قالت تريند مايكرو، المتخصصة في مجال برمجيات وخدمات أمن المحتويات والشبكات: إنه يتعين على عملائها حول العالم أن يتأهبوا ويستعدوا لمواجهة أشكال وسبل غير مسبوقة من أعمال السرقة والاحتيال والتحايل التي ستطال منصات الألعاب المتقدمة المتاحة في الأسواق·
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي باتت فيه منصات الألعاب المعروفة والمدعومة بخاصية تصفح الإنترنت من أهم وسائل الترفيه المنزلية المتاحة اليوم، الأمر الذي جعلها هدفاً سهلاً للأنشطة الإجرامية المختلفة، وبالمقابل، فإن ذلك يلزم خبراء صناعة الحلول الأمنية بأن يطوِّروا الحلول المناسبة ويقدموا النصيحة المتخصصة لعملائهم في مواجهة هذه التهديدات الجدية·
وفي هذا الصدد، يقول جوستن دو، المدير العام في تريند مايكرو الشرق الأوسط وأفريقيا: ''من واقع الوقائع السابقة، فإنه من المتوقع أن تهاجم العقول (المبدعة) المتخصصة في تطوير البرمجيات الخبيثة والضارة منصات الألعاب الرائعة والممتعة''·
وكما أنَّ التحديات التي تواجه صناعة تقنية المعلومات قد تحوَّلت وتغيرت طبيعتها واستراتيجيتها خلال الأعوام القليلة الماضية، ومنها الفيروسات الحاسوبية، والهجمات الخفية غير المرصودة عبر الإنترنت، فإنه من المتوقع أن تمتد هذه الهجمات في المستقبل غير البعيد لتصل إلى منصات الألعاب المتقدمة· ويستند هذا التوقع إلى وتيرة التطورات السريعة التي تشهدها صناعة البرمجيات الخبيثة وغير القانونية حول العالم، حتى أن هذه الصناعة باتت تنظم احتفالاتها الخاصة بتخريج أفواج المطوِّرين المتخصصين في مجال البرمجيات الخبيثة في أنحاء متفرقة من العالم· وعليه، فإن مثل هذه التوقعات ليس مردُّها إلى عيوب متضمنة في منصات الألعاب نفسها، بل إلى الحرفية العالية التي تتسم بها الهجمات الخبيثة·
وربما أن من أهمِّ مزايا الجيل الجديد من منصات الألعاب المتقدمة أنها تتيح للمستخدمين الاتصال مع الإنترنت بسهولة بالغة· ومن واقع التجربة السابقة والسرعة اللافتة في مهاجمة الأجهزة الأخرى من قبل مطوِّري البرمجيات الخبيثة، فإن جستن دو يتوقع أن يتمكن مطوِّرو البرمجيات الخبيثة خلال فترة وجيزة من مهاجمة منصات الألعاب الشعبية عبر أي نقاط غير حصينة أو منيعة فيها من أجل الوصول إلى المعلومات المخزنة عليها والعبث بسرعتها وأدائها·
ويعلق جوستن دو على ذلك بالقول: ''يمكن لمثل هؤلاء المجرمين أن يسيطروا بشكل كامل على القدرات التخزينية والأدائية لمنصات الألعاب واستخدامها لغايات غير قانونية، مثل إطلاق حملات الرسائل المتطفلة وهجمات حجب الخدمة وغيرها· والأغرب من هذا وذاك، أننا نشهد هذه الأيام بالفعل جرائم تتم خلالها سرقة الممتلكات الافتراضية، المتمثلة في بيانات مهمة وحساسة، ومن ثم بيعها نقداً''· وكمثال على ذلك، اعتقلت الشرطة الهولندية مراهقاً بشبهة السرقة، حيث تم اتهامه بسرقة مفروشات افتراضية بقيمة 4000 يورو (21500 درهم) من ''هابو هوتيل''، وهو أحد أشهر المواقع الاجتماعية الافتراضية على الإنترنت التي تستقطب مشاركة واسعة من فئة المراهقين· كما تتعامل ''العوالم الافتراضية'' على الإنترنت بالعديد من العملات الافتراضية من أجل تمكين اللاعبين من شراء مواد معينة بدلاً من اللعب لساعات طويلة من أجل التمكن من امتلاكها· وبالمقابل، فإن الأموال الافتراضية يمكن مبادلتها بما يعادل قيمتها الحقيقية على مواقع عديدة مثل موقع ''إي باي'' الشهير· وحيث إن منصات الألعاب الحديثة تمكن اللاعبين من خلق عوالمهم الخاصة، ومنها لعبة ''فيرست بيرسون شوتر'' الشهيرة التي تمكن اللاعبين من إعداد أفلامهم المتحركة الخاصة، فإن هذا يجعل منصات الألعاب تخزن الكثير والكثير من المواد الافتراضية التي يمكن اختراقها وسرقتها وبيعها في المستقبل·
وتشير التقديرات إلى أن منصات الألعاب المنزلية ستنتشر أكثر فأكثر خلال المستقبل المنظور، كما من المتوقع أن تزداد شعبية خاصية تصفح الإنترنت عبر مثل هذه المنصات الحديثة· وعليه، فإنه من المتوقع أن يصبح المستخدمون أكثر عرضة لدخول مواقع الإنترنت الخبيثة عبر منصات الألعاب، وهذا قد يجعلهم ضحية لهجمات الإنترنت التي تستهدف المعاملات المالية مثل التسوق والمعاملات المصرفية وتداول الأسهم وغيرها·
عدد اليوم
