28 نوفمبر 2007 23:16
تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي استمرت أمس جلسات المنتدى الدولي للأعمال الحادي عشر حيث تركزت المناقشات على الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع الصناعي بأبوظبي·
وقال سعادة جابر حارب الخييلي الرئيس التنفيذي للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة في تصريحات لـ''الاتحاد'' على هامش المنتدى إن المؤسسة تخطط حالياً لإطلاق المنطقة الصناعية الرابعة في مدينة أبوظبي الصناعية ''إيكاد''4 منتصف العام المقبل، على مساحة 25 كيلومترا مربعا بجوار المناطق الصناعية الحالية في أبوظبي الصناعية مشيرا إلى أنها تستهدف جذب استثمارات بقيمة 20 مليار درهم، وأكد على أن المؤسسة تلقت طلبات كثيرة من مستثمرين تفوق ماهو معروض لديها حالياً من أراض في ''إيكاد''3 الأمر الذي دفعها للتخطيط لإطلاق إيكاد4 العام المقبل·
وأكد الخييلي على أن الاستثمارات التي تستهدفها المناطق الصناعية الأربع في أبوظبي تزيد عن 30 مليار درهم، وأوضح أنه يتم تقسيم المنطقة الصناعية الثالثة ''إيكاد''3 والتي تصل مساحتها إلى 12 مليون متر مربع إلى ثلاثة قطاعات ومجمعات صناعية تشمل مجمع الصناعات الهندسية ومجمع صناعات مواد البناء ومجمع الصناعات الكيماوية والبلاستيكية ومن المقرر الانتهاء منها العام المقبل·
ويختتم مؤتمر المنتدى الدولي للأعمال الحادي عشر أعماله اليوم في أبوظبي بمشاركة جمع غفير من كبار المستثمرين في 60 دولة، حيث تصدر اللجنة المنظمة للمؤتمر اليوم توصياته الختامية·
وناقش المؤتمر في 12 جلسة أمس أوراق عمل مشاريع الاستثمار في عدد من الدول العربية والإسلامية، وقد تحدث جابر الخييلي في جلسة النقاش الأولى والتي شهدت حضوراً كبيراً من المستثمرين العرب والأجانب حيث تناول الفرص الاستثمارية في القطاع الصناعي بأبوظبي، والحوافز التي تمنحها الإمارة للمستثمرين الأجانب في المناطق الصناعية· وأكد على أهمية مشاركة المؤسسة في المنتدى وقال: ''فرصنا الاستثمارية واعدة ومتميزة للغاية وحرصنا على إطلاع المشاركين في المؤتمر عليها ومستعدون للمشاركة العربية والإسلامية والدولية في مشاريعنا''· واستعرض الخييلي في حديثه تاريخ إنشاء المؤسسة وفلسفة عملها مؤكداً على أن إنشاء المؤسسة مثل دفعة قوية للتنمية الاقتصادية بالإمارة خاصة في ظل استراتيجية تنويع مصادر الدخل والاستفادة من تجارب الدول الأخرى المتقدمة· كما تحدث حول مزايا الاستثمار في أبوظبي مشيراً إلى نمو الناتج المحلي بقوة من خلال صناعات النفط والغاز وكذلك الصناعات التحويلية إضافة إلى وفرة الطاقة حيث تمتلك أبوظبي ثروة كبيرة من النفط والغاز تمثل 95% من احتياطي النفط في الإمارات، و92% من احتياطي الغاز، كما تركز أبوظبي على تطوير المناطق الاقتصادية المتخصصة لتكون رافداً قوياً للاقتصاد الوطني·
كما تحدث عن الاستراتيجية العامة للمؤسسة مؤكداً على أنها تركز على صناعات القيمة المضافة وتعزيز وتقوية المشاريع التجارية الصغيرة وتبني نماذج متعددة للشراكة بين القطاعين العام والخاص·
