دراسة: الصحافة والتلفزيون أكثر مصداقية من الإنترنت عند جمهور المواطنين

أثبتت دراسة علمية حديثة استحواذ وسائل الإعلام التقليدية المحلية وتحديداً الصحف والتلفزيون على ثقة المواطنين كمصادر للأخبار بخلاف الوسائل الإعلامية الحديثة الأخرى خاصة الانترنت، وحجم اهتمامها بقضايا وهموم المجتمع والتزامها الدقة والموضوعية والمعايير المهنية في أدائها• وكشفت الدراسة التي أعدتها الدكتورة عزة عبد العظيم محمد رئيس قسم الاتصال الجماهيري بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات تفوق الصحافة الإماراتية على كل من التلفزيون والانترنت في عدة نقاط أساسية• وتتمثل هذه النقاط في ابتعادها عن التناقض فيما تنشر من أخبار ومدى تركيزها على مصالح المجتمع واحترامها خصوصية الأفراد وعدم الخلط بين الخبر والرأي ودقة الأخبار وتلبية احتياجات جمهور القراء • وأرجعت الدراسة التي تمت مناقشتها خلال مؤتمر البحث العلمي الذي نظمته جامعة الإمارات مؤخرا تفوق الصحف المحلية دون سواها من وسائل الأعلام الأخرى في هذه النقاط إلى طبيعة الصحف ذاتها كونها تمنح القارئ الفرصة للاحتفاظ بها وتصفحها أكثر من مرة وفي الوقت الذي يريد ، مما يتيح له وقتاً أطول لقراءة التفاصيل والتيقن من دقة وصحة الأخبار التي تنشرها• وأظهرت النتائج التي توصلت إليها الدراسة وجود ثلاثة عوامل مختلفة تحدد مدى مصداقية الوسائل الإعلامية تتضمن الاهتمام بقضايا وهموم المجتمع وحجم الثقة التي يطرحها الجمهور في الوسيلة ومدى التزامها بالمعايير المهنية والحرفية في الأداء الإعلامي ورصد وملاحقة الأحداث بالنسبة للتلفزيون والتزام الدقة والموضوعية في نشر الأخبار بالنسبة للصحافة و''عدالة عرض الأخبار '' بالنسبة للانترنت • وتبين من خلال النتائج التي توصلت إليها الباحثة أن التلفزيون يتفوق على الصحف والانترنت في ست نقاط أخرى من أصل 15 نقطة اعتمدتها الباحثة في قياس درجة المصداقية لدى جمهورالمواطنين الذي يرى أن التلفزيون أكثر اهتماما بالتفاصيل وأكثر قدرة على رصد وملاحقة الأحداث في مواقعها ونقلها وفق معايير مهنية رفيعة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة المتاحة للمشاهد متابعة تفاصيل الأحداث من مواقعها لحظة بلحظة• كما أظهرت نتائج الدراسة التي أجريت على عينة تضم 216 مواطنا ومواطنة من الجنسين من فئة المتعلمين أن حجم الاتصال الشخصي بين أفراد العينة يبلغ أعلى معدلاته في حالة الأحداث المهمة التي تفرض نفسها يلي ذلك الاتصال الشخصي الذي يجري لمناقشة مدى مصداقية الأخبار الواردة في وسائل الإعلام وقد لوحظ ان هناك علاقة ارتباط ايجابية بين درجة الاتصال الشخصي بين المواطنين ومدى إدراكهم مصداقية الوسيلة الإعلامية• ولفتت الباحثة إلى أن النتائج التي توصلت إليها أظهرت وجود اختلافات بين المواطنين المتعلمين من حيث درجة تقييمهم لمصداقية الوسائل الإعلامية التقليدية والحديثة كمصادر للأخبار حيث يرى عدد كبير من أفراد العينة أن التلفزيون يأتي في المرتبة الأولى تليه الصحف في حين حل الإنترنت ثالثا من حيث درجة المصداقية ، مما يؤكد تفوق الوسائل الإعلام التقليدية على الوسائل الحديثة من حيث درجة المصداقية • وأوصت الباحثة بإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث العربية حول مدى مصداقية مواقع إلكترونية محددة وقنوات تلفزيونية بعينها بدلاً من التعميم في عملية اختبار مدى مصداقية المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية ككل بين جمهور المتلقين • كما أوصت الباحثة بإجراءات دراسات إقليمية لمقارنة إدراك الجمهور العربي مصداقية الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية الموجهة ، خاصة في وقت الحروب والأزمات انطلاقاً من وحدة اللغة والمصير التي تجمع بين الدول العربية • وأوصت الباحثة كذلك بإجراء مزيد من الدراسات التي تسعى لرصد علاقة التفاوت في مصداقية وسائل الإعلام وأسلوب طرحها وتناولها للقضايا المحلية والإقليمية والدولية مع توفير إمكانية إفادة وسائل الإعلام من نتائج تلك الدراسات لتطوير أدائها الإعلامي بما يحقق الأهداف التي تسعى إليها ويلبي طموحات المشاهدين العرب • وشددت الدراسة على ضرورة قياس مدى مصداقية مواقع الإنترنت لدى الشباب المواطنين والعرب بما تحمله من أفكار ووجهات نظر متباينة تسهم بشكل كبير في تشكيل مفاهيمهم وقناعاتهم ورؤيتهم للعالم من حولهم مع التركيز كذلك على مدى إدراك فئة الشباب المتلقي للأهداف الحقيقية التي تسعى إليها هذه المواقع على اختلافها • وطالبت بدراسة مدى مصداقية المضامين التي تعرضها مواقع إلكترونية محددة ليست لها علاقة بوسائل الإعلام التقليدية لدى الجمهور ، خاصة في ضوء نتائج الأبحاث، بإعداد دراسات حول مدى اعتقاد مستخدمي الانترنت في مصداقية المضامين التي تقدمها مواقع محددة لا علاقة لها بالوسائل التقليدية حيث أثبت عدد من الدراسات أن معظم مستخدمي الانترنت يتعرضون لمواقع إخبارية تمولها وسائل الإعلام التقليدية• وخلصت الباحثة إلى أن أهمية دراسة مصداقية الوسائل الإعلامية تكمن في إمكانية الوقوف على مدى إدراك الأفراد لمصداقية الوسيلة لأن ذلك يؤثر بشكل كبير على اختياراتهم وتفضيلة لوسيلة معينة على أخرى وهو ما يرتبط بدوره بالنجاح المهني والتجاري لوسيلة إعلامية دون أخرى• وحول مبررات اختيارها موضوع الدراسة قالت الباحثة إن دولة الإمارات من أكثر البلدان الخليجية اهتماماً بتطوير الأداء في مؤسساتها الإعلامية كما أنها تهتم بشكل واضح باقتناء أحدث الأجهزة والمعدات التكنولوجية للحصول على الأخبار والمعلومات المرتبطة بالأحداث الجارية سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية•