وصفت نشرة ''أخبار الساعة'' رسالة الاعتذار عن الحروب الصليبية ضد المسلمين التي وقعها نحو 300 رجل دين مسيحي مؤخرا ردا على رسالة سابقة لـ 138 عالما ومفكرا مسلما إلى رجال الدين المسيحيين بأنها خطوة تاريخية كبيرة على طريق دعم ''حوار الحضارات'' وضربة موجهة إلى دعاة الصدام بين الثقافات والأديان· وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ''خطوة مهمة على طريق التفاهم الحضاري''، إن ما يزيد من أهمية هذه الرسالة أنها تضم رجال دين مسيحيين من جميع أنحاء العالم يمثلون أكبر شريحة من المسيحيين من مختلف الطوائف والمدارس المسيحية، على حسب ما أكده البروفيسور ميروسلاف فولف مؤسس ومدير ''مركز الإيمان والثقافة'' بجامعة ييل الأميركية·· وهذا يعبر عن رغبة واسعة في الحوار وطي صفحة الماضي بما فيها من مواريث عدائية ما زالت تلقي بتبعاتها السلبية على العلاقات الإسلامية-المسيحية حتى الآن، على الرغم من مضي سنوات طويلة عليها أو يتم استغلالها من قبل مثيري الفتن وصانعي الصراعات··ولعل ما يدعم هذا التوجه أن رسالة الـ 138 عالما ومفكرا مسلما قد مثلت المذاهب والتوجهات الإسلامية كافة، وبالتالي فقد كانت دليلا كذلك على رغبة إسلامية جامعة في الحوار ومعالجة الندوب التي تركتها الحروب الصليبية في العلاقات بين الطرفين· ورأت أن الاعتذار عن أخطاء الماضي هو مقدمة ضرورية لفتح صفحة جديدة للحاضر والمستقبل دون توترات أو بقايا كراهية وعداء لأن إغلاق ملفات التاريخ المؤلمة دون معالجتها هو بمنزلة إغلاق للجروح دون تنظيفها أو تطهيرهان وبالتالي تكون عرضة للالتهاب في أي وقت··معتبرة إن رسالة الاعتذار التي قدمها رجال دين مسيحيون مؤخرا تمثل بداية لمعالجة جرح كبير في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين لم تستطع السنوات الطويلة أن تمحوه أو تتجاوزه، وهو جرح الحروب الصليبية التي تظهر بين كل فترة وأخرى لتعكير أجواء العلاقة بين الشرق والغرب وإعادتها سنوات إلى الوراء· وفي ختام افتتاحيتها، أعربت النشرة عن املها في أن تكون الخطوة المقبلة هي اعتذار ''الفاتيكان'' عن الحروب الصليبية··مؤكدة أنه بعد الخطوة الشجاعة التي أقدم عليها نحو 300 عالم دين مسيحي مؤخرا، فإن اتخاذ ''الفاتيكان'' بما له من أهمية دينية كبيرة في العالم المسيحي خطوة تاريخية مماثلة من شأنه أن يكمل هذا الطريق ويمثل نقلة تحول كبيرة في العلاقات الإسلامية - المسيحية التي مرت خلال الفترة الماضية بالعديد من مظاهر التوتر والانتكاسات·
عدد اليوم
