فاروق وجدي يوثق فولكلور الجسد في الأفراح والأتراح

في معرض توثيقي فني للفلكور الشعبي قدم الفنان التشكيلي فاروق وجدي 25 لوحة عن أشهر الرقصات المصرية من سيناء إلى مرسى مطروح ومن الاسكندرية الى النوبة في معرضه ''الرقص في بر مصر'' وتميزت لوحات المعرض بالأسلوب التعبيري لأبرز الرقصات المصرية الشعبية كالتحطيب والتنورة والذكر ورقص النوبة وغيرها من الرقصات التي تعكس جماليات الحياة المصرية· ويعد معرض ''الرقص في بر مصر'' استكمالا لمعارض سابقة للفنان فاروق وجدي تسعى لتسليط الضوء على الحياة الشعبية واستنهاض معالمها وتيماتها المتميزة في إطار توثيق التراث كمعارض ''عروسة المولد'' و''حواديت مصرية'' و''الليلة الكبيرة'' وعادات وتقاليد الأسرة المصرية الشعبية، والمعرض يضم مجموعة من اللوحات المختلفة لأشهر الرقصات الشعبية كرقصة ''التنورة'' و''الزار'' و''التحطيب'' ورقص الخيل ورقص الفرح ورقص النوبة وتمتلئ اللوحات بالألوان الساخنة المبهجة التي تعبر عن الجو المصري بالإضافة إلى عشرات التيمات الشعبية التي لم يغفلها الفنان فاروق وجدي في خلفية اللوحات، ويبدو الفنان متأثراً بالتراث المصري الفرعوني والقبطي والإسلامي باعتباره المصدر الرئيسي لتجسيد الموروثات الشعبية عبر آلاف السنين· رقص تاريخي ويقول وجدي إن المصريين برعوا في ممارسة الرقص بجميع أشكاله، فمنذ آلاف السنين وحتى الآن يمارس المصري الرقص في الأفراح والأحزان وأحياناً نجده قد استعان بالرقص لخدمة العقيدة الدينية أو ممارسة العادات والتقاليد فحفل الزار مثلا تقليد راقص مع دقات الطبول السريعة لراحة الإنسان وغسل همومه، وفي الريف تتميز حركات الرقص باستخدام العصا للتعبير عن المناسبات السعيدة وهناك الرقص مع الخيل والعصا في فروسية جميلة· ويضيف وجدي أن في المدينة نجد الرقص البلدي الذي يعتمد على حركات الأيدي والأرجل والوسط وهذا الرقص له جذوره في الفن المصري القديم ويبدو ذلك واضحاً في فرقعة الأصابع وحركات الوسط وهناك عشرات الصور من الرقص كرقص التنورة الذي يمارسه الرجال ويقومون فيه بحركات دائرية متميزة يخلعون أثناءها التنورة، وكذلك الرقص النوبي المميز ورقص الحجالة وضرب اللفوف والرقص في مدن الوجه البحــــري وشمـــــال مصر كرقصتي الريده والشال· وقال إن قراره بتقديم معرض خاص عن الرقص في مصر جاء بسبب الانتشار الواسع للفيديو كليب الذي غزا الفضائيات العربية وهو فن مستورد من الغرب وليست له أصول عندنا لهذا أراد أن يركز الضوء على الرقصات الشعبية الفلكلورية التي تتميز بالجمال والاحترام ولها أصول عربية واضحة وتعيد الاحترام والوقار لفن الرقص الذي له استخدامات عديدة بعيدا عن إثارة الغرائز وهو ما يحدث في الفيديو كليب· واشار وجدي إلى انجذابه الشديد لعالم الرقصات الشعبية عندما بدأ العمل حيث شده الايقاع الذي تتميز به كل رقصة خاصة عنصر الحركة والهدف من وراء كل رقصة مثل الترويح عن النفس وغسل الهموم، وفي اللوحات تيمة أساسية مكررة وهي التركيز على تكنيك التسطيح المعروف به الفن الشعبي المتوارث مستعيناً في ذلك بأبعاد أخرى كالخطوط وابراز الايقاعات الشعبية والمساحات اللونية لتعطي الاحساس بالبعد الثالث مع تأكيد الروح المصرية بشكل حديث ومتطور· الذاكرة والخيال وأكد أن ما قدمه نوع من التوثيق للتراث الشعبي بشكل فني بسيط مستعينا في هذا بخياله وذاكرته التي تحتفظ بعشرات التفاصيل عن الرقصات الشعبية التي خبرها جيدا بحكم تجواله وأسفاره العديدة الى محافظات مصر المختلفة مضيفاً انه لم يلجأ في رسومه الى الصور الفوتوغرافية بل يلجأ الى فكرة الاسكتش الفني في بعض الأحيان حتى يقرب المشاهد اكثر الى العمل الفني ويعطيه احساسا مباشرا بأنه أمام رقصة شعبية حقيقية· وقال الفنان فاروق وجدي إنه أنجز كل لوحات المعرض بخامة الزيت التي يرسم بها منذ سنوات لأنه يشعر بأنها تترجم احساسه الفني تجاه الفكرة التي يريد رسمها وهو يفضل الألوان الساخنة كالبرتقالي والأصفر لأنها تعبر عن الجو المصري وأن كان هذا لا يمنع وجود توازن بين جميع الألوان داخل كل لوحة· واعتبر أن الحركات التي تقوم بها الندابة في أوقات الوفاة والحزن ما هي الا رقصة لها ايقاعات منتظمة بالأيدي والرأس واكتشف أن هذا الطقس المرتبط بالوفاة له جذور فرعونية حاول تصويرها في إحدى لوحات المعرض·