الفلسفة في يومها العالمي

تحتفل الأوساط الفلسفية هذه الأيام باليوم العالمي للفلسفة ولكن بهدوء كما هي عادة الفلاسفة الذين يحتفلون بمنجزهم الفلسفي والفكري بعيداً عن أيَّة ضوضاء خاوية· في خلال هذا العام، رحل عدد من المفكِّرين والفلاسفة عن عالمنا الدُّنيوي، وفيه أيضاً أُقيمت في بعض دول العالم مؤتمرات وندوات وورش فكرية وفلسفية، وكان للعرب نصيبهم فيها، وفي هذا السياق شهدت أبوظبي انعقاد عدد منها، وكان آخرها (منتدى الاتحاد) الذي التأمت جلساته في شهر أكتوبر الماضي، وشارك فيه عدد من مفكرينا وفلاسفتنا العرب اللامعين ليناقشوا جملة من المُشكلات الفكرية والقضايا الفلسفية المعاصرة· كذلك صدر هذا العام العشرات من المؤلَّفات الفلسفية والفكرية ذات الطابع الفلسفي، وشهد الوطن العربي المزيد منها، ناهيك عن صدور عدد من الدوريات الفكرية في غير عاصمة عربية، لكن اللافت عربياً أن حركة دؤوبة لترجمة النُّصوص الفلسفية بدت أكثر نشاطاً، خصوصاً في لبنان ودول المغرب العربي، ولعل مشروع (المنظَّمة العربية للترجمة) في بيروت، ومشروع (كلمة) في أبوظبي سيكونان علامة فارقة في نقل أُمّهات النُّصوص الفلسفية من كل اللغات إلى اللغة العربية لتكون في متناول القارئ العربي· قبل عام شهد الاهتمام بالفلسفة ولادة صفحة (فكر) في جريدة الاتحاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي صفحة فكرية/ فلسفية بامتياز تصدر أُسبوعياً بانتظام منذ انطلاقتها يوم 2/12/،2006 والتي تمرُّ غداً ذكراها السنوية الأولى· قدَّمت صفحة فكر نحو عشرين حواراً مع مفكِّرين وفلاسفة عرب وغربيين، وقدَّمت أيضاً أكثر من عشرين موضوعاً رئيساً تصدَّت لقضايا فكرية وفلسفية في الفكر العربي والغربي المعاصر· في خضمِّ ذلك، عرضت صفحة ''فكر'' لعدد من الكتب والمؤلَّفات الفلسفية والفكرية على صفحاتها الأسبوعية، كما أنها استعرضت العديد من مسارات واتجاهات ومذاهب الفكر الفلسفي العالمي والفكر الفلسفي العربي والإسلامي، القديم والوسيط والحديث والمعاصر، وتحدَّثَ كُتَّاب الصفحة الأفاضل عن أحوال الفلاسفة العرب، وعن همومهم الفكرية، وناقش بعضهم جملة من الإشكاليات الفكرية والفلسفية المعاصرة بروح إبداعية موضوعية خلاقة تنشد الحقيقة النقية من شوائب الغموض الأسلوبي والمضموني سواء بسواء، ناهيك عن التعريف بأهم المفاهيم والمصطلحات والشخصيات الفلسفية· عام مضى على صدور صفحة ''فكر'' والعالم من حولنا يحتفل باليوم العالمي للفلسفة، وهنا نعتقد أننا في هذه الصفحة قدَّمنا جزءاً من العطاء المعرفي الذي يضيف للمعرفة الفلسفية زاداً جديداً، ويساهم في فتح نافذة جديدة لتبادل الأفكار الفلسفية والمعرفية وتنافذها في وقت تشهد فيه العاصمة الإماراتية أبوظبي نهضة ثقافية جذرية شاملة تهدف إلى ترسيخ القيم المعرفية الرفيعة في المجتمع، وتفعيل الحوارات الفكرية والفلسفية والثقافية والفنية بين كل مُبدعي العالم من حولنا، وتأكيد أهمية أن يقود المفكِّرون والفلاسفة والأدباء والمثقَّفون والمبدعون بمختلف تخصصاتهم الحقلية، النَّهضة الثقافية الجديدة بالتعاون والحوار مع أبناء المجتمع بكل فئاته، لأن المعرفة لم تعد حكراً على نخبة في المجتمع، إنما هي مشاعة في صناعتها وبنائها وبلورتها للناس جميعاً·