الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القطارات المغناطيسية الخارقة·· هل تسرق أسواق الطيران والنقل البري؟

القطارات المغناطيسية الخارقة·· هل تسرق أسواق الطيران والنقل البري؟
29 نوفمبر 2007 23:19
إذا كان يقال إن الحاجة أم الاختراع، فهل هناك من وقت تزداد فيه الحاجة إلى ابتكار قطارات فعالة في نقل الأكوام المتكدسة من السلع والبضائع الحاويات التي تملأ العالم من هذا الذي نعيشه الآن؟· يقول الكاتب العلمي جون كين في مقال نشرته مجلة (بوبيولار ميكانيكس) إن العالم يعيش منذ خمس سنوات عصر الاختناق والوفرة، فمطارات المدن الكبرى لم تعد قادرة على خدمة المزيد من الطائرات، وأصبحت الطرق البرية عاجزة عن مواجهة تلبية طلبات النقل المتزايدة بسبب ما يشهده العالم من مظاهر الانفتاح الاقتصادي والتجاري، وبات الحل مشروطاً بتطوير قطاع النقل بالسكك الحديدية بواسطة القطارات المغناطيسية التي تخلو من القاطرات المحركة وتشتهر باسم (ماجليف) · والقطار الكهرومغناطيسي لا يتضمن المحركات، بل ينطلق على خطه الحديدي بالقوة الكهرومغناطيسية التي تتشكل بين السكة المفردة التي ينطلق فوقها وهيكله· وأثبتت هذه القطارات فعالية كبيرة في نقل السلع والبضائع والركاب بسرعة تفوق 500 كيلومتر في الساعة· وتتميز قطارات (ماجليف) أيضاً في أن محركاتها تلتصق بالسكة ذاتها، وهي لا تستهلك زيت الديزل (المازوت) بل الطاقة الكهربائية التي تولّد حقلاً مغناطيسياً تحت القطار يكفي لدفعه بقوة كبيرة· وتتواصل الجهود منذ ثلاث سنوات لبناء أول قطار من هذا النوع في الولايات المتحدة· ويتكفل خبراء شركة (جنرال أتوميكس) بإنجاز بحوث استغلاله تحت اسم (صاروخ ماجليف) بعد أن استكمل خبراء معهد لورنس ليفرمور الوطني بحوث التصميم والإعداد· ومن المنتظر أن يخضع القطار الجديد لأول عملية اختبار قريباً· ويصفه كين بأنه لا يمكن أن يعدّ قطاراً بالمعنى الدارج للكلمة، بل هو مجرد منصّة يستلقي فوقها نفق للتحميل مصمم بطريقة عصرية، ويبلغ طوله 133 متراً· ونظراً لأن الميزة الكبرى للقطار الكهرومغناطيسي ترتبط بسرعته العالية، فلقد رأى الخبراء أن من غير الضروري أن يكون فائق الضخامة· ويرى كين أن نشر استخدام شبكة من قطارات ماجليف المغناطيسية يمكن أن يمثل الحل الوحيد المقبل لأزمة اختناق المطارات الأميركية وربما العالمية أيضاً؛ ويشير إلى أن عام 2007 هو الأسوأ في تاريخ معدلات التأخر عن إقلاع وهبوط الطائرات في المطارات العالمية الكبرى· وينطوي استخدام قطار ماجليف على العديد من الفوائد الأخرى، من أهمها الصداقة التامة مع البيئة باعتباره لا ينشر أي نوع من الغازات أو المواد الملوّثة؛ ولعل الأهم من كل ذلك أنه يخفّض تكاليف النقل من خلال التخلي التام عن استهلاك الوقود المشتق من النفط الخام والذي سجل مؤخراً أسعاراً قياسية· وتشير إحصائيات دقيقة أصدرها معهد تكساس للنقل مؤخراً إلى أن سائقي السيارات والعربات والشاحنات في الولايات المتحدة أهدروا العام الماضي 12 مليار لتر من الوقود بسبب الازدحام الكبير الذي تشهده حركة الطرق داخل المدن وخارجها· وتتزايد الاحتجاجات في العالم أجمع على هذا النوع من نقص الفعالية والعوز للحكمة في استهلاك الوقود خاصة لأن من شأن هذه الظواهر أن تزيد من حدة مشكلة التلوث والاحترار الأرضي· ويمكن لهذه الحقائق أن تؤكد الأهمية الكبرى التي ينطوي عليها استغلال مثل هذه الأفكار الابتكارية الناجحة· فهل يفتتح قطار ماجليف عصر القطارات المغناطيسية؟·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©