السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلاع الثنايا

15 فبراير 2012
لا يذكر الفخر إلا ويذكر الحجاج بن يوسف الثقفي في خطبته المشهورة: أنا ابـــــن جــــــلا وطلاع الثنايـــــــا متى أضعِ العمامـــــــة تعرفــــــــــوني ويروى على لسان الحجاج، ويظن كثيرون أن الشعر للحجاج، ولا يعرفون أن قائل الأبيات هو الشاعر المخضرم سُحَيْم بن وُثَيل الرياحي، حيث أدرك سحيم الجاهلية والإسلام، وعاش نحو مئة سنة، منها أربعون في الجاهلية، وستون في الإسلام. كان سُحيم شريفاً في قومه ذا منزلة عظيمة، وله خبر مع ابن عمه الأُبيرد الرياحي (ت 68هـ)، ومع الشاعر الأموي نصيب (ت 108هـ)، ذلك أن أعرابياً أتاهما يطلب حاجة منهما، فقالا له، إذا أنت أبلغت سُحيماً بيتاً من الشعر أعطيناك ما تسأل، فأبلغاه أن يقول: فإنّ بـــــداهتي وجــــــــــــراء حَوْلي لـــــــــذو شِقٍّ على الحَطِـــــــم الحرون يريدان من ذلك التعرض لسُحيم بأنه لا يبلغ غايتهما لكبره وعجزه، فأثار البيت حفيظة الشاعر ورد عليهما مفتخراً بقوله: أنا ابن جلا وطــلاع الثنايـــــــــــــا متى أضـــــــعِ العمامــــــــــــة تعرفوني وإن مكـــــــــانَنا من حِميـــــــــريٍ مكـــــــــــان الليث مــن وسط العرِين فإن عُلالتي وجِـــــراء حـــــــــــــولي لذو شِـــــــــقٍّ عــــــلى الضرع الظنون ومـــــــــــاذا يغمز الأعــــــــداء مني وقــــــــــد جــــــــاوزت رأس الأربعين حُبس سُحيم في خلافة عثمان بن عفان لاستعداء سَمُرَة بن عمرو بن قيراط العنبري، الذي استخدمه عثمان على هوامي إبل عمرو بن تميم وفَلْج وما يليها، وكان من سبب حبسه صرعه لعبيد بن غاضرة بن سَمُرَة، فحبسه عثمان ولم يخرجه من سجنه إلا بعد أن قام بأمره مسعود بن جندل، ونُعيم أبو قُرّان اليربوعي، إذ دفعا إلى سَمُرَة مئة من الإبل فأسقط سَمُرَة حقه، وفي ذلك يقول سُحيم: كفاني أبــــــــو قُرَّان نفسي فِــــــداؤه ومن يـــــــــك مولاه فليس بواحد نافر سُحيم غالب بن صعصة والد الفرزدق، أيام الخليفة علي بن أبي طالب في عام مجاعة، إذ تبارى الرجلان في نحر الإبل لإطعام الناس، وبالغ سُحيم في النحر بعد مدة من المنافرة وانتهاء المجاعة، فذبح إبله كلها، مما دفع الخليفة إلى منع الناس أكل ما ذبح سُحيم قائلاً: "إنها مِمّا أُهلَّ بها لغير الله" ولم يكن الغرض من ذبائحه إلاّ المنافرة والمباهاة، فجُمعت لحومها على كِناسة الكوفة، فأكلها الكلاب والعقبان. ويقول سحيم في تتمة القصيدة المعروفة: أخُـــــو خَمْسينَ مُجْتَمِعاً أشُـــــــــــــدِّي وَنجَّذَنِي مُــــــــــــــــدَاوَرَةُ الشُّؤونِ فَإِن عُلاَلَتِي وَجِرَاءَ حَوْلِي ............ لَذُو شِقٍّ عَلَى الضَّرَعِ الظَّنُونِ سَأحْيَا مَا حَيِيتُ وَإِنَّ ظَهْرِي .......... لَمُسْتَنِدٌ إِلى نَضَدٍ آمِينِ كَرِيمُ الْخَالِ مِنْ سَلَفَيْ رِيَاحٍ ........... كَنَصْلِ السَّيْفِ وَضَّاحُ الْجَبِينِ فَإِنَّ قَنَاتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا ............... شَدِيدٌ مَدُّهَا عُنُقَ الْقَرِينِ Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©