السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«بطلة الرواية» تحكي قصتها مع النجاح

«بطلة الرواية» تحكي قصتها مع النجاح
19 ابريل 2016 22:30
تحقيق: أمين الدوبلي عندما نستعرض تجربة الجو جيتسو في الإمارات، من الضروري أن نقف طويلاً أمام تجربة المرأة، باعتبارها كبرى المفاجآت التي تركت بصمتها على أرض الواقع، وسجلت نصراً كبيراً على التقاليد التي منعتها من ممارسة الرياضة طوال العقود السابقة.. وإذا علمنا بأن عدد اللاعبات اقترب هذا العام من 15 ألف فتاة في المدارس والمراكز والأندية، فيجب ألا يمر علينا هذا الرقم مرور الكرام، لأنه تحقق في بضع سنوات قليلة، وهنا نتأكد بأن اللعبة نجحت فيما لم تنجح فيه كل الرياضات الأخرى، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار أنها من الرياضات القتالية، التي تقوم على الإصرار، والتحدي، والعزيمة، والصبر، وتخاطب الذكاء، وتستدعي إرادة النصر بأعلى درجات التركيز. وعندما نبحث في المعنى الحقيقي لكلمة الجو جيتسو، نجد أنه «فن الإخضاع».. وإذا أردنا أن نطبق هذا المعنى على تجربة المرأة الإماراتية في هذه اللعبة، فمن السهل أن نرصد قدرة بنت الإمارات على إخضاع المفاهيم التقليدية، وهزيمة الخوف، وتحقيق قفزة نوعية في مسيرة تمكين المرأة، بما يؤسس لفجر جديد في دور المرأة المهم من صناعة نهضة الدولة. وبعيداً عن كل المكتسبات السابقة، فقد قدمت تلك التجربة نموذجاً جديداً لتحضر المجتمع، وشهادة جودة في قدرته على استيعاب وهضم قيمة الدور الحقيقي للمرأة، وإذا كان النصر والمجد يسجلان باسم فتاة الإمارات في هذه التجربة، فيجب ألا ننسى أن الفكرة والمشروع، والبرامج والإدارة، والدعم والرعاية، تحسب للقيادة الرشيدة، وتنسب لراعي الإبداع والتميز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. عندما تنتصر الإرادة، ويتحقق الهدف، ويتحول الحلم إلى واقع، فلابد أن هناك بطلاً لهذه الرواية، وفارساً لتلك التجربة، وإذا كان الحديث عن تحطيم الحاجز النفسي أمام المرأة في لعبة الجو جيتسو، فإن اللاعبات أنفسهن كن ولا زلن كنوز الإبداع، وهم الأبطال الحقيقيون، والعمود الفقري في مسيرة اللعبة مع المرأة الإماراتية التي برغم حداثتها، إلا أنها حطمت كل القيود، ووضعت أساساً متيناً للمجد على طريق المستقبل. وعند مقارنة تجربة بنت الإمارات بأي من نظيراتها على المستويات العربية والقارية والدولية فإنها الأولى بدون أدنى شك، لأن وجود 15 ألف لاعبة، وأكثر من 4 آلاف مقاتلة مسجلة رسميا على بساط فن الترويض، تشاركن في المسابقات والفعاليات لم يسبق أن تحقق في أي لعبة قتالية في العالم في بضع سنوات فقط. وإذا كانت اليازية الشهياري صاحبة المركز الأول في التصنيف العالمي للحزام الأزرق هذا العام، ورفيقاتها هن الدعامة الرئيسة للمشروع، ووقود الإنجاز في المستقبل.. وإذا كان المشروع يسير بسرعة الصاروخ، وينتشر في كل القطاعات والمؤسسات والمدارس، بعد أن ظهرت علاماته المضيئة المجتمع، والفرد، فإن سقف الطموح يتصاعد كل يوم، وحديث الإنجازات والتتويج يزداد عمقا، ويكتسب المزيد من الواقعية، وكان من الضروري أن نخصص هذه الحلقة للبطلات من لآلئ الخليج، للحديث عن تجاربهن مع اللعبة، وطموحهن في المستقبل. وما أفضل أن نرى تجاربنا في عيون الآخرين من المعنيين بهذه الرياضة، ومن صاحبة أكبر إنجاز عالمي وهي الأميركية ماكنزي دياز بطلة العالم في النسخة الأخيرة من بطولة أبوظبي العالمية (أقوى البطولات)، والتي تحدثت عن تجربة الفتاة الإماراتية مع اللعبة، وقراءتها للمشهد في ظل اعتماد اللعبة ضمن المناهج الدراسية في خطوة غير مسبوقة تحسب لمجلس أبوظبي للتعليم، وحاولنا أن نستشرف معها المستقبل، وطلبنا منها أن توجه رسالة لحواء الإمارات في المدارس والجامعات ومختلف مؤسسات الدولة. وقالت ماكنزي صاحبة الحزام الأسود والمولودة في 24 مارس عام 1993: لم أتوقع أبدا أن أجد تجربة في العالم مثل التي رأيتها في الإمارات، وفي مدارس