الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلاميون... أبعد عن الديمقراطية وأقرب للعنف

الإسلاميون... أبعد عن الديمقراطية وأقرب للعنف
28 نوفمبر 2007 23:13
فشل السياسيون الإسلاميون في تحقيق النتائج المنتظرة خلال الانتخابات البرلمانية الأردنية التي جرت في العشرين من الشهر الجاري، ليتسق ذلك مع الأداء المتواضـــع للكتــل السياسية ذات التوجه الإسلامي في كل من مصر والمغرب خلال الستة أشهر الأخيرة· ويرجـــع هذا الانحسار في شعبية الحركات الإسلامية -حسب المراقبين وبعض الناخبين في البلدان العربية- رغم استمرار حضورها الواضح في العديد من المناطق وتجذرها لدى فئات واسعة من المواطنين، إلى إشراف الأجهزة الحكومية على تنظيم الانتخابات، الذي أدى بدوره إلى تدني نســب المشاركــة في الانتخابـــات وتراجــع التأييد الشعبي للمجموعات الإسلامية· ويضاف إلى ذلك أيضا المشاكل الداخلية التي تواجهها الأحزاب الإسلامية/ كالانشقاقات والحسابات السياسية الخاطئة التي غالباً ما تدفع ثمنها باهظاً· منذ أن خفف الرئيس ''بوش'' ضغوطه على البلدان العربية لإجراء انتخابات حرة، شعرت الحكومات أنها باتت تملك حرية أكبر للحد من حركات الإسلام السياسي والوقوف أمام تقدمها· وجاء هذا التحول الأميركي عن دعم الديمقراطية في العالم العربي، بعد النتائج المهمة التي حققتها الحركات الإسلامية في مصر ولبنان والعراق، وكذا في الأراضي الفلسطينية في العامين 2005 و·2006 وفي هذا الإطار يقول ''ميشال دون'' -الخبير في الشؤون العربية بمعهد ''كارنيجي'' للسلام الدولي-: ''أصبحت الحكومات العربية تتمتع بهامش مناورة أكبر من السابق''· وبالنظر إلى الانشغال الأميركي في العراق ومناطق أخرى من العالم تعتقد الحكومات العربية أنه ''لا أحد مهيأ للاهتمام بالمنطقة وقضاياها أكثر من أبنائها'' على حد قول ''ميشال دون''· والأكثر من ذلك أكد بعض مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركيـــة أنه يتعين على الولايـات المتحـــدة الحــذر مـــن مغبة الدفع المتسرع بالديمقراطية في المنطقة؛ فقد أعلنت ''هيلاري كلينتون'' أن أي مشروع أميركي لتعزيز الديمقراطية في العالم العربي يتعين أن ''يأتي على مراحل''؛ كما شدد ''رودولف جولياني''، المرشح الجمهوري وعمدة مدينة نيويورك السابق على الأمن باعتبـــــاره أهــــم من الديمقراطية قائـــلا: ''لا تستطيع الديمقراطية الازدهار إلا إذا شعر الناس بالأمن''· وتعتبر مصر الأكثر صرامة في مواجهة الحركات الإسلامية، بعدما نجح أعضاء في حركة الإخوان المسلمين، إثر ترشحهم كمستقلين، من حصد خُمس أعداد المقاعد البرلمانية في انتخابات عام ،2005 ففي الاستفتــاء الأخير الذي أجرته الحكومة المصرية وافق الناخبون في فصل الربيع الماضي على إدخال تعديلات على الدستور تمنع ترشح أشخاص ينتمون إلى الحركات الإسلامية· أما في الأردن فقد منيت ''جبهة العمل الإسلامي'' بأكبر هزيمة انتخابية منذ إعادة الحياة البرلمانية إلى المملكة الهاشمية عام ،1989 حيث لم تحصل الجبهة سوى على ستة مقاعد من بين 22 مقعداً تنافست عليها· وحصد مرشحو القبائل والأحزاب المتحالفة مع الملك عبدالله الثاني غالبية المقاعد في البرلمان بفضل التقطيع الانتخابي الذي يركز على المناطق الريفية التي يضعف فيها التأييد الشعبي للأحزاب الإسلامية والعلمانية على حد سواء· ورغم المزاعم التي أطلقها الحزب الإسلامي الأردني بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات بحدوث تزوير، إلا أن الحكومة الأردنية نفت ذلك بشدة، مؤكدة أن الانتخابات مرت في أجواء من الحرية والشفافية· وفي المغرب استُحدث مؤخراً تقطيع انتخابي يرمي إلى تشتيت الأصوات ومنع الإسلاميين من الاستفادة منها؛ فبرغم التوقعات التي راهنت على فوز كبير للحزب الإسلامي الأبرز في الحياة السياســة المغربيــــة، إلا أن النتائج الأخيرة للانتخابات البرلمانية كشفت عجز الحزب في الفوز بأغلبية الأصوات· وبحسب بعض المراقبين يُعزى هذا التراجع للحزب الإسلامي المغربي إلى تضافر جهود الأحزاب العلمانية وتنظيمها لحملــــة انتخابيــة قويـــة قادتهـــا في النهايـــة إلى سدة الحكم· لكن بالإضافة إلى التضييق الحكومي على الحركات الإسلامية في العالـــــم العربي، هنــاك المواقــف المتشــددة التي تتبناها بعض تلك الأحزاب، فضلا عن المناورات السياسية المتبعة التي تقربهم من باقي الأحزاب الباحثة عن السلطة· وفي هــــذا السياق توضــــح ''أم مهنـــد'' -إحدى الناخبات في العاصمة الأردنية عمان- بأنها كانت على الدوام تساند الحزب الإسلامي وتدلي بصوتها لصالحه، لكنهــا غيرت رأيها في الانتخابات الأخيرة بعدمـــا أقدم عضوان في البرلمــــان من الحركــــة الإسلاميـــة على حضور جنازة ''أبو مصعب الزرقاوي'' عام ،2006 قائلة ''لقد صدمت عندما سمعت بذلك''· غير أن بعض القادة الإسلاميين، فضلا عن محللين غربيين يحذرون من أن الاستمرار في التضييق على الحركات الإسلامية ووضــــع العراقيل أمامهـــا، قــد يشجـــع بعض فئـــــات المجتمــــع إلى تبني العنف كحل أخير لمواجهة الحكومات التي عطلت الديمقراطية التمثيليـــة· إيلين نيكمير كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©