الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحو حياة سعيدة

5 ابريل 2008 02:42
نسبة الطلاق مرتفعة في بلادنا وخاصة بين من يعيشون في كدر وضيق، وهناك أناس يقضون ''عقوبة زوجية''، متجرِّعين المرارات المستمرة محافظةً على مستقبل الأبناء، أو استحياءً من اتخاذ خطوة الطلاق والانفصال تحت ضغوط الأهل أو نظرة المجتمع، وهذا يدل على أن هناك خللاً ما في حياتهم· ولكن لماذا هذا الخلل؟ إن أدبياتنا وثقافتنا تحمل الكثير من النصائح المباشرة وغير المباشرة لكيفية تعامل الزوجين، وهناك الكثير من الكتب التي تدلنا على كيفية إسعاد أنفسنا في حياتنا الزوجية، ولكننا لا نحصل على السعادة بسماع هذه النصائح، أو قراءة مثل هذه الكتب، لأن السلوك الصحيح وحده هو الذي يسعدنا، ولن يمكننا ذلك، إلا إذا ترسخت لدينا القناعة بأهمية تحويل هذه المعرفة إلى سلوك· ولكن كيف لنا أن نطبقها عملياً، إذا كانت النماذج المحيطة بنا لا تعرف كيفية التعامل السوي مع بعضها بعضاً، وكثير من وسائل الإعلام تعرض نماذج سيئة تضخمها وتكررها حتى يظن الكثير منا أنها القاعدة وغيرها الاستثناء؟ إننا يجب أن نعيد تأهيل أنفسنا (أو الكثيرين منا)، على الحياة الزوجية السليمة، ولكن الأهم من هذا هو أن نحافظ على الأجيال الجديدة من أبنائنا من الوقوع في المشكلات الأسرية، بإعدادهم الإعداد السليم لحياة أسرية سعيدة، ويمكننا ذلك من خلال مناهج دراسية عملية في المدارس والجامعات، أو برامج علمية متخصصة في وسائل الإعلام، تعلمنا كيفية التعامل الأمثل في المواقف المختلفة التي توجد بين الزوجين في الحياة اليومية، وكيفية حل المشكلات التي قد تنشأ بينهما، وهي معروفة ومدروسة، وحلولها كذلك، بحيث يكون الشاب أو الفتاة قد اكتسب عند مرحلة معينة خبرة تغنيه عن الاقتداء بالنماذج السيئة، أو اتباع نصائح الأصدقاء أو الأهل الذين إن توافر لديهم حسن النية، فإنهم قد ينصحون نصائح ضارة لأنهم، أو أغلبهم، لا يعرفون كيفية التصرف الصحيح في مثل هذه المواقف· سنت بعض الدول تشريعات توجب على الشاب والفتاة الخضوع لاختبارات قبل الزواج تثبت خلوهما من الأمراض الجسمية التي يمكن أن تسبب مشكلات صحية لهما أو لأولادهما في المستقبل، لذا يجب أن تكون هناك مقاييس تختبر وجود حد أدنى لديهما من القدرة على السلوك السوي في المواقف المختلفة، وحل المشكلات التي يمكن أن تعترضهما، لكي نضمن أنهما سيمضيان بسلامة في حياتهما الزوجية، فإن لم يتوافر هذا القدر، لديهما أو لدى أحدهما، وجب تأهيله بدورة متخصصة مثلاً، ويختبر بعدها حتى يثبت أنه قادر على المضي قدماً في حياته بلا مشكلات، أو بالحد الأدنى من المشكلات· فما من شيء يوجب على الإنسان أن يحيا تعيساً، بل على العكس، إن من حقه أن يسعد في حياته ويهنأ، وليس هذا بمناف للشرع أو العقل، فما أسهل أن نجابه مشكلات الحياة ونحن سعداء نجد من زوجاتنا وأبنائنا وبيوتنا سكناً لنا من المتاعب والمشاقِّ التي نكابدها في حياتنا اليومية· محمد كمال حمزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©