تقاسم ''العميد'' النصراوي و''الامبراطور'' الوصلاوي نتيجة ديربي دبي ورفعا شعار ''لا غالب ولا مغلوب''، بعد أن تكرر سيناريو الدور الأول ونفس النتيجة رغم قناعة المدربين لوكا وزي ماريو بهذا التعادل·
وقد كان الحوار التكتيكي سيد الموقف في الديربي، وفي النهاية أبقى كل فريق في موقعه في الجدول، فاستمر الوصل في المركز السابع برصيد 22 نقطة والنصر الثامن برصيد 21 نقطة، بانتظار المحطات الخمس الأخيرة من المسابقة·
ويمكن القول إن المباراة كانت دفاعاً متوازناً للوصل مقابل هجوم محسوب للنصر، وتحمل خطا الوسط في الفريقين عبء اللقاء، حيث انطلقت منهما كل المبادرات دفاعاً وهجوماً، واستطاع الكرواتي لوكا مدرب النصر تحقيق أفضلية تكتيكية بحسن قراءته للفريق المنافس وقدرته على تغيير الخطط والتوجهات عبر الشوطين مقابل حالة من الثبات التكتيكي للبرازيلي زي ماريو مدرب الوصل·
استطاع لوكا مواجهة الكثافة العددية المعتادة لخط وسط الوصل الذي يلعب أغلب مبارياته بخمسة لاعبين ميدانيين على طريقة 3/5/،2 فأعاد نشر قواته بطريقة 4/2/3/1 ليحتفظ أيضاً بخمسة لاعبين في الوسط مع زيادة عددية بتقدم المدافعين والاعتماد في الهجوم على انطلاقات القادمين من الخلف وبقاء مهاجم واحد متقدم هو وليد مراد الذي استطاع أن يخطف برأسه هدف التقدم مبكراً في الدقيقة الخامسة بعرضية من إيداهور الذي مال ناحية الجناح الأيمن·
كما استطاع لوكا إيقاف أهم مفاتيح الخطورة في خط وسط الوصل بتخصيص دوريش أحمد رقيباً للبرازيلي روجيرو مفتاح الرباعية التي اكتسح بها الوصل فريق الإمارات في الأسبوع السابق، فتمكن من الحد تماماً من خطورته خلال الشوط الأول على الرغم من وقوع المجازفة في الشوط الثاني عندما تخلى درويش عن دوره الرقابي وانطلق في مهام هجومية مما مكن روجيرو من الانطلاق عبر مساحات مفتوحة، فقاد أكثر من هجمة ونفذ أكثر من تسديدة بعيدة خطيرة على مرمى النصر·
وعبر الشوطين قاد لوكا تغييرات خططية رشيقة فتحول من التركيز على الجبهة الهجومية اليسرى إلى توازن الجبهتين، فسحب الظهير الأيسر يوسف موسى ودفع بالأمين خالد سبيل إلى جوار قدوين الذي حل محل محمد إبراهيم العائد من الإصابة والبعيد عن مستواه ليصنع جبهة ثنائية قوية ناحية اليمين مع إعادة نشر قواته في اليسار الذي نقل إليه ريناتو، وبذلك أخلى موقعين في قلب الوسط عوضهما بالضغط الهجومي على الأطراف وتقدم قلبا الدفاع عصام يوسف وكاظم علي، وكلاهما يمتلك خبرات اللعب في وسط الميدان لتحقيق زيادة عددية مع انتقال إيداهور من اليمين إلى مركز رأس الحربة إلى جوار وليد مراد·
وعلى الرغم من أن الفريق فشل في ترجمة سيطرته وخطورته الهجومية التي امتدت حتى الدقائق الخمس الأخيرة من اللقاء، والتي كان فيها الوصل أكثر سيطرة وخطورة، فإن النصر تمكن من اختراق دفاعات الوصل مراراً عبر الشوطين، فارتدت كرة وليد مراد في الدقيقة 17 من القائم وارتدت منه أيضاً عرضية قدوين في الدقيقة 58 وتابع درويش بقذيفة من داخل المنطقة، تصدى لها ماجد ناصر حارس الوصل ببراعة ليحول دون هدف مؤكد·
