الأستاذة المرشدة

كان قرار تمديد سنوات التقاعد من 15 سنة إلى 20 سنة لأعضاء الهيئات التدريسية كالقشة التي قصمت ظهر البعير، وتم كالمعتاد الاستسلام التام، ومن رفضت من أخواتي وكانت أكثر جرأة قدمت استقالتها وضاعت الحقوق وتبخرت الأحلام ودفنت كل ما عنته كلمة التميز، فأين تلك الأستاذة الفاضلة التي طالما مدت اليد بالعطاء وقدمت جهدها المادي والمعنوي والعقلي والنفسي من اجل العملية التربوية التعليمية واحتسبت الأجر· أما من بقيت في الميدان فغطت غمامة الإحباط كل جوانب حياتها وزادت الأعباء والمسؤوليات وكل ما قيل ويقال عن إراحة الهيئات التدريسية دفن تحت رمال الصحراء ولم يبق غير كائن كان في يوم من الأيام يمثل قمة العطاء والحب· ونحن ولأول مرة بعد ما غطانا الاستسلام ووصلنا إلى مرحلة تسمى (توقف فأنت مطلوب للعدالة لأنك معلم) نقترح الاستفادة مما تبقى من هذا الإنسان وذلك من خلال مشروع (الأستاذة المرشدة) وتشمل الفكرة أن تساعد الأستاذة المنتظرة لفرج التقاعد ذوات الخبرة والتعيين الجديد من خلال الإرشاد والتعاون في المدارس وداخل الفصول الدراسية والاستفادة من خبرتهن في مجال التربية والتعليم وبذلك تضمن تجديد النشاط والمحافظة على كرامة إنسان لطالما سمع (بتخفيف الأعباء) حتى أصبحت العبارة عبئا جديدا، مدوا لنا الأيادي فنحن نستحق الاهتمام والتكريم حتى نواصل المسيرة والعطاء وحتى لا يكون مصير المعلم سريرا في مستشفى الأمراض النفسية! إنه النداء وكلنا ثقة بأن هناك من سينظر ويفكر ويطلب إعادة فتح ملفاتنا وتراوده الفكرة للقيام بعمل يجعل العمل أجمل· فاطمة الناصري