الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوليوود في مواجهة المؤسسة الرسمية

هوليوود في مواجهة المؤسسة الرسمية
28 نوفمبر 2007 21:29
تقول الأخبار القادمة من هوليوود إن مجموعة جيدة من الأفلام السياسية أو ذات الموضوع السياسي، ستكون جاهزة للعرض من الآن وحتى فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية أواخر عام ·2008 أفلام تكشف الفساد الذي حل بالولايات المتحدة الأميركية طوال فترة حكم الرئيس جورج دبليو بوش والتي امتدت ثماني سنوات وتركز على حروب أميركا في العراق وافغانستان· لكن لماذا تغامر استوديوهات هوليوود الكبرى بتقديم هذا النوع من الأفلام، ولماذا يهجر مشاهير النجوم الأفلام ذات الإنتاج الضخم والجمهور الواسع لتقديم أفلام نخبوية لها علاقة بالسياسة والحروب والجاسوسية، والفساد بأنواعه؟ أم أن للأمر علاقة بأهداف أخرى، تجارية مثلاً؟· يستعد نجوم مشاهير من أمثال: ليوناردو دي كابريو، توم هانكس، ريس ويذرسبون وعشرات غيرهم لبطولة أكثر من مائة فيلم ''مضاد للمؤسسة الرسمية''· أما أكثر الأفلام التي نالت تركيزاً إعلامياً أخيراً، فذلك الذي سيكون من بطولة الممثل الشاب دي كابريو الذي كان من بين المرشحين للأوسكار هذا العام عن دوره في فيلم ''ماسة الدم'' وهو فيلم ذو بعد سياسي أيضاً· الفيلم الجديد وعنوانه ''تآمر الأغبياء'' يتناول فضيحة انهيار شركة ''إنرون'' المختصة بالطاقة ومقرها في مدينة هيوستن بولاية تكساس التي ينتمي لها بوش شخصياً، وكانت الشركة قد تبرعت لتمويل حملته الانتخابية· ويبدو أن نزول هذا الفيلم للعرض قبل الانتخابات الرئاسية عام 2008 سيزعج ولابد الجمهوريين، ويهز الثقة بمرشحهم وبنزاهة حزبه· الممثل ليو دي كابريو الذي قضى العقد الأخير يحاول أن يغير من سمعته الرومانسية التي التصقت به بعد بطولته لفيلم ''تيتانيك''، ينوي الآن وهو في الثانية والثلاثين، أن يقدم من خلال شركة إنتاجه سلسلة أفلام يسميها من حوله بسلسلة ''ليو الجاد'' التي تشمل فيلماً حول عميل للاستخبارات البريطانية زرع داخل حركة التحرير الأيرلندية، وآخر حول شخصية البروفيسور (تيموثي ليري) العالم النفسي الشهير الذي اخترع عقار الهلوسة وأثر على أجيال كاملة في القرن الماضي واعتبره البعض أخطر شخصية في أميركا· ألعاب مخابراتية دي كابريو ليس وحيداً في تناول الجانب المظلم من تاريخ أميركا، فالنجمة الشقراء ريس ويذرسبون التي حصلت على الأوسكار عام 2005 عن دورها في فيلم ''اعبر الخط''، تعبر هذه المرة إلى الجانب المظلم من تاريخ بلادها بتناولها فضيحة تورط وكالة الاستخبارات الأميركية بخطف أشخاص من دول العالم الثالث ووضعهم في معتقلات خاصة للتحقيق معهم بحجة الاشتباه بتورطهم في الإرهاب· وتقوم الممثلة النجمة ويذرسبون بدور زوجة مهندس كمياوي مصري تعتقله أجهزة الأمن الأميركي وتعذبه بحجة ارتباطه بجماعات إرهابية· الفيلم رشح لجائزة أحسن إنجاز إنتاجي في مهرجان الأفلام المستقلة (بيفاس) في أدنبرة ببريطانيا ولم يعرض بعد في الصالات الأوروبية· يذكر أن ويذرسبون تخلت عن دور في فيلم آخر محسوب على الإثارة كان سيجلب لها أجراً عالياً جداً، لتركز على دورها في هذا الفيلم· المخضرمون أيضاً ومن الأجيال الأكبر سناً، هناك من يبدي الشراهة نحو هذا النوع من الأفلام، من هؤلاء توم هانكس (50 سنة) الذي سيقوم ببطولة فيلم عنوانه ''حرب تشارلي ويلسون'' تشاركه البطولة فيه جوليا روبرتس (40 سنة)· ويعتمد الفيلم على قصة حقيقية تفضح الجهود الكبيرة التي بذلها سياسيون من ولاية تكساس لزيادة المساعدات للمتمردين المسلمين على الاتحاد السوفييتي في أفغانستان بداية سنوات الثمانينات· وبعيداً عن السياسة الأميركية، قدم الممثل جوني ديب فكرة فيلم بميزانية محدودة، تتناول حياة المعارض الروسي