أبوظبي على وجه التحديد، مشيرة إلى أن لعبة الجو جيتسو في أبوظبي أصبحت مثل الماء والهواء، متاحة مجانا للجميع، للبنين والبنات، وتلقى دعماً حكومياً لا يوجد له نظير في العالم، وكل لاعب أو لاعبة جو جيتسو في العالم لابد أن يدين بالفضل في هذه النقلة النوعية الكبير للعبة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على رعايته للعبة، التي تجاوزت الإمارات، وفاضت بعطائها على كل محبيها في العالم. وأوضحت ماكنزي التي عاشت جزءا من حياتها في البرازيل، والجزء الآخر في أميركا «أنظر بعين الاحترام والتقدير إلى تجربة أبوظبي مع نشر اللعبة على مستوى قطاع الفتيات، مشيرة إلى أن اللعبة تمارس في أميركا منذ عشرات السنين، ولكن لم يتجاوز عدد المنتسبات لها 10 آلاف لاعبة، والفتيات المشاركات في أنشطة الاتحاد 2400 لاعبة، وتقوم اللعبة على الجهد الفردي للاعب واللاعبة في كل ولاية، بمعنى أنها لا تلقى أي دعم الحكومي، ولا تجد من يأخذ بيدها، لتحقق الطفرة التي حققتها أبوظبي». وأضافت: وفقا للمعدلات والأرقام التي عرفتها ورأيتها في الإمارات من انتشار سريع، ودعم الدولة للعبة، وبلوغ عدد ممارساتها في المدارس 15 ألف لاعبة، فإن الإمارات في الطريق إلى أن تكون القوة الأولى في العالم خلال 7 سنوات سنوات، لأنها إذا سارت بنفس المعدل الحالي ربما تصل إلى 30 ألف لاعبة يمارسن اللعبة، و8 آلاف يشاركن في أنشطة الاتحاد، والأهم من ذلك وفي ظل تطبيق أعلى برامج تدريبية بأفضل الخبرات الأجنبية، سوف يتطور المستوى الفني للاعبات بمعدلات تتجاوز المعدلات العالمية. وتابعت: ما رأيته على مدار الأيام الماضية في صالة «أيبيك أرينا» من مشاركة 1200 لاعبة في المراحل السنية المبكرة أذهلني، وفاق كل توقعاتي، لأنني لم أره من قبل في أي بطولة، ولا في أي دولة، إنه مشهد يبعث على التفاؤل والاطمئنان على مستقبل اللعبة، بل ومستقبل هذا الوطن، لأن أي بطولة عالمية أشارك فيها لم يتجاوز عدد اللاعبات بها 800 لاعبة في جميع المراحل السنية من 7 سنوات وحتى منافسات الأساتذة، كما أنها في كثير من الأحيان تكون بطولة للألعاب القتالية، وليس الجو جيتسو فحسب، وفي ظني أن الترجمة الحقيقية لمعنى ما رأيته، أن الإمارات سوف يكون لديها ما يزيد على 300 لاعبة حزام أسود بعد 7 سنوات، وهو رقم يمكنه أن يصنع المجد ويحقق البطولات. وتحدثت البطلة العالمية عن التحديات التي تواجه اللعبة في الإمارات، وقالت: حتى الآن لم أر أي تحديات تواجه هذا المشروع الناجح، لأن الاتحاد يستقطب أفضل المدربات في العالم، ويطبق أفضل البرامج التدريبية والتأهيلية، ويوفر المرافق والخدمات مجانا للفتيات، ويحفز الفائزات بالجوائز والميداليات، ولو أن هناك تحدياً واحداً يمكن أن يواجه هذا المشروع في المستقبل، فهو أن تترك البنت اللعبة بعد سن البلوغ، وفي ظني أن القائمين على اللعبة هنا يفكرون فيه، وأن ثقافة الفتاة الإماراتية التي ساهم الجو جيتسو في تغييرها كثيراً سوف تساعد على مواجهة هذا التحدي. وتوجهت ماكنزي برسالة إلى بنت الإمارات، قالت فيها «ربما كنت محظوظة بنشأتي في أسرة تعشق الجو جيتسو، والدي ويلينجتون ميجاتون دياز كان لاعبا سابقا حاصل على «حزام أسود» ووالدتي لوسيانا تافاريس صاحبة الحزام الأسود أيضا، وهو الأمر الذي ساعدني أن أمارس اللعبة في عمر 3 سنوات، وابدع فيها في عمر 8 سنوات، وقد كنت محظوظة بتحقيق الذهب على المستوى العالمي في كل حزام من الأحزمة التي عبرت منها في طريق الوصول إلى الحزام الأسود، لكني أقول أن بنت الإمارات أكثر حظاً مني، لأنها تلقى دعم دولة وحكومة، ومشروع جاد بين أيديها، وبالتالي، فهي لديها كل الفرص كي تثبت نفسها، وتستفيد من هذه البيئة التي تعد الأفضل في العالم لصقل وتأهيل البطلات، وعندما أستغرق في التفكير بمسيرتي خلال الأيام الأخيرة التي كنت فيها بأبوظبي أقول ليتني كنت من أبوظبي، حتى أكون أكثر قرباً من تلك التجربة الثرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©