السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع متوقع لتكلفة النفط على المدى الطويل

ارتفاع متوقع لتكلفة النفط على المدى الطويل
30 نوفمبر 2007 23:36
رغم التراجع الذي شهدته أسعار النفط الأسبوع الماضي والتوقعات بأن الخام في طريقه لأن يبتعد عن عتبة المائة دولار للبرميل، إلا أن محللي الطاقة يرون أن تكلفة النفط سوف تزداد في المتوسط في العام المقبل· ورغم أن تراجعا محدودا للأسعار هي أنباء سارة للاقتصاد العالمي خاصة مع تنبؤات بأداء أفضل للاقتصاد الأميركي والتلميحات التي تفيد بأن منظمة الأوبك سوف توافق في الأسبوع القادم في أبوظبي على زيادة الانتاج، باستثناء ما أشار إليه محللو الطاقة بأنه وحتى إذا ما استمرت الأسعار في الانخفاض فقد أصبح من المحتم أصلاً أن تكلفة النفط سوف تزداد في المتوســـط في العـــام المقبل إلى أكثر من مستواها في العام الحالي· وكما ورد في صحيفة الوول ستريت جورنال مؤخراً ففي ظل ما شهدته أسعار الخام الأميركي من تراجع مجدداً أول من أمس بمقدار 3,28 دولار إلى مستوى 94,42 دولار للبرميل في بورصة نيويورك لتبادلات السلع فقد كف المحللون عن وصف التعاملات بأنها مجرد عملية تصحيح في الاتجاه الصحيح حيث ما زال السوق يتسم بالتقلبات ومن الممكن أن يمضي إلى صعود مرة أخرى ويجتاز حتى حاجز المائة دولار للبرميل وخاصة إذا ما عمدت منظمة الأوبك إلى رفض زيادة الإنتاج أو شهدت مخزونات النفط في الدول الغربية انخفاضاً مفاجئاً، وعلى خلفية جميع هذه الاحتمالات طفق المحللون يشيرون إلى عدد من الأسباب التي من شأنها أن تجبر أسعار النفط على الانخفاض في الوقت الذي يتجه فيه النصف الشمالي من الكرة الأرضية إلى استقبال موسم الشتاء· وتأتي في أعلى قائمة هذه الأسباب الضعف الذي يساور الاقتصاد الأميركي الذي مازال الخبراء يتجادلون حول اتجاهه هل هو إلى تحسن كما تشير أحدث البيانات، أم إلى كساد كما تشير بيانات أخرى، وثبوت التوقع الأخير أمر ليس من شأنه فقط أن يقلل الطلب في الولايات المتحدة الأميركية المستهلك الأكبر للنفط في العالم بل يؤدي إلى التباطؤ في سائر الاقتصادات الأخرى بمن فيها الصين المستهلكة للنفط بالوتيرة الأسرع في العالم· وهنالك مؤشرات عن زيادة في إمدادات الخام من منطقة الشرق الأوسط حيث ما زالت أوبك ملتزمة باتفاقيتها الموقعة في سبتمبر المنصرم بزيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً ابتداءً من أول هذا الشهر· بيد أن أهم عامل أدى إلى تراجع الأسعار في نهاية الأسبوع الماضي تمثل في التوقعات بأن وزراء منظمة الأوبك سوف يعمدون على زيادة الانتاج بنصف مليون برميل إضافي يومياً عندما تجتمع المنظمة في دولة الإمارات العربية في هذا الأسبوع· علماً بأن الأوبك تزود العالم بنسبة 40 في المئة من احتياجاته النفطية وبكمية تقدر بنحو 85 برميل يومياً· وفي الوقت الذي ذكر فيه حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي بأن المنظمة تميل إلى زيادة الإنتاج إلا أن وزراء آخرين أدلوا بتصريحات تتسم بالتردد والغموض مثل عبدالله العطية وزير النفط القطري الذي ذكر للصحفيين بأنه يعتقد بأن السوق يعاني أصلاً من ''التشجبع''· أما التصريح الأهم فقد أتى من علي النعيمي وزير النفط في المملكة العربية السعودية المصدر الأكبر للنفط في العالم عندما قال في سنغافورة في الأسبوع الماضي إن الوزراء عندما يجتمعون في الخامس من ديسمبر سوف يدرسون جميع المعلومات المتوفرة ثم يتخذون القرارات المناسبة حيالها بشأن الإمدادات والطلب والمخزون· ورغم تردد المنظمة في السابق بشأن زيادة الإنتاج عبر إلقاء اللائمة على ضعف الدولار وتزايد حدة المضاربات في الأسواق وبشكل جعل المسرح مهيأ لتلقي مفاجأة كبرى في هذا الأسبوع، ولكن وإذا ما عمدت الأوبك إلى اتخاذ قرار بعدم زيادة الانتاج فإن هذا الأمر من شأنه أن يرفع الأسعار باتجاه مائة دولار للبرميل وربما إلى أكثر من ذلك في وقت قريب· وعلى ذات الصعيد فإن العديد من البنوك والمؤسسات الاستثمارية رفعت من توقعاتها الخاصة بمتوسط سعر النفط في العام المقبل وبسعر يراوح في مستوى 78 دولاراً للبرميل، بينما تنبأ البعض الآخر بسعر متوسط يقترب من 81 دولاراً للبرميل· وهو أمر يعني تراجعا ملحوظا من مستويات السعر الحالية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©