الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل أنتَ على يقين من صدق ما تتبنَّاه من أفكار؟

هل أنتَ على يقين من صدق ما تتبنَّاه من أفكار؟
30 نوفمبر 2007 23:39
ينتظر الأوساط العلمية والفلسفية بفارغ الصبر ما سيقدِّمهُ طبيب الأعصاب والفيلسوف الأميركي الشهير ''روبرت بيرتون'' من جدليات جديدة في كتابه '' اليقين'' والذي من المنتظر أن يصدر في شهر فبراير عام ·2008 إذ سيقدِّم أطروحته الفلسفية الجديدة حول علم اليقين والتي ستعدُّ ثورة معرفية في استكشاف حقيقة شعور الإنسان بالثبات نحو أفكار ومعتقدات معينة· ويدور الكتاب حول تساؤل فلسفي مهم مفاده: هل أنت واثق من أن كل ما توقن به هو الحق؟· ويجادل بيرتون المعروف بنظرياته المتمرِّدة وتغريده خارج السرب حول دور الاستدلال والتحليل والاستنتاج في تبِّني المرء لقناعات يقينية· يعرَّف ''اليقين'' في اللغة بزوال الشك حول قضية بعينها، أي أنْ تعلم الشيء ولا تتخيَّل خلافه· وكان من المتعارف عليه أن مشاعر الشَّك واليقين هي من نشاطات العقل والتفكير التي تتعلَّق بالمنطق والاستدلال المادي والفلسفي· إلا أن رؤية بيرتون جاءت لتتجاوز كل هذه البُنى القديمة المتعلِّقة بالعقل اليقيني مقابل القول إن هذا الاستنتاج لا يتفق مع الفهم العلمي الحديث للأداء العصبي للعقل· فالشَّك واليقين والحالات الأخرى المشابهة هي أحاسيس لا علاقة لها بخيار الوعي والتفكير· ويقدم بيرتون أدلة عديدة من الدراسات الميدانية والأبحاث العلمية تدعم استنتاجه القائل إن اليقين التام ليس منتجاً فكرياً للعقل، بل هو منتج شعوري نابع من المعارف والتجارب· ويقول في هذا الصدد: إن العِلم الحديث أكَّد أن العقل يعمل باستقلالية تامَّة عن الاستدلال بالمعايير والأسباب والمشاهدات· ويتساءل المؤلف: ماذا نعني عندما نقول إننا نعرف، وأننا على يقين من أن ما نعرفه هو صحيح بلا شك؟· يقول الدكتور بيرتون إنه من المعروف علمياً أن هناك علاقة وثيقة بين ما يكتسبه الإنسان من علوم ومعارف مستوحاة من الخبرات والتجارب التراكمية وبين ما يوقن به؛ فالمرء يمكن أن يستخدم المنطق للاستدلال على أن ما يؤمنُ به إنما هو الحق· يبقى اليقين في حدِّ ذاته أمراً بعيداً عن خيار الوعي، بل هو مجموعة أحاسيس ومشاعر مثل الغضب والخوف يمكن أن توصف بأنها ''مشاعر معرفية''· إن مهمة العقل تنحصر في تفسير المشاهدة وفق القناعات الموجودة أساساً داخل الشعور· والعقل من جانبه يقرُّ بنتيجة البحث عن الحقيقة التي يقوم بها الشعور، كما أنه هو الذي يتبع منهج النقد لإزالة الأخطاء لمصلحة الحقيقة· أما عن الفرق بين اليقين والحقيقة فيقول بيرتون: ''إن اليقين لا يحتاج إلى برهان عن صحة حقيقته لأنه تخطى مرحلة التثبت والبحث، بينما الحقيقة تحتاج إلى إثبات حتى ترقى إلى مرحلة الاقتناع، فاليقين هو أعلى مراتب سُلَّم الحقيقة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©