مشرف رئيساً لباكستان بالزي المدني

بدأ الرئيس الباكستاني برويز مشرف ولايته الثالثة أمس كرئيس مدني للبلاد باعلان انهاء حالة الطوارئ في 16 ديسمبر المقبل· وتعهد مشرف بإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المقرر في 8 يناير المقبل، مشدداً على أن بلاده ''تخرج من العاصفة''، ورافضاً تطبيق الديمقراطية وفقا لرؤية الغرب، فيما رحب بعودة زعيمي المعارضة الباكستانية بينظير بوتو ونواز شريف إلى البلاد· واعلن الرئيس الباكستاني ان حالة الطوارئ التي فرضها في 3 نوفمبر سترفع في 16 ديسمبر· وقال مشرف انه ستتم اعادة العمل بالدستور· وبهذا فإن حالة الطوارئ سترفع قبل اكثر قليلا من ثلاثة اسابيع من الانتخابات العامة· وأدى مشرف اليمين الدستورية أمام القاضي عبدالحميد دوجار كبير القضاة، ليتولى رئاسة البلاد لفترة ثالثة مدتها خمس سنوات، ولأول مرة كرئيس مدني، بعد أن تخلى عن منصبه العسكري كقائد للجيش، بعد نحو ثمانية أعوام من انقلاب عسكري جاء به إلى السلطة· وقال مشرف، خلال تأدية اليمين الدستورية أمام حشد من القادة المدنيين والعسكريين وبحضور قائد الجيش الجديد برويز كياني، إنه يعتقد أن باكستان تخرج من العاصفة، مشدداً على أنه لم ينحرف في أي وقت عن طريق التحول الديمقراطي· وقال ''اليوم هو يوم تاريخي، إنها مرحلة حاسمة في انتقال باكستان نحو ديمقراطية فعلية وكاملة''· ودافع الرئيس الباكستاني بشدة عن قراراته السابقة بإقالة رئيس المحكمة العليا المعارض افتخار شودري، مشيرا إلى أن العناصر الموالية له حاولت إعاقة المرحلة الثالثة من الانتقال الديمقراطي· فيما أشاد بعودة بوتو ونواز شريف قائلاً ''أعتقد بشكل شخصي أنه أمر جيد للمصالحة السياسية''· ورفض مشرف الانتقادات الغربية لقراراته الأخيرة، وأوضح أن العالم الغربي لديه هاجس غير واقعي وربما غير عملي بشان شكل الديمقراطية التي يمكن تطبيقها في باكستان· وقال الرئيس الباكستاني إننا ''نريد ديمقراطية، أنا أويد الديمقراطية، نريد الحفاظ على حقوق الانسان، نريد الحفاظ على الحريات المدنية، لكننا سنقوم بذلك بطريقتنا، نحن نفهم مجتمعنا وبيئتنا أفضل من أي شخص آخر''· وجدد مشرف تعهده بمكافحة الإرهاب قائلا إنه ''يجب أن نهزم الإرهاب، لا يوجد خيار آخر''· وأكد أن الجيش الباكستاني حقق نجاحات ضد المتشددين في وادي سوات خلال الأسابيع الأخيرة· كما أشاد بقائد أركان الجيش الجديد كياني، قائلاً ''إنني متأكد أن باكستان ستصبح أكثر قوة معي كرئيس مدني ومع كياني كقائد للجيش''· وتأكيداً لرفض المعارضة ولاية مشرف، اعتبر حزب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تنصيب مشرف ''غير شرعي''، فيما رأت رئيس الوزراء السابقة بنيظير بوتو أنه ''موضع ارتياب''· وقال رضا رباني المسؤول الكبير في حزب ''الشعب'' الباكستاني، الذي تتزعمه بوتو، إن انتخاب مشرف في6 أكتوبر الماضي في البرلمان والمجالس الاقليمية المنتهية ولايتها'' مازال موضع ارتياب وتشكيك في شرعيته''· من جهته، قال احسان اقبال المتحدث باسم ''الرابطة الاسلامية في باكستان- نواز'' التي يتزعمها نواز شريف ''اننا لا نعتبر برويز مشرف رئيسا مدنيا انتخب كما يجب، وانتخابه وتنصيبه غير دستوريين وغير شرعيين''· واوضح انه ''كان يجدر اختيار الرئيس المقبل من قبل المجالس الجديدة'' التي سيتم انتخابها بالاقتراع العام في 8 يناير وليس من المجالس الحالية المنتهية ولايتها''· وأشاد الرئيس الأميركي جورج بوش بقرار مشرف التخلي عن البزة العسكرية، وجدد دعوته للرئيس الباكستاني برفع حالة الطوارئ· وصرح بوش لمحطة ''سي·إن·إن'' الأميركية التلفزيونية بأن ''لقد قال لي (مشرف) إنه سيترك البزة العسكرية، وأنا ممتن له على هذا الأمر وأقر بأنه وفى بوعده''· وشهدت مدينة لاهور اشتباكات بين محامين معارضين لمشرف والشرطة؛ مما أدى إلى إصابة 12 محامياً خلال قيام عناصر الشرطة بتفريق المتظاهرين· على صعيد آخر، قتل 12 مدنياً باكستانياً في سقوط قذائف مدفعية الجيش على منزل بوادي سوات، الذي يشهد مواجهات عنيفة بين الجيش الباكستاني والمتشددين الذين يتزعمهم فضل الله· وذكر ضابط باكستاني أن القذائف أطلقت اولاً على مواقع للمتشددين في الجبال ودمرت منزلاً بالكامل· فيما قتل 5 جنود باكستانيين في انفجار لغم اثناء مرور مركبتهم قرب الحزام القبلي المتاخم لأفغانستان· وكان المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال وحيد آرشاد صرح أمس الأول بأن الجيش سيطر على وادي سوات، وبأن المتشددين يفرون إلى الجبال الغربية بعد أن قتلت قوات الجيش نحو 220 من المتشددين·