الكسندر ليفنينكو الذي تم تسميمه في لندن وتتهم الاستخبارات الروسية بمحاولة التخلص منه· وعلينا أن نلاحظ أن الميزانيات المنخفضة تجعل الشركات المنتجة تقدم على الإنتاج؛ لأن مخاطر الخسارة محدودة في هذه الحالة· من أفغانستان إلى العراق من هذه الأفلام التي وصلت إلى صالات العرض في لندن فيلم ''أسود لخرفان'' بطولة وإخراج روبرت برادفورد تشاركه البطولة ميريل ستريب وتوم كروز· يتناول الفيلم حكاية اثنين من الطلبة يجدان نفسيهما يحاربان في أفغانستان متتبعين توجيه أستاذهما البروفيسور والسيناتور في مجلس الشيوخ عندما ينهي نقاشاً حول الحرب بقوله ''هل تريد أن تربح الحرب على الإرهاب أم لا؟'' ولا يترك المجال لمن يقف أمامه كي يناقشه، فهو يتبع الأسلوب الأميركي في فهم العالم بدءاً من المدرسة· ''الإجابة بنعم أو لا فقط''· فيلم ''غريس رحلت'' سيعرض قريباً وهو من بطولة جون كوزاك الذي يؤدي دور معاناة أب قتلت زوجته المجندة في العراق ويجد صعوبة في اخبار ابنتيه بتلك الحقيقة· الفيلم يتلمس بعداً إنسانياً يؤثر على المواطن الأميركي العادي الذي فقد طوال الحربين الأخيرتين ابناء وازواجاً· الممثل البريطاني رالف فيان بدأ تصوير فيلم بين الكويت والأردن عن فرقة من الجنود الأميركيين في العراق متخصصصة بالتفجيرات وقصص من تجارب أفرادها المرة هناك· فكرة الفيلم للمخرجة كاثرين ببغلو وكتبه الصحافي مارك بول· مصلحة المنتجين لكن ما مصلحة شركات الإنتاج والاستوديوهات الضخمة في التحول إلى تقديم أفلام بمضمون سياسي قد لا تجلب جمهوراً واسعاً؟· يقول الناقد السينمائي دون هارلو ان هذه الأفلام تهدف إلى الوصول إلى جمهور أكبر سناً ومهتم فكرياً بما يحدث في أميركا، بعد أن فقدت تلك الشركات اهتمامها بجمهورها من اليافعين الذين باتوا ينفقون أموالهم على ألعاب الفيديو وتنزيل الأفلام من الإنترنت· وما شجع الشركات على ذلك نجاح أفلام وثائقية ودرامية انتجت قبل سنوات قليلة وتناولت موضوعات سياسية أحرزت إيرادات جيدة في شباك التذاكر، مثل ''فهرنهايت 11/''9 لمايكل مور، وفيلم ''سيريانا'' لجورج كلوني· أما تحليل المتابع السينمائي بول درغارابيديان فهو ان هذه الأفلام تحقق شيئاً ما للنجوم وترضي غرورهم؛ لأنها مرتبطة بأدوار تؤثر في المجتمع، وتجلب المال في الوقت نفسه!· ويتابع قائلاً: ''منذ الهجوم الإرهابي على البرجين عام 2001 والشعب الأميركي واع لما يدور في العالم الخارجي ولكل المواقف الرسمية التي تتخذ باسمه· صحيح أنه ربما ما عاد يثق برجال السياسة، ولكنه يميل لمتابعة القصص المثيرة في هذا المجال، وقد أبدع السياسيون الأميركيون في تقديمها حتى الآن!''· بداية مبكرة بدأت الأفلام السياسية بهوليوود في الازدهار فترة الستينات مع اشتداد حدة الحرب الباردة بين القطبين الشرقي والغربي وظهور قضايا فاقمت من شدتها، مثل أزمة الصواريخ الكوبية وجدار برلين· كذلك، احتمال انتهاء العالم برمشة عين أن ضغط رئيس أحد القطبين على زر التفجير النووي، كما لوح الرئيس الأميركي آيزنهاور في خطابه الوداعي للعالم عام ·1961 هذه التفاصيل عكسها فيما بعد المخرج جون فرانكهايمر عام 1964 في فيلم بعنوان ''7 أيام في مايو'' مع إدخال تفاصيل خيالية على الوقائع· وكان المخرج فرانكهايمر قد قدم فيلماً سياسياً عام 1962 بعنوان ''المرشح المنشوري'' بطولة فرانك سيناترا، يدور حول الشيوعية ومحاربتها والفساد داخل الإدارة الأميركية ضمن هذه الحملة· تبعت ذلك أفلام لمخرجين آخرين، مثل ''اسقط بسلام'' عام 1964 لسيدني لوميت، و''يوم الثعلب'' 1973 لفريد زيننمان الذي حاول أن يقول إن هناك فساداً داخل أميركا ولكنه فساد لا علاقة للأميركيين فيه، فهو خارجي من الشيوعيين أو العسكريين، أو من الكمبيوتر!·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©