وذكر أن استراتيجية التشغيل تستهدف توفير مناخ عمل يساعد على الإنتاج والتجديد في المجال التقني وتطوير الصناعة عبر القطاعات الصناعية وبصفة خاصة خارج جزيرة أبوظبي، واستعرض الخييلي في محاضرته مشاريع المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة مشيراً إلى أن المؤسسة تقوم حالياً بتشغيل وإدارة مدن صناعية في إمارة أبوظبي، وتضم كل مدينة قطاعات صناعية متخصصة تتوفر فيها كافة المقومات الخدمية والتجارية·
وتحدث بصورة مفصلة حول مدينتي أبوظبي الصناعية الأولى والثانية ومدينتي العين الصناعية الأولي والثانية إضافة إلى المدن السكنية للعمال مشيراً إلى أن العمالية مخصصة لإسكان 300 ألف عامل يعملون في قطاع الإنشاءات والمقاولات·
وأوضح أن المؤسسة تسعي الى إنشاء 20 مجمعاً سكنياً للعمال في المستقبل القريب لإسكان أكثر من مليون عامل وأفراد أسرهم حيث سيتم تشييد هذه المجمعات السكنية وفقاً لأعلى المواصفات والمعايير العالمية وتتميز هذه المجمعات بتوفير تسهيلات وخدمات راقية المستوى·
ونوه إلى أن المؤسسة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات بأسلوب احترافي مشيراً إلى أنها تضع خدمات المستثمرين على قائمة أولوياتها لإنجاز كافة الإجراءات الحكومية المتعلقة بإصدار التراخيص واستقدام العمالة والخدمات الأخرى إلكترونياً توفيراً للوقت والجهد معاً·
وطرح مجموعة من المستثمرين أسئلة على الخييلي حول الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمستثمرين الأجانب وحوافر الفرص الاستثمارية في أبوظبي، وشدد الخييلي على أن مستقبلا واعدا ينتظر أبوظبي في مجال الاستثمار بصفة عامة والصناعة بصفة خاصة مؤكداً على إعطاء أولوية كبيرة لجذب المستثمرين الأجانب والمواطنين والعرب معاً·
وحول الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمستثمرين الأجانب أوضح الخييلي أن المؤسسة أنشأت مشروع إدارة العمالة الأجنبية بهدف تقديم خدمات متميزة للمستثمرين تيسر عليهم استقطاب العمال الأجانب ويشمل ذلك عمليات إصدار تأشيرات دخول وأذونات العمل والتراخيص والتسهيلات العمالية الأخرى كإصدار بطاقات العمل والتفتيش الدوري على تلك المنشآت لضمان التزام المنشآت بالقوانين ولوائح الجودة والسلامة·
وأضاف بأن هذه الخدمات تمثل العمود الفقري الذي يرتقي بعملية الإنتاج والتنمية حيث إنه يوفر الوقت والجهد للمستثمر ويضمن له الحصول على العمال المهرة تماشياً مع الشروط التي تحددها وزارة العمل مع الشروط والتسهيلات المقدمة من خلال المؤسسة· وأشار في رده على تساؤلات المستثمرين حول حوافز الاستثمار في أبوظبي إلى وجود حوافز سياسية وأخرى ضريبية، وتشمل الحوافز السياسية الاستقرار السياسي للإمارة والقيادة الحكيمة والبيئة الاستثمارية المفتوحة واتفاقات منع الازدواج الضريبي وشفافية المعلومات والقوانين الاقتصادية، وتتمثل الحوافز الضريبية عدم وجود ضرائب على الشركات والواردات والصادرات والضريبة الشخصية، إضافة إلى وجود حرية كبيرة في تحريك رؤوس الأموال·
وأوضح أن حجم استثمارات المنطقة الصناعية الثالثة وصل إلى 10 مليارات درهم مشيداً بتجاوب القطاع الخاص مع المؤسسة لإنجاز هذه المنطقة وغيرها من المناطق الصناعية في أبوظبي، وذكر أن الكلفة الإجمالية للمنطقة الصناعية الثالثة بلغت 500 مليون درهم·
