السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

السويدي: لوحاتي كتابات وكتاباتي رسومات

السويدي: لوحاتي كتابات وكتاباتي رسومات
2 مارس 2018 21:03
غالية خوجة (دبي) بغفلة من اللحظة، التقيتها في مركز الشباب بدبي، وأخبرتني: «أنا صادقة دائماً مع نفسي، أقول كتابات لا حوارات، أفضّل الصمت والانزواء، أعقد علاقة مع الطبيعة أكثر من البشر، مقلّة في الظهور والحضور والمنصات، وأرفض إجراء المقابلات. منذ الطفولة، أقرأ بنهم، كتبتُ الشعر المقفى والموزون عندما كنت في الصف الثامن، وفزت بجائزة الشعر في المدرسة». هكذا تقدم الكاتبة الإماراتية خولة السويدي، الفائزة بجائزة الإمارات للرواية في دورتها الأولى عن روايتها «عشب وسقف وقمر»، نفسها، وتقول: «أقرأ الروايات، مدمنة معلقات، كانت معلمتي المصرية (نورة) تشجعني على القراءة، وكانت جدتي تحكي لي الحكايا، مخيلتي واسعة، وتتحول إلى مخيلة مجنونة لكنني أقمعها، اشتركتُ في منتديات ثقافية باسم مستعار، ثم تعاملت مع الفيسبوك، وبدأت بيوميات حياتي في سن المراهقة، ثم هكذا بين كتابات وقراءات، تحديت نفسي، وأتحداها بقراءة الكتب الأكثر صعوبة، توغلت في الكتب الوعرة، من فلسفة وعلم نفس، وأفضّل التعبير عن نفسي كتابةً، أركّز على اللغة العربية التي أعشقها، وأتغلغل في أدق معانيها، ومفرداتها، ومن هواياتي الاطلاع على قواميس اللغة القديمة، لدرجة أنني، ذات يوم، حاولت أن أجاري المعلقات، ولكنني اتجهت إلى النثر والسرد، أشعر وكأنني أرسم لوحة، تماماً مثل الرسومات التي أكتبها، فتبدو اللوحة كتاباً، أرسم لوحات من مخيلتي، ولوحات من كتاباتي، وقريباً، سيكون لأعمالي معرض». وتضيف: «نسجتُ روايتي «عشب وسقف وقمر» على شكل مقطوعات نثرية بروح شعرية، وجعلتُ كل صفحة لوحة مرسومة تصف نفسها، وتتشابك بخيط رفيع من الحبكة»، وأكدت: «أجد ذاتي في الرواية المبنية على موسيقا، تجمع بين خيط الحبكة الرفيع والشعر والخاطرة والسرد، بينما أجد روحي في التأملات الفلسفية أكثر، وتحليل نسيج الحياة، وأشعر بأن الكتابة تجعلني شخصاً أقوى، والأبجدية تمنحني لغة المحبة، وما زلت أكتب، لكنني لم أصل، بعدُ، إلى ماهية الإبداع». نسألها: تبدأين كتابك «سنة تغير عمراً» قائلة: «أنا القصيدة التي لن تنكسر، والجملة التي لم تقطع أوصالها لا فاصلة ولا نقطة»، دلالاتها عميقة ووامضة ومنتصرة، ماذا تصنفين هذا الكتاب: شعراً، تأملات، خواطر، يوميات، أم ماذا؟ فتجيب: «مزيج من تلك الأجناس، وهذا الكتاب أثير لديَّ لأنه يتضمن نصوصاً من روحي وفلسفتي المتأملة لما يدور حولي، كنت أدوّن التأملات يومياً وكأنني في رحلة نقاء من الأشياء، وعبور تتشعب طرقاته بين السطور». وماذا تتوقع لجيلها وللكتّاب القادمين في زمن تكنولوجي؟ تقول: «جيل الإعلام الفردي، لأن بإمكان كل موهوب أن يعرض إنجازاته أمام الملأ من دون حواجز كما كان في الماضي، والنوافذ الإلكترونية مفتوحة ومتعددة، لكن، ذاكرة الكتابة لا تحتفظ إلا بالإبداع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©