المسيرة الخضراء تتواصل في العين بدعم خليفة

شهدت العين في ظل مسيرة الخير والعطاء التي قادها باني الوطن وراعي نهضته المغفور له ''بإذن الله تعالى'' الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' طفرة زراعية هائلة بعد أن استطاع ''رحمه الله'' بقوة العزيمة والإرادة الصلبة أن يقهر ظروف البيئة الصحراوية الصعبة ويتغلب على مشكلة شح المياه، وأن يساهم في تنمية وعي المواطنين واهتمامهم بالزراعة وارتباطهم وتمسكهم بالأرض· حيث تم تنفيذ خطط وبرامج طموحة لتوسيع الرقعة الزراعية والتشجير ومكافحة التصحر من خلال العشرات من مشاريع الغابات والمحميات الطبيعية· وتمضي العين الآن وبعد مرور 36 عاماً على تلك المسيرة الخيرة بخطى حثيثة واثقة نحو ترسيخ هذه المكانة الزراعية المتميزة بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والدعم والاهتمام الكبير الذي يوليه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وتشير الأرقام والإحصائيات التي أوردها الكتاب الإحصائي السنوي الصادر عن دائرة البلديات والزراعة/ قطاع الزراعة بإمارة أبوظبي إلى حجم الطفرة الزراعية الهائلة التي شهدتها العين والمناطق التابعة لها عبر السنوات الأخيرة، فقد قفز عدد المزارع من 319 مزرعة فقط بمساحة 17 ألفاً، و477 دونماً عام 1971 إلى 11 ألفاً، و572 مزرعة بمساحة 429 ألفاً، و463 دونماً خلال الموسم الزراعي الماضي 2005/ ·2006 وفي إطار الجهود التي بذلتها دائرة الزراعة في العين لاستخدام الأساليب العلمية لتحسين الإنتاج وترشيد استهلاك المياه تم التوسع في نظام الزراعة المحمية التي مكنت من زراعة أنواع جديدة من الخضروات والفاكهة، حيث ارتفع عدد البيوت المحمية من 2232 بيتاً بمساحة 815 دونماً خلال الموسم الزراعي 2001/ 2002 إلى 2629 بيتاً بمساحة 824 دونماً في الموسم الزراعي 2005/ ·2006 وقد ساهمت الأبحاث التي أجريت بمحطة الأبحاث الزراعية بمنطقة النيادات في تحقيق نتائج رائعة، مما مكن من زراعة العديد من أنواع الفاكهة، حيث شهدت المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة في العين زيادة كبيرة خلال الموسم الزراعي الماضي 2005/ ،2006 وبلغت 3109 دونمات، وتضم العديد من الأشجار كالليمون ''''16600 شجرة، البرتقال ''''6491 شجرة، الجوافة ''،''4414 الرمان ''،''1651 التين ''،''3549 العنب'' ''842 شجرة، التوت ''،''1690 اللوز''،''1117 الموز ''،''705 بالإضافة إلى 39 ألفاً و549 شجرة سدر، 5746 شجرة أخرى مختلفة· ولم تتوقف الحكومة بفضل توجيهات القيادة العليا عن تقديم الدعم اللازم للمزارعين تشجيعاً لهم على الارتباط والتمسك أكثر بأرضهم، وذلك بإعطائهم ضمانات ومنحهم قروضاً ميسرة لشراء المعدات والأجهزة، وقد بلغ إجمالي قيمة القروض الزراعية الممنوحة للمزارعين خلال الموسمين الزراعيين الأخيرين 771 مليوناً و113 ألف درهم تقريباً، وتشمل القروض كافة مستلزمات الإنتاج الزراعي كالمضخات والمكائن، أنظمة الري الحديثة، الأسمدة الكيماوية والعضوية، والبذور وفسائل النخيل وغيرها· ولم يقف الدعم الذي تقدمه الحكومة عند حد توزيع المزارع على المزارعين تشجيعاً لهم على الاهتمام بالزراعة وتوسيع الرقعة الخضراء، بل أخذ هذا الدعم أشكالاً أخرى، منها المساعدة في تصريف منتجاتهم من خلال التسويق الزراعي، وقد بلغ إجمالي كميات الخضراوات والأعلاف التي تم توريدها لمراكز التسويق في العين خلال الموسم الزراعي 2005/ 2006 ما مجموعه 807 آلاف و622 طناً، بقيمة إجمالية قدرها مليار و278 مليون درهم تقريباً· وفي إطار هذا الدعم والاهتمام الكبير بتطوير القطاع الزراعي وتوفير كل الدعم للمزارعين دخلت العين منذ عام 1987 مجال التصنيع الزراعي لاستيعاب فائض الإنتاج وإيجاد فائض للتصدير ويعد مصنع العين لتعليب الخضراوات والذي بدأ تشغيله في العام نفسه إحدى المنشات الصناعية الرائدة التي استطاعت توظيف إنتاج المواطنين من الطماطم وبعض أصناف الخضراوات والمنتجات الأخرى التي ينتجها المصنع وفق أعلى المعايير والمستويات الصحية العالمية· وبلغ حجم كمية الخضراوات التي تم توريدها للمصنع خلال الموسم الزراعي الماضي 2005 / 2006 ما مجموعه 44 ألفاً و677 طنا بقيمة 44 مليوناً و494 ألف درهم، وارتفع إجمالي قيمة المبيعات من 16 مليوناً و489 ألف درهم خلال الموسم الزراعي 2001/ 2002 إلى 29 مليوناً و680 ألف درهم خلال الموسم الزراعي الماضي 2005/ ،2006 وهو ما يوضح حجم الطفرة الكبير في إنتاج المصنع والتي تحققت خلال فترة زمنية وجيزة· وجاء مصنع الإمارات للتمور في الساد تتويجاً لمكانة العين بمجال التصنيع الزراعي، وينتج المصنع نحو 20 ألف طن سنوياً من أجود أنواع التمور يتم تصدير جزء منها للخارج، ويقع المصنع على مساحة 225 ألف متر مربع وبلغت تكلفته 160 مليون درهم·