الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غايه والحنيش

28 نوفمبر 2007 21:25
صلوا على ''محمد'' ''اللهم صلي وسلم عليه'' كان يا ما كان في قديم الزمان فتاة جميلة اسمها ''غاية'' توفيت أمها وهي صغيرة فتزوج أبوها من امرأة أخرى وأنجبت له الزوجة الجديدة طفلة أخرى وكانت تحبها أكثر من أي شيء آخر، وبسبب فرط هذا الحب فقد كانت زوجة الأب تعامل ''غاية'' معاملة قاسية وتكلفها بأعمال البيت وبجلب الحطب من خارج القرية· في يوم من الأيام وبينما كانت ''غاية'' تحتطب مع صديقاتها اكتشفت أنها قد نسيت الحبل الذي تربط به حزمة الحطب فراحت تبحث لها عن حبل آخر ولكنها لم تعثر على شيء، وعندما قارب الوقت على الظلام استعجلتها صديقاتها للذهاب، فطلبت منهن فرصة أخيرة علّها تعثر على حبل·· وفجأة ظهر لها ''حنيش'' وكان كبيرا فوقف في طريق غاية· وقال لها: ''أتسمحين لي بأن التف حول حزمة الحطب بدل الحبل، وأساعدك على إيصالها إلى البيت''· قالت غاية: ''ولكني أخاف أن تؤذيني'' رد الحنيش: أعدك بألا أؤذيك وافقت ''غايه'' على طلب الثعبان وسط صراخ ودهشة صديقاتها اللاتي هربن إلى القرية بأقصى سرعة، التف حول حزمة الحطب، ثم قامت ''غايه'' بحملها وعادت بها إلى القرية، ولكن عند دخولها القرية دهش الناس من هذا المنظر الغريب والمخيف، وأخذوا يتصايحون محذرين ''غايه'' من خطر ''الحنيش'' ولكنها لم تكن تلتفت لهم· وصلت ''غايه'' إلى البيت ومعها ''الحنيش'' وعندما شاهدته زوجة الأب صاحت خائفة لا تدخلي بهذا الحنيش إلى البيت· فأجابتها ''غايه'': لا انه ''حنيش'' طيب، لقد ساعدني في حمل حزمة الحطب· وقامت ''غايه'' على الفور بإدخال ''الحنيش'' إلى حجرتها وقدمت له الماء والتمر، وبعد أن أكل ''الحنيش'' وشرب قال ''لغايه'' دعيني أطلب منك أمرا سيكون منبع سعادتك في هذه الدنيا، سألته ''غايه'' ما هذا الطلب قال ''الحنيش'' اطلبي من والدك أن يزوجني منك، ولو فعلت ذلك ستهنئين للأبد وستنالين السعادة التي تحلمين بها· وافقت ''غايه'' وذهبت إلى أبيها وطلبت منه أن يوافق على أن تتزوج من ''الحنيش'' فرفض الأب خوفا على ابنته فأخذت تتوسل إليه أن يوافق، ورغم محاولات أبيها المتكررة لردها عن طلبها إلا أنها أصرت، كما أن زوجة أبيها ساعدتها على هذا الأمر رغبة في التخلص منها، وهكذا جهّزت وزفّت إلى ''الحنيش''، وعندما أدخلت إلى غرفتها لم تجد ''الحنيش''! بل وجدت شابا وسيما! ففرحت كثيرا··· وقص عليها الشاب قصته قائلا لها إنه أمير من بلاد الأنهار السبعة وأنه مسحور على شكل حنيش، وقد كان علاجه الوحيد ليعود إلى إنسانيته هو أن توافق فتاة جميلة على الزواج منه وهو على هيئته تلك، وابتسم الأمير لـ''غايه'' قائلا لقد جلبت لك الكثير من الذهب والمجوهرات، وسألبسها لك وعليك أن تتظاهري بأنني أؤذيك، وأخذت ''غايه'' تصرخ وتتظاهر بالألم وتقول ''وا إذني وا رقبتي وا راسي وا ايدي'' بينما كانت زوجة الأب فرحة بما تسمع ظنا منها أنها بذلك ستتخلص من ''غايه'' إلى الأبد وتردد ''زيدها زيدها زيدها زيدها''· في الصباح الباكر كانت المفاجأة حيث خرجت ''غايه'' من حجرتها وهي مزينة بالذهب والمجوهرات، والسعادة تغمرها وبجوارها أمير جميل وقصّت ''غايه'' القصة على والدها وزوجة أبيها ثم غادرت مع زوجها إلى بلاده البعيدة· في اليوم التالي قالت زوجة الأب لزوجها يجب أن تخرج للبحث عن ثعبان لنزوجه ابنتك الثانية، رضخ الأب لأمر زوجته وحمل مصيدته واصطاد ثعبانا ضخما مجنحا، وعمل عرسا كبيرا لابنته ودعا إليه الجميع وأخبرهم عن قصة ابنته الأولى اليتيمة وأنه جاء بهذا الثعبان كي يزوجه لابنته الثانية وزفت الأخت للثعبان وبدأ صراخها فور دخولها الحجرة، وكانت الأم فرحة بما تسمع ظنا منها بأن ما يحدث لابنتها هو ما حدث لـ''غايه'' فصراخها يعني أن زوجها الثعبان يلبسها الحلي والمجوهرات فكانت تردد مع كل صرخة ''فالك من فال اخويتك''· وفي الصباح الباكر فتحت الأم باب الحجرة وإذا بابنتها ميتة والثعبان قد اختفى من الحجرة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©