6 ابريل 2008 00:32
دائما يأتي طفلي الصغير ويحكي لي أفلاماً وقصصاً ولا في الخيال، فهو يمارس علي سلوك الكذب خاصة عند عودته من المدرسة، وأنا بالطبع لا أخذ بكلامه واعتبره نوعاً من التسلية ، لكن فوجئت عندما قالت لي معلمته إنه يمارس الشيء نفسه في المدرسة فهو يحكي رواياته المختلفة ومعظمها كاذبة لأصدقائه ومعلمته، حتى كادوا يصدقونه فدائماً كان يسعى إلى قلب الحقائق فمثلاً يكذب على المعلمة ويقول لها إنه قام بالواجب وهو في حقيقة الأمر لم ينه كل واجباته، وأحياناً أراه يبالغ في الحديث معي خاصة عندما يسرد لي القصص الخاصة بأصدقائه، لكن المضحك عندما يجتمع مع إخوانه ويتسامر معهم فترى القصص العجيبة التي تحكى في الخيال يسردها بإتقان لإخوانه حتى استفحلت تلك العادة السيئة لديه وأصبح يكذب بشكل مباشر ويتهم إخوته بأمور لم يقوموا بها حتى يحصلوا على العقاب المناسب مني، وفي بداية الأمر كنت أصدقه لكن بعد ذلك اكتشفت انه يكذب علي وهو كما يقال يتجنى على إخوته، وهنا لم استخدم العقاب مباشرة بل أصبحت أكرر عليه انه من يكذب فهو في النار، وأوضحت له ما العقاب الذي يستحقه الكاذب في الدنيا والآخرة، وقمت بترهيبه بطريقة غير مباشرة لأمنعه عن هذه العادة السيئة التي أصبحنا نعاني منها لأنه مرض أصبح مزمناً نوعاً ما، وأخيراً ركزت معه على أهمية القيم الأخلاقية، وبحثت عن الأسباب الكامنة وراء الكذب والتعامل مع هذه الظاهرة والمشكلة من خلالها·
سلوى محمد
عدد اليوم