كما ناقش المنتدى 11 ورقة علمية دارت حول فرص الاستثمار في عدد من الدول العربية والإسلامية· وشملت الفترة الصباحية جلسة حول الاستثمار في تركيا لرجل الأعمال التركي البارسلان كركماز، وجلسة ثانية حول خيارات وبدائل للاستثمار مع تركيا لرجل الأعمال صلاح الدين آسم، وجلسة علمية ناقشت ورقة للسيدة تك مهاتي محمد من ماليزيا، وجلسة حول البنوك الإسلامية في أوروبا للباحث فهمي سادي من سويسرا وجلسة حول الاستثمار في سوريا وجلسة حول مشروع مياه البحر وكيفية تحليتها في منطقة الشرق الأوسط للمهندس الفلسطيني محمد حامد، وجلسة حول صناعة التمويل ودورها في التنمية للباحث السعودي الدكتور صلاح بن فهد الشلهوب، وجلسة حول شركة أبوظبي للاستثمار وجلسة حول صناعة عودة الأخضر للباحث الماليزي زايدي بن حسن وجلسة حول إنشاء سوق أبوظبي للأوراق المالية لسعيد خوري وجلسة حول الاستثمار في صناعة الأغذية المحفوظة للباحث التركي إيرول محمد يارار· كما يناقش المنتدى اليوم 8 جلسات حول العلامات التجارية والتمويل الإسلامي·
إنتاج أول سيارة إماراتية
عرضت شركة الخليجية للسيارات ضمن أجنحة الشركات المشاركة في المنتدى أول سيارة تم إنتاجها في مدينة أبوظبي الصناعية الأولى، وقال مسؤولو الشركة لـ''الاتحاد'' إن السيارة ''جي إي سي'' وهي سيارة نقل تم تصنيعها بعد تجميعها كاملاً في أبوظبي مشيرين إلى أن تاريخ الإنتاج الفعلي للسيارة بدأ خلال شهر مايو الماضي· وذكروا أن سعة السيارة 2,4 سي سي وتمتاز بمزايا عديدة في القيادة والمحرك والتحكم في الفرامل والأمان الكامل والانسيابية التامة·
وأوضحوا أن معدل الإنتاج الشهري للشركة من السيارة الإماراتية الجديدة يصل إلى 50 سيارة على أن يصل الإنتاج السنوي إلى 3 آلاف سيارة، وأشاروا إلى بيع أول سيارة من إنتاج المصنع أول أمس للمواطن عبدالرحمن المريخي مؤكدين على إعجابه الشديد بها، وأوضحوا أن سعر السيارة يصل إلى 60 ألف درهم للنوع كامل المواصفات والوظائف مشيرين إلى أن مصنع الشركة سيشهد خلال الفترة القليلة المقبلة توسعات كبيرة ومن المقرر أن يصل عدد الموظفين والعاملين فيه إلى 400 عامل وموظف·
15 ملياراً الاستثمارات المتوقعة في إيكاد3
استقطبت المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة خلال السنوات الماضية العديد من الاستثمارات من قبل الشركات المحلية والعالمية لاقامة المشاريع والمصانع الكبيرة في مدينتي أبوظبي الصناعية الاولى والثانية وذلك في إطار خطة المؤسسة لاقامة مشاريع استثمارية مشتركة وجذب رؤوس الاموال للقطاع الصناعي· وأعلنت المؤسسة مؤخرا اطلاق مشروع مدينة ابوظبي الصناعية ''ايكاد''3 واعتزامها انجاز مدن صناعية جديدة في العين وابوظبي تستقطب مستثمرين من مختلف انحاء العالم لتعزيز مكانة ابوظبي كمركز صناعي وخدماتي ولوجستي رائد· وقامت العديد من الشركات بالدخول في مفاوضات مع المؤسسة العيا لبدء عملياتها في مدينة ابوظبي الصناعية الثانية حيث يتوقع ان يبلغ حجم الاستثمار فيها حوالي 15 مليار درهم وتضم اكثر من 200 شركة صناعية وطنية وعالمية·
ويؤكد تقرير المؤسسة العليا الصادر بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين للدولة أن المؤسسة تهدف الى تحويل اقتصاد ابوظبي الى اقتصاد متطور وحديث ومتنوع من خلال المنافسة العالمية وتنوع القطاعات الاقتصادية·''وام''
عدد اليوم
