافع الشريكان كل منهما يريد أن يكون هو الفائز بالغنيمة• ويقدر بعض خبراء المال أن نصيب أبيي من ريع البترول الذي تراكم خلال السنوات الأربع الأخيرة قد بلغ الآن أكثر من ألف مليون دولار ما زالت بيد الحكومة المركزية• ومهما كانت نتائج التحكيم المرتقبة، فإنها في الحصيلة تعني أن شرخاً عظيماً قد وقع في العلاقه بين الشمال والجنوب• إن بعض المراقبين يصفون أبيي بأنها ''كشمير السودان''، إشارة إلى النزاع القديم المتجدد بين الهند وباكستان حول منطقة كشمير• لكن أبيي قد تكون أسوأ من هذا، إذ إنها قد تكون واحدة من أسس اختيار الجنوبيين للانفصال عن الشمال عندما يحين موعد الاستفتاء عام •2011 وتلك ستكون خسارة لا تقدر بثمن•
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©