السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

من داخل الدائرة

من داخل الدائرة
28 نوفمبر 2007 23:15
كثيراً ما تمثل حياتنا شكل دائرة تحتوي كل الأحداث، أحداث الماضي والحاضر وكذلك المستقبل، تتشابك تلك الأحداث مع مصائر آخرين هم أيضا يشكلون أحداث هذه الدائرة التي يمكن أن نقول عليها الحياة، ولكن ليست الحياة المطلقة، بل هي فقط الحياة التي تتعلق بنا وبمصائرنا، أي الدائرة التي تتشابك فيها مصالحنا مع الآخرين وتحتوي مصائرنا، وتضم أجمل مشاعرنا في الحب والأبوة والأمومة والإخوة والصداقة والكثير من الصدف التي تنقلب لكي تشكل مرحلة مفصلية في تحولات هذه الحياة·· حياتنا داخل هذه الدائرة· وداخل هذه الدائرة نتحرك، نقرر، نقول وننفعل، ننام ونصحو، نأكل ونشرب، مشغولون حتى آخر ساعات الليل ودائما ننام ولدينا أمور ومشاريع ومشاغل مؤجلة لم ننجزها بعد·· نتابع ذات الصراخ والركض وكأننا في اليوم التالي سوف نحيل كل شيء إلى الانضباط المطلق، وكأن كل المؤجل سوف يتم إنجازه·· هكذا تسحبنا الأيام، لا بل ونصدق أننا فعلا نعدو نحو تحقيق الأحلام، وإننا نعيش السعادة، فيما انهيار واحد في الصحة ربما يؤدي بكل شيء إلى الكآبة والإنزواء ولا رغبة لأي شيء، سوى أن تعود الصحة سريعا حتى نواصل ذات الركض المجنون في تلك الدائرة دون أن نمعن بما حدث· إن العطل الذي يصيب الجسد، هو بمثابة فرصة للتوقف عن المشاركة في الصراع المحتدم داخل الدائرة (الحياة) سواء مع النفس أو مع الآخر·· هو توقف تقرره الروح على الجسد كي تتأمل النفس مساحة التخريب أو التجميل الذي حدث تجاه الذات؛ أي الخروج من الدائرة وممارسة جزء من رياضة اليوقيين في القدرة على الخروج من الجسد·· وتأمل الحياة (حياتك) والصراع الدائر فيها، الجمال والحب، الخوف والقلق والتوتر والاطمئنان والثقة والأمان· ورياضة اليوقيين في القدرة على الخروج من الجسد هي فسحة من المهم أن نقوم بها باستمرار وتكون جزءا من ثقافتنا كي نصحح الأوضاع دائما إلى الأجمل، طالما لدينا القدرة على العودة من جديد إلى دائرة الحياة (معترك الحياة)· وبذلك يمكن أن نخفف من قوة الدوران وشراسته، أن نجعل الحياة لطيفة وجميلة تصلح لأن نعيش فيها براحة بال، وصفاء أرواحنا وأنفسنا؛ وصحة أجسادنا التي كثيرا ما تخذلنا في الاستمرار أطول في الحياة..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©