الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سِقْط اللِّوَى... إرادة أبوظبي

سِقْط اللِّوَى... إرادة أبوظبي
28 نوفمبر 2007 21:27
أهنّئ، بادئ ذي بدء، جريدة ''الاتحاد'' على إصدارها ملحقاً ثقافيّاً أسبوعيّاً، وذلك حتّى تلبّيَ الحاجة الفكريّة والثقافيّة لقرّائها الكثيرين، وأودّ أن أكتب، وقد وضع الثقةَ في شخصي الضئيلِ مسؤولوها الأكرمون، عموداً قصيراً خفيفاً أسبوعيّاً عنوانه: ''سِقط اللِّوَى''· والحقيقة أنّ عبارة هذا العنوان كثيراً ما سمعتها تتردّد في المجالس الثقافيّة التي كنت أحضرها بأبوظبي خلال الصيف الماضي، في موسم أمير الشعراء، فعبارة سقط اللّوى رمزٌ ثقافيّ وتاريخيّ وشعريّ عربيّ قديم كانت أرضُ الإماراتِ العربيّة المتحدةِ حاليا هي موقِعَه· هذا، وإنّ أصعب الأمور بداياتها، كما تقول الحكمة العربيّة: فأيّ موضوع أعالج في هذا العمود، في أوّل عدد من ملحقها الثقافيّ الذي أسأل اللّه له دوام البقاء، وحلاوة النّجاح؟ ولقد تردّدت كثيراً، وتواردت على خاطري طائفة من الموضوعات التي يمكن أن أتناولها، طمَعاً مني في أن تنال شيئاً من رضا القرّاء، وهي مهمّة، لَعَمْري، في غاية الصعوبة، وقد يكون من العسير عليّ، وعلى غيري أيضاً، تحقيقها على نحو كاملٍ· وبعدَ لأْيٍ بدا لي أن أكتب شيئاً عن المواسم الشعريّة التي تتوالى في إمارة أبوظبي، فبعد الموسم الأوّل لشاعر المليون الخالص للشعر النبطيّ، وبعد النجاح العظيم الذي حقّقه هذا البرنامج الكبير، جاء موسم أمير الشعراء الذي يبدو أنّه حقّق نجاحاً لم يحقّقه أيّ برنامج ثقافيّ عربيّ خارج حدود وطنه، فاللّه يشهد إنّي سمعت صبياً في سنّ الثامنة يوم الأحد رابع نوفمبر، من هذا العام، في مدينة وهران الجزائريّة يردّد عبارة لأحد المحكّمين في مسابقة أمير الشعراء··· وهذا شأن ليس باليسير··· فلقد لقِينا التعاليق والتقديرات والإطراءات والتنويهاتِ للبرنامج أنَّى حلَلْنا وارتحلْنا، ولدى البقّالين والجزّارين، مثل ما لدى الجامعيّين والأكاديميّين والإعلاميّين (جريدة ''الشروق'' الجزائريّة خصصت صفحة كاملة لهذا البرنامج···)· ولم يكد موسم أمير الشعراء الذي دام شهوراً ينتهي، حتّى وقع الشروع في إصدار الموسم الشعريّ الثاني لشاعر المليون الذي بدأ يخرّج فحولاً كباراً في الشعر النبطيّ الجميل··· إنّ هذا الجهد الكبير لا تستطيع أيُّ دولة عربيّة، في الوقت الراهن على الأقلّ، النهوضَ به، ولا الاستمرارَ فيه، غير إمارةِ أبوظبي· فإمارة أبوظبي إذا أرادت استطاعت، وإن استطاعتْ أرادت··· في حين أنّ هناك دولاً وإماراتٍ وهيئات قد تريد ولكنّها لا تستطيع، وفي أطوار أخرى تستطيع ولكنّها لا تريد، لأنّها تشحّ في تكريم الشعراء وتأبَى أن تعمل على تطوير الحركة الشعريّة العربيّة المعاصرة: نبطيّها وفصيحها معاً· فلْتَهنأْ إمارةُ أبوظبي بما تنهض به من خدمة جُلَّى للشعر العربيّ، ولتهنأْ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي يعمل مسؤُولوها وموظَّفُوها كما يعمل النحل في خليّته، والنمل في مدينته: قوم يعملون بالليل والنهار، والصيف والشتاء، لا يعرفون سعادتهم ولا راحتهم إلاّ في المزيد من العمل المفضي إلى نجاح المشروع الثقافيّ العظيم الذي وُكِلوا بإنجازه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©