وتعددت الفرص الأقل خطورة وبينها ضربة رأس قدوين من عرضية في الدقيقة 72 وانفراد وليد مراد في الوقت بدل الضائع والذي انتهى بكرة إلى جوار القائم مباشرة·
ويمكن القول إن زي ماريو لعب بأسلوب تكتيكي ثابت على مدار اللقاء دون تغييرات مؤثرة حتى عندما دفع بالثنائي محمد مبارك وراشد عيسى خلال الشوط الثاني، فإنه أجرى تغييراً في الأفراد دون المهام فلعبا في نفس مركزي علي محمود ومحمد العنزي في الوسط والهجوم، ولم تظهر للفريق خطورة واضحة إلا عندما تحرر روجيرو من الرقابة فأرسل أكثر من تسديدة بعيدة قوية وصنع بعض الهجوم مستثمراً مهاراته العالية·
علاوة على ذلك، فإن هدف الوصل لم يأت بجملة تكيتكية وإنما بمجهود فردي من المهاجم أوليفيرا وخطأ دفاعي مؤثر من النصر في الدقيقة الأخيرة من الشوق الأول·
بالهول: نقطة من عرين الأسد
عبر راشد بالهول رئيس مجلس إدارة نادي الوصل عن ارتياحه للنتيجة ورضاه التام عن أداء اللاعبين، مؤكدا أن فريقه انتزع نقطة غالية من عرين الأسد وهي في كل الأحوال مكسب لهم في ظل غيابات عديدة أمثال المحترف البرازيلي دياز وخالد درويش وعبدالله عيسى وطارق حسن·
أضاف أن لاعبي الصف الثاني كانوا على مستوى المسؤولية ونجحوا في سد الفراغ وهذا يدفعهم للتفاؤل قبل مواجهة الكويت الكويتي يوم الأربعاء القادم ضمن بطولة الأندية الآسيوية وكذلك نهائي الكأس يوم 14 أبريل الحالي·
مشرف الوصل: مباريات الديربي لها ظروفها
قال سويدان النابودة مشرف الوصل إن مباريات الديربي لها ظروفها، ودائما ما تأتي على حساب الأداء نفسه· أضاف أن الندية هي السمة البارزة في مثل هذه المباريات، مؤكدا أن حصولهم على نقطة خارج ملعبهم وأمام النصر يعد بكل المقاييس مكسبا كبيرا·
واعترف مشرف الوصل بسيطرة النصر على بعض فتراة المباراة باستثناء ربع الساعة الأخير، والذي نجح خلاله الوصل في فرض أسلوبه وإهدار أكثر من فرصة مؤكدة· أضاف النابودة أن فريقه خلق عدة فرص واستطاع أن يدرك التعادل في آخر الشوط الأول·
وبسؤاله عن مصير اللاعبين الخمسة المصابين، قال إن سامي ربيع وطارق حسن سيلحقان بمباراة الكويت، فيما لم تتأكد مشاركة البرازيلي دياز وعبدالله عيسى وخالد درويش في نفس المباراة لكنهم سيكونون جاهزين قبل نهائي الكأس·
أكد أن فريقه كان الأفضل
مدرب الأزرق: لست راضياً عن التعادل ومشكلتنا في اللمسة الأخيرة
أكد الكرواتي لوكا مدرب النصر أن فريقه كان الأفضل في معظم فترات المباراة، لافتاً إلى أن النصر قدم في آخر ثلاث مباريات أفضل مستوى له، ومع ذلك لم يحقق الفوز بل خرج بتعادلين وخسارة أمام الشباب وكان يفتقد لإنهاء الهجمة· أضاف أن فريقه خلق عدة فرص لكنه لم يستغلها وهذه المشكلة تكررت في المباريات الثلاث الأخيرة نتيجة لعدم التركيز·
وأشار لوكا إلى أن الفريق تأثر ببعض الغيابات مثل محمد خميس الموقوف من قبل لجنة المسابقات باتحاد الكرة مباراة واحدة ومسلم أحمد بسبب الإصابة، علاوة على تجدد إصابة محمد إبراهيم، آملاً في حل مشكلة التهديف في القريب العاجل·
محمد خميس: لا أستحق العقوبة
