محمد نجيم (الرباط)
عوالم غامضة وغير مألوفة يستحضرها الفنان والتشكيلي المغربي بلقاسم الحو في لوحاته التي قدمها أمام العموم بأحد أكبر وأشهر قاعات العرض بالرباط. لوحات حبلى بالدلالات والفيض الجمالي والصوفي تأخذ المتلقي وتمنحه ذلك الصفاء الشاعري، الذي يحثّ على القلق ويثير الأسئلة في ذات الإنسان وهي أسئلة مرتبطة بوجوده وكيانه.
لوحات بلقاسم الذي يقول إنها مصدر سؤال وتساؤل، بألوانها الغامقة والترابية، تنبعث أنفاس الفنان وفلسفته وقلقه الوجودي، وفيها يمزج الأزرق الداكن بألوان أخرى أشد قتامة، وكأن بلقاسم الحو يريد أن يحلق بالمتلقي في آفاق تراوحت بين العتمة والضوء، بين الليل والنهار، بين المادي والروحي، بين الرمال والسماء، بين زرقة السماء وليلها الداكن. لوحات تنطق بما هو صوفي وما هو فسيح في فلك اللوحة وشساعة خطوطها وعوالمها التي هي عوالم الفنان التي تنطق بها ريشته وقماشاته في تدرج لوني وانكسارات ضوئية جميلة.
يقول الفنان بلقاسم الحو لـ«الاتحاد» إنه يتمنى أن يعرض أعماله بالإمارات باعتبارها مركزاً فنياً عالمياً، مشيراً إلى أن أعماله تعكس عوالِمه وفكره وما تخفيه الذات من مرجعيات وأفكار وفلسفة بإنسيابية لونية تطفح بالموسيقى والضوء وتخلق التراكيب الجمالية التي يبثها بالألوان والخطوط، وهو يشتغل وفق رؤية بصرية مغايرة يلعب فيها الالتزام والعمق الإنساني دوراً محورياً عبر معالجة قضايا تهم الإنسان ومصيره.
يستحضر الفنان بلقاسم الكرسي كـ«ثيمة» أو موضوعة رئيسة في الكثير من لوحاته، هذا الكرسي الذي يرافق الإنسان في عزلته وانكساره، في قلقه ويأسه.
عدد اليوم
