الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوكتيل من العواطف يتجاوز السندويش الأدبي

28 نوفمبر 2007 21:22
''أحلى ما قيل في الحب والغزل'' خطوة على درب إعادة التدوين في مسيرة الشعر العربي· بتنوعه يحيي توصيفا للكاتب مارون عبود عن زحمة الحياة التي لم تعد تسمح بالغوص إلى بطون الموسوعات مما استدعى وجود ''السندويش'' الأدبي، على غرار ''جواهر الأدب'' و''الحب والغزل'' وغيرها من الإصدارات التي باتت بمثابة وجبات سهلة الهضم· يوجه الكتاب الصادر حديثاً عن ''دار الكتاب العربي'' ضمن سلسلة منوعة، بطاقة إلى عابر السبيل للمشاركة في حفل كوكتيل تجهزه المعدة إيمان البقاعي· يتخلل ''الحفل'' أربع وعشرون محطة تبحث في ماهية الحب، الاخلاص، نار الشوق، الحنين إلى المحبوب، اللقاء والمواعيد، حديث العيون، لقاء في الخيال، العناق، قصص الحب الشعرية، علامات الحب، شهيد الحب·· وصولا إلى الدواء· أما المقطوعات الشعرية السبع والأربعون، فإنها مشرقية لا تعترف بزمان ولا مكان· في هذا التشكيل يجد القارئ نفسه مقبلاً على مقطوعات افترضت مدخلاً للبحث عن ''ماهية الحب''· هذا الحب الذي تخطى القيود، خرج إلى المطلق الذي يتمثل في الكلمة، التعبير والإحساس والمشاعر، وهو ليس مقيدا بعصر دون آخر، أو مدينة دون سواها· فمشاعر المتنبي بما تشمل من موروث ثقافي، قادرة على أن تسهم في جلاء عبارة ''ماهية الحب'' بالقيمة الاصطلاحية التي لا تقصّر أو تزيد عن مفهوم سعيد عقل للحب: ''لا··· ليس إلا الحب تجربة كونية، فهو وحده طرب السذج وسكرة العباقرة ولربما به وحده يتساوى المتفاوتون معرفة''· لعل الكتاب بحلّته ''الشعرية'' محاولة لم تذهب أبعد من الاختيار ورصف المقطوعات، إلا ما كان من دور في ربط الأبيات المختارة بعناوين هي مصطلحات تعود لفن الغزل والحب جرى إطلاقها على ألسنة الشعراء والنقاد في المعجم الشعري العربي· في المقابل فإن دوره إيجابي مقارنة مع الشائع عند العرب لجهة الاهتمام بالنصوص الشعرية والحرص على استعادتها ضمن دواوين تنسحب لشاعر أو موضوع تم جمعها في بطون موسوعات أدبية كالأغاني لأبي الفرج واليتيمة للثعالبي ونفح الطيب للمقرّى· حالات التدوين تلك لا شك أنها سجلت حالة حضارية عظيمة الشأن في المدى البعيد· تطلق إيمان في المقطوعات الشعرية التي انتقتها لمجموعة تقارب الثلاثين شاعراً، المفهوم الشعري الذي ينصف نزار قباني كرائد ترتسم على كلماته هوية شعر الغزل، حيث تتفلت الأوصال بين شاعر وآخر وتنسحب كلماته بكثافة تارة ومتخفية تارة أخرى في تلافيف الحب، على التخمين، لا التحقيق· لعل تفاوت ما يطلبه القارئ، يحول دون البحث عن خط منهجي في إعداد الكتاب· فإذا كانت المرأة تحديدا تغويها كلمات الحب، فإن الكتاب يقدم أصنافاً منوعة كما حال بستان تقع كل نفس فيه على عطرها· فهل تحقق لدار الكتاب العربي مبتغاها في إقامة هذه الجنان متحدية ''مداخن'' العصر التي ألهبت البترول وعزلت لون السماء وقضت على خضرة الجبال· كلمة حب جديرة أن تبقى ولو مع بصيص أمل ضعيف· كلمات تحيي الأمل في النفوس وتطرد هواجس المستقبل برؤية جميلة للحاضر المستمر·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©