السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتسوِّلة الأنيقة

المتسوِّلة الأنيقة
5 ابريل 2008 02:41
فوجئت في إحدى الجمعيات التعاونية بيد تربت على كتفي، وإذ بها امرأة في عقدها الثالث، لا تقل عني في مستوى الملابس والأناقة، وقالت: أنا بحاجة ماسة إلى مبلغ لعلاج طفلي الصغير· وحين سمعت كلمة ''طفلي الصغير'' تفطر قلبي حزنا على هذا الطفل الذي لم أره معها، أو أي تقرير في يدها يثبت ذلك، لكن إنسانيتي تحتم علي أن أخرج ما قسم الله لها وأعطيها رغم أنني أرفض ذلك، لكن عندما تحدثت عن نقطة ضعفي وهم الأطفال، سرعان ما أخرجت المبلغ وأعطيتها دون أن ألتفت إليها· لكنني فوجئت عندما خرجت حاملة معها أكياسا وركبت سيارة خاصة بها يقودها احد الأشخاص، فتساءلت: هل هذه المتسولة التي لديها سيارة حديثة بحاجة إلى الدراهم المعدودة التي يتصدق بها الناس عليها؟ ضربت كفا بكف على سذاجة وطيبة قلوبنا حتى أننا لا نستطيع أن نميز إن كان الشخص الذي أمامنا صادقا أم كاذبا· وتساءلت أين رجال الشرطة من تلك المتسولة التي تدور في المحال التجارية وتتصيد الناس تستعطفهم ليعطوها، كيف ترضى هذه المرأة لنفسها بأن تسأل الناس؟ أسئلة عديدة تدور في الذهن، لكن بعد الموقف الذي تعرضت له لن أقبل أبدا أن تستغلني إحداهن أو يستعطفني أحدهم، وإذا ما تعرضت لموقف مشابه، فإني لا محالة سأتصل بالشرطة للإبلاغ عنها، لأنها صورة مشوهة لمجتمعنا· فالحذر يا إخواني من التعاطف مع هؤلاء المتسولين، لأنهم يمتلكون الملايين من وراء هذه المهنة التي يقومون بها يوميا· مريم محمد الحمادي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©