الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدفــاع المدني: الأخطــاء البشريــة وراء 80% مـن الحرائـق

الدفــاع المدني: الأخطــاء البشريــة وراء 80% مـن الحرائـق
5 ابريل 2008 02:36
يتكرر مشهد اندلاع الحرائق مع دخول فصل الصيف، خاصة في المناطق الصناعية، وقد سجلت الإحصاءات الصادرة عن الدفاع المدني في الشارقة حدوث 128 حريقا العام الماضي، تنوعت بين حرائق المناطق الصناعية والشقق السكنية وحرائق السيارات· وعلى الرغم من أن هذا الرقم يشير إلى انخفاض كبير في عدد الحرائق مقارنة بالعام 2006الذي سجل 590 حريقا· إلا ان الأمر في حالة الحرائق لا يتوقف على العدد إنما يتوقف على الجاهزية ، إذا أن حريقا واحدا، قد يمتد إلى عشرات المواقع كما حدث في منطقة القوز بدبي هذا الاسبوع، حيث طال الحريق الذي نشب في أحد المستودعات نحو 83 مستودعا بالمنطقة· ومن ثم فإن السؤال يظل مطروحا حول أسباب تلك الحرائق وسبل الوقاية منها ومدى جاهزية الجهات المعنية للتعامل معها وحصارها عند نشوبها، لا قدر الله· يقول زاهر سليمان ، صاحب مستودع للأثاث الخشبي في المنطقة الصناعية بالشارقة إن هناك أسبابا كثيرة وراء اندلاع الحرائق في المنطق الصناعية ، خاصة في شهر الصيف، أهمها عدم وجود الأمان الصناعي الكافي في الورش والمحال في تلك المناطق، بجانب إهمال بعض العمال ، فضلا عن وجود مواد سريعة الاشتعال مما يؤدي إلى كوارث حقيقية يكون ضحيتها أصحاب العمل أنفسهم نظراً للخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها في ظل غياب الغطاء التأميني على بعض المحال والمستودعات · ويضيف أن تأخر وصول سيارات الإطفاء بعض الوقت إلى مكان الحريق، عامل آخر يساهم وبقدر كبير في زيادة حجم الكارثة وانتقال ألسنة النيران إلى المستودعات والورش المجاورة ، ويزيد من تفاقم الأمر، عدم وجود مرافق خدمية جيدة، من طرق معبدة وفتحات المياه تساعد على عملية الإطفاء· مسؤولية أصحاب الورش ويشير مروان عبد الله صاحب مصنع أثاث في المنطقة الصناعية بالشارقة، إلى مسؤولية ، بعض أصحاب الورش والمستودعات عن زيادة أعداد الحرائق في المنطقة الصناعية، ، خاصة في أشهر الصيف· حيث ان بعضهم لا يوجه اهتماما كافيا لمسألة الأمن الصناعي داخل مستودعاتهم ، فضلا عن اتباعهم طرقا غير آمنة في تخزين بضائعهم إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من العمال في سكن غير مناسب· وأضاف أنه يتابع عمليات التخزين في مصنعه ومدى الالتزام بشروط الأمن الصناعي من خلال وجود طفايات الحريق والتأكد من صلاحية الوصلات الكهربائية وعدم تحميلها بحمولات زائدة حتى لا تتسبب في ماس كهربائي يؤدي لكارثة· غياب التوعية ويشير عمرو سلمان، الذي يعمل في أحد المصانع بالمنطقة الصناعية إلى سبب آخر قد يساهم في إشعال الحرائق، وهو غياب التوعية بالاستخدام الصحيح لاسطونات الغاز لطهي الطعام أو الوصلات الكهربائية ، حيث يزيد بعض العمال من الأحمال على تلك الوصلات باستخدام أجهزة كهربائية كثيرة مما قد يتسبب في إحداث الحرائق· أسباب فنية غير ان المهندس الكهربائي سالم عبد الله الجناحي، الذي يعمل بالمنطقة الصناعية بالشارقة، يعتبر ان الأسباب الحقيقية للحرائق المخازن والمستودعات وورش العمل، تكمن في أمور فنية، منها استخدام مواد غير مطابقة للمواصفات الفنية في الكابلات والأسلاك الكهربائية أو اختيار نوعيات رديئة منها، وإضافة أحمال زائدة على لوحات التوزيع من قبل أصحاب المخازن مما يؤدي إلى سخونة في الأسلاك ينتج عنها ماس كهربائي يشعل الحريق· صيانة دورية يضاف إلى ذلك عدم وجود صيانة دورية للوحدات توزيع الكهرباء في تلك الورش وتلف أجهزة الحماية ''القواطع'' الكهربائية وتعرض لوحات التوزيع للعوامل الجوية الطبيعية مما يعرضها للصدأ أو التلف أو انتهاء عمرها الافتراضي الذي قد يسبب كارثة· ويوضح أن استقطاب عمالة غير ماهرة لسوق العمل في الدولة يتسبب في وجود أخطاء في التركيب، كما ان لجوء بعض المقاولين لاستخدام خامات رديئة مما قد ينذر بوقوع تلك الحرائق التي قد تذهب بأرواح الأبرياء وتتسبب في خسائر مادية كبيرة لأصحاب تلك المنشآت· أسباب منطقية ويرجع العميد غريب شعبان حسن مدير عام إدارة الدفاع المدني في الشارقة، الزيادة في أعداد الحرائق في الإمارة إلى كبر حجم المنطقة الصناعية في الإمارة ، والتي تعتبر الأكبر على مستوى الدولة موضحا انها تحتوي على أعداد كبيرة من المصانع وورش العمل وغيرها من المراكـــز التجارية· ويوضح أن الأخطاء البشرية في مقدمة أسباب الحرائق ، حيث أثبتت إحصاءات الدفاع المدني أن 80 % من الحرائق ترجع لأخطاء بشرية يرتكبها العاملون في تلك المنشآت وأن أسباب 20 % منها ترجع إلى أعطال ميكانيكية وماس كهربائي وغيرها من الأسباب الفنية· وبلغ عدد الحرائق في إمارة الشارقة العام الماضي 128 حريقاً، تنوعت بين حرائق المناطق الصناعية والشقق السكنية وحرائق السيارات واختلفت درجة تقديرها من ضخم ومتوسط وبسيط، ، بحسب العميد غريب حسن، وهو رقم قليل جداً مقارنة بعام 2006 والذي سجل 590 حريقاً· ويرجع مدير عام إدارة الدفاع المدني أسباب الانخفاض الواضح في أعداد الحرائق إلى عدم مراعاة الأمر الذي ألزمت به الإدارة كافة المنشآت بضرورة توعية و تدريب 10 % من العاملين لديهـــا على كيفــــية تفــــادي حـــــــدوث الحرائق في منشآتهم والتعامل معها حال الحدوث لمنع تفاقمها· ويضيف أن معظم المنشآت الموجودة في المناطق الصناعية تجاوبت مع متدربين جيدين من الدفاع المدني مما قلل من تلك الأرقام، مستشهداً بأن أعداد الحرائق التي حدثت في المنطقة الصناعية للعام الحالي قد سجلت 42 حادثا فقط بينما وصلت إلى 61 حريقا في عام ·2006 لجنة الطوارئ ويوضح غريب حسن أن الإدارة تقوم بالتنسيق مع جهات أخرى مثل البلدية ودائرة التنمية الاقتصادية، من خلال لجنة للتفتيش الطارئ على كافة المنشآت في الإمارة، وتنظيم حملات تفتيشية بصورة مستمرة حول مدى التزامها بتطبيق نظم السلامة والأمن· وتنذر اللجنة المخالفين للشروط وتطالبهم بضرورة تفادي الأخطاء وتوقع مخالفات بحقهم ، وتتدرج العقوبات إلى قطع التيار من المنشآت المخالفة ، إلى إغلاقها في حال عدم التجاوب مع توجيهات اللجنة· 19 ألف مخالفة وقامت الإدارة بتحرير 19 ألف مخالفة خلال العام الماضي لكافة المنشآت الصناعية والتجارية تتعلق بعدم الالـــتزام بتــــلك الشروط وغالبية المنشآت تتابع تعديل أوضاعها· جاهزية عالية وفيما يتعلق بمدى جاهزية واستعدادات الإدارة وجاهزية العاملين فيها لاستقبال أشهر الصيف، قال العميد غريب شعبان: ''إن إدارة الدفاع المدني في الدولة بشكل عام على درجة عالية من الكفاءة والاستعداد والتجهيز طوال أشهر العام ولا يختلف شهر عن الآخر وأن الإدارة تقوم بالتدريب بصورة مستمرة على كافة الطرق والمعدات الحديثة في الإطفاء· ويوضح ان هذه الجاهزية والتدريب المستمر حقق نتائج إيجابية في التعامل مع الحرائق التي وقعت في الإمارة ، حيث تم التعامل معها بطريق علمية مدروسة، كما طالب الأهالي بعدم التجمع في موقع الحادث لإعطاء الفرصة لرجال الدفاع المدني في إنجاز عملهم بشكل جيد· حرائق مفتعلة يشير صلاح مبروك، الذي يعمل بإحدى شركات التأمين الخاصة، إلى أن هناك بعض حوادث الحريق التي تنشأ في المستودعات والورش الصناعية مفتعلة ومتعمدة بقصد تحصيل بوليصة التأمين نظرا لانخفاض أسعار البضاعة المخزنة بداخلها أو تعرضها لخسائر مادية يصعب تعويضها· ويستدرك مؤكدا أن ذلك لا يمكن تعميمه على جميع الشركات أو المستودعات التي تتعرض للحرائق بل هناك حوادث قضاء وقدر لا دخل للأفراد بها، مؤكداً على ضرورة أن تتكاتف الجهود للتقليل من تلك الحوادث ، خاصة مع دخول فصل الصيف والذي يشهد زيادة واضحة في أعداد تلك الحرائق·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©