الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشارقة.. أسبوعها الثقافي بـ19 يوماً

الشارقة.. أسبوعها الثقافي بـ19 يوماً
1 يناير 2012
إنْ كنتَ تبحث عن السينما، سواء أكانت صناعة أم عروضا خاصة، فإنك لكن تجدها هنا في هذه المدينة خارج بضع دور تجارية تجلب أفلاما من إنتاج هذا العام وتعرضها في سياق مختلف عن سياق «رسالة» ثقافية «ملتزمة» تأمل بأجيال جديدة تخرج إلى المستقبل تدرك ثقافتها الخاصة وتعيش عصرها وفقا لمتطلباته وشؤون دنياه. سوى ذلك، أي سوى السينما، فالمرء إنْ كان يبحث في الشارقة عما يريد فإنه سيعثر على ما يسعى إليه من أوجه مختلفة للثقافة والفعل الثقافي والمنتَج الإبداعي الفني بدءا من الكلاسيكي وحتى ما بعد الحداثي بكافة مدارسهما واتجاهاتهما الراهنة ومستوياتها المتفاوتة، وتحديدا في الفنون التشكيلية بالدرجة الأولى بما في ذلك العمارة التقليدية المحلية والإسلامية، ثم الفنون المسرحية بالدرجة الثانية، وما يدور حولهما من ندوات وملتقيات يشارك فيها نقّاد وباحثون قد يكررون ما سبق أن قالوه في إحدى الدورات السابقة لهذا الملتقى أو تلك الندوة، لكن في حصيلة الأمر تخرج مقولات من هذا البحث أو ورقة العمل تلك تسهم في رجِّ نظرتنا إلى السائد أحيانا. بهذه الروح من النظر إلى ما هو إيجابي وسلبي يمكن للمرء أن يضيف للفن التشكيلي والمسرح المنجز الإبداعي في الشعر والسرد مطبوعا في كتب، وذلك بدرجة ثالثة. في أية حال، لنتأمل هذا الرقم: واحد وخمسون مؤسسة تتبع دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وتنشط ثقافيا في المدينة ثم في إمارة الشارقة ككل تنتج بمعدل أربع إلى خمس فعاليات ثقافية متنوعة الاهتمامات والمستويات على مدى الأسبوع الواحد. يعني هذا الأمر أن من غير الممكن لشخص أياً كانت اهتماماته الثقافية أن يتابع جيدا مجمل هذه الفعاليات التي تحتاج بالمعنى المهني الصحفي وحده إلى فريق بأكمله، أضف إلى ذلك ما يقارب الأربع عشرة مؤسسة وجمعية ذات نفع عام مهتمة بالشأن الثقافي كإتحاد كتّاب وأدباء الإمارات الذي يقدم فعاليتيْن لكل أسبوع، بما يعني وفقا لحصيلة عامة أن الأسبوع الثقافي في الشارقة لا يمكن اعتباره خمسة أيام من الدوام الرسمي بل تسعة عشر يوما، إذا أقامت كل مؤسسة فعالية واحدة لكل أسبوع، وذلك دون أيام احتساب الملتقيات والندوات والمهرجانات المتكررة سنويا او الطارئة. هكذا فإن الرصد الكرونولوجي الإحصائي للفعاليات بوصفها أرقاما وتواريخ تحتاج إلى روزنامة مستقلة وجهد يرصد يوميا ما يجري حقيقة. وعلى صعيد المؤسسات البعيدة عن برنامج دائرة الثقافة والإعلام، فقد أقامت جمعية الإمارات للفنون الجميلة خلال هذا العام عددا مميزا من المعارض بدءا من معرضها الجماعي السنوي الذي يفتتح فعاليات العام من كل فبراير، مرورا بعدد لافت لفنانين إماراتيين وعرب مقيمين من ذوي التجارب المميزة، وذلك رغم قلّة الإمكانيات بل رغم شحِّها. أقامت الجمعية وبالتعاون مع عدد من المؤسسات مجموعة من ورشات العمل التي استهدفت فئات اجتماعية وشرائح مهنية متعددة في سبيل إقامة جسور تواصل مع جمهور الفن والانتباه إلى المواهب الجديدة. أيضا تجدر الإشارة أخيرا إلى معرضي «صور ومتجولة» و»ارتحالات» اللذين أقامتهما صالة مرايا في مقرها على قناة القصباء، حيث انفتحا على أفق واسع للتخاطب مع الغرب من خلال العمل الفني كما من خلال جغرافيا المكان الذي هو بالنسبة لبعض الفنانين الغربيين عبارة عن قارة مجهولة أحيانا أو مغطاة بحجاب في أحيان أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©