الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الطفلة ميمي تعلم اللبنانيين حسن معاملة العمالة الأجنبية

الطفلة ميمي تعلم اللبنانيين حسن معاملة العمالة الأجنبية
2 مايو 2009 02:09
طرحت في بيروت، بالتزامن مع عيد العمال، سلسلة كتب لتوعية للأطفال باحترام خدم المنازل الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف في لبنان• والذين غالباً ما يتم تجاهل حقوقهم وتساء معاملتهم أحياناً أخرى• وتأخذ سلسلة ''ميمي والكرة الأرضية السحرية'' باللغة العربية الأطفال في رحلات إلى الفلبين وسيريلانكا وإثيوبيا، وهي البلدان الرئيسية التي تأتي منها هذه العمالة• وتقول ندى ناشف، المديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية، التي تساهم في تمويل هذه السلسلة، إن المشروع ''جزء من حملة توعية وطنية'' حول قضية العمال الأجانب• وقد تم توجيه هذه السلسلة إلى المدارس الابتدائية الرسمية والخاصة للترويج لاحترام العمال الأجانب الذين يشكلون عنصراً أساسياً في القوة العاملة بلبنان، وإن كانت حقوقهم الأساسية مهدرة• وتقول كاتبة هذه السلسلة ليلى زاهد ''أردت من خلال هذه الكتب تعليم الأطفال أن النساء اللواتي يعتنين بهم لسن مجرد خادمات، بل يأتين من بلدان لها ثقافتها وتاريخها''• وتضيف أن ''الخادمات يتأقلمن مع ثقافتنا هنا، لكن أحداً لم يسألهن من أين أتين، هذا فضلا عن سوء المعاملة التي يتعرض لها الكثير منهن''• ويتضمن كل كتاب في هذه السلسلة رسومات وخرائط وجداول وأيضاً أطباقاً محلية تتعلق بالبلد المعني، فضلا عن كلمات أساسية من لغة كل دولة• في أثيوبيا مثلا، تتعلم ميمي أنه تم اكتشاف حبوب القهوة هناك• وتزور حقول الأرز في الفلبين حيث تتناول طبقاً وطنياً من القريدس (الجمبري)• وفي سريلانكا تركب الفيلة وتتعلم أن المنتج الرئيســي في هذا البلد هو الشاي• ولقيت المبادرة ترحيباً من منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' في بيروت• وأكد المسؤول فيها نديم حوري أنه لا يزال هناك المزيد يمكن القيام به من أجل توعية الناس حول هذه المسألة• وأشار حوري إلى أن 90% من الخدم في المنازل في لبنان هم عرضة لأشكال من سوء المعاملة• والتي تتراوح بين حجز جوازات السفر والرواتب إلى الإلزام بالعمل لسبعة أيام في الأسبوع• وفي عام 2008 توفي 90 من خادمات المنازل الأجانب ونقلت جثامينهم إلى أوطانهم، أي بمعدل شخصين في الأسبوع، وذلك حسب تقرير صدر عن ''هيومن رايتس ووتش''• ومن بين هؤلاء 40 حالة انتحار و24 حالة سقوط من مكان عالٍ وأكثرهم كانوا من إثيوبيا• وقال حوري إن ''أكثر العاملات الذين أجريت مقابلات معهم وهم على أسرة المستشفيات، قالوا لي إنهم لم يحاولوا الانتحار قط، وإنما كانوا يسعون للهرب من بيوت حبسهم مخدوموهم فيها''• وفي عام 2006 حظرت إثيوبيا والفلبين مواطنيهما من السفر إلى لبنان، في أعقاب الحرب بين حزب الله واسرائيل، وفي ضوء روايات عن حالات سوء معاملة• ولكن ثمة مؤشرات، ولو طفيفة، على أن الدولة والمجتمع اللبنانيين يزدادان وعياً بهذه المشكلة• وأصدرت الحكومة اللبنانية العام الحالي، مرسوماً يفرض على المستخدمين التقيد بلائحة من القواعد، تتضمن دفع الراتب كاملاً للأجير في نهاية كل شهر، ومنحه يوم إجازة أسبوعي• وتقول زاهد إنها تدرك أن مبادرتها ليست سوى قطرة في محيط، ولكنها تأمل أن تؤدي إلى تحسن• وتوضح أنه ''إذا تعلم الأطفال الذين يقرأون ميمي أن يقولوا على الأقل ''شكرا'' لخادمتهم التي تعتني بهم يومياً، فهذه خطوة إلى الأمام''• تضيف ''كلمة صغيرة مثل شكرا بلغة التاجالوج في الفلبين، يمكن أن تشكل فارقاً كبيراً''•
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©