عبر محمد خميس كابتن النصر عن حزنه للعقوبة التي اتخذتها لجنة مسابقات كرة القدم بايقافه مباراة واحدة وقال إنه لم يبدر منه أي تصرف في المباراة السابقة أمام الشباب· أضاف أن كل ما حدث أنه ذكّر الحكم الرابع عندما تعرض لمدرب حراس مرمى النصر بعد انتهاء المباراة بأن كل شيء قد انتهى الآن ولا داعي لهذا الموقف ضد المدرب· واستغرب كابتن النصر من قرار لجنة المسابقات الذي أبعده عن ديربي الوصل، ورأى خميس أن فريقه كان يستحق الفوز قياساً بحجم الفرص التي أتيحت له على مدار الشوطين·وقال: الاستعجال في الهجمة حرمنا من تحقيق أكثر من هدف والخروج بالنقاط الثلاث·
زي ماريو: مبارياتنا مع النصر دائماً متوترة
عبر البرازيلي زي ماريو مدرب الوصل عن عدم ارتياحه بهذا التعادل رغم السيطرة الميدانية للنصر، قائلاً إن المباراة لم تشهد أية فرص حقيقية نتيجة للتوتر والشحن الزائد، مؤكداً أن هذا التوتر دائماً ما يصاحب مباريات الفريقين· وأوضح زي ماريو أن الوصل قدم في آخر سبع مباريات مستويات جيدة باستثناء مباراة سابا الإيراني في البطولة الآسيوية·
وبسؤاله عن حظوظ فريقه في المنافسة على لقب الدوري بعد هذا التعادل أجاب زي ماريو بأن المهمة أصبحت صعبة لكنها ليست مستحيلة، خاصة أن نتائج فرق المقدمة غير مستقرة، مشيرا إلى أن فريقه تأثر بغياب خمسة لاعبين أساسيين بسبب الإصابة وهم عبدالله عيسى والمحترف البرازيلي دياز وخالد درويش وطارق حسن وسامي ربيع، آملاً في عودتهم بسرعة وقبل نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة يوم 14 أبريل الحالي·
محمد سالم: التعادل عادل
اعتبر محمد سالم العنزي كابتن الوصل النتيجة عادلة، وأكد أن الفريقين قدما مباراة كبيرة وتقاسما اللعب وكان التعادل منصفاً·
أضاف أن ديربي النصر كان بالفعل فرصة ذهبية للتحضير للقاء الكويت الكويتي في بطولة الأندية الآسيوية يوم الأربعاء القادم، متمنياً أن يتجاوز فريقه ظروف الإصابات وأن يتمكن اللاعبون الخمسة من اللحاق بالمباراة تمهيداً لمشاركتهم في نهائي الكأس·
ماجد ناصر: البدايات الضعيفة مشكلتنا
أعرب ماجد ناصر حارس مرمى الوصل عن عدم ارتياحه للتعادل، قائلاً إن هناك مشكلة دائماً تتكرر مع الوصل وتتعلق بالبدايات الضعيفة، مشيراً بذلك إلى البداية العادية للفريق أمام النصر وتأخره بهدف·
أضاف أن الوصل تأثر بغياب عدد من عناصره الأساسية وخاصة دياز وخالد درويش وسامي ربيع، آملاً في أن تكتمل صفوفهم في مباراة الكويتي ببطولة آسيا ونهائي الكأس أمام الأهلي·
محمد إبراهيم: شاركت لإنقاذ الموقف
قال محمد إبراهيم نجم نادي النصر: ظروف الإصابات وإيقاف الكابتن محمد خميس فرضا عليّ المشاركة في ديربي الوصل رغم عدم شفائي تماماً·
اضاف أنه عندما اتخذ مثل هذا القرار وضع مصلحة فريقه في المقام الأول ولو كان ذلك على حساب إصابته التي تجددت في المباراة·
ويرى إبراهيم أن النصر كان الطرف الأفضل خاصة في الشوط الثاني وأهدر عدة فرص كانت كفيلة بحصوله على نقاط المباراة، مشيرا إلى أن توقف الدوري فرصة له لمتابعة برنامجه العلاجي والاستعداد للجولات القادمة، وأن المرحلة القادمة تتطلب المزيد من التركيز من أجل الحصول على مزيد من النقاط واحتلال مركز يتناسب مع سمعة العميد·
عدد اليوم
