بطولــة الخليـج·· إمـــاراتيـــة

كان قيام اتحاد الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971 وفي تاريخ مجيد ترسخ في الذاكرة ليصبح عيداً وطنياً سنوياً يذكرنا جميعاً بالعمل الجبار الذي قام به أناس وضعوا على كاهلهم أهمية الوحدة ونبذ الفرقة ولم الشمل تحت مظلة اتحادية لتكون أعظم وأقوى تجربة وحدوية عرفتها الأمة العربية وتزداد تماسكاً وصلابة كلما مرت عليها السنون، لم يتأخر الإعلان عن إشهار اتحاد الكرة أكثر من أسبوعين من ذلك التاريخ وكان ذلك في السادس عشر من شهر ديسمبر لعام 1971 بعد أن اندمجت الاتحادات الثلاثة التي كانت موجودة في أبوظبي ودبي والشارقة تحت قبة واحدة حيث تشكل مجلس الإدارة الأول في تاريخ الدولة الاتحادية من بين أعضاء تلك المجالس وبرئاسة الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان أول رئيس لاتحاد الكرة· ويقال إن السبب الرئيسي لتكوين الاتحاد كان مرده الرغبة الحقيقية في المشاركة في كأس الخليج الثانية في الرياض التي كان من المقرر إقامتها في شهر مارس من عام 1972 وهو ما دفع بالتاريخ أن يكتب بحروف من ذهب عن مجهود جبار قام به الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان مع بقية أعضاء الاتحاد الأول للسباق مع الزمن، والبداية كانت في القيام بطلب الانتساب الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم وهو ما تحقق في عام 1972 بفضل تزكية الاتحادات الشقيقة والصديقة لهذا الطلب· وشاركت الإمارات في كأس الخليج الثانية في الرياض عام ،1972 وحققت الفوز في المباراة الأولى على منتخب قطر بهدف نظيف، وكان أول فوز دولي لدولة الإمارات في منافسة رياضية، واحتل منتخب الإمارات في نهاية البطولة المركز الثالث وارتفع العلم الإماراتي على منصات التتويج بعد اشهر قليلة من قيام الاتحاد· توالت المشاركات الإماراتية في البطولة الخليجية وتفاوتت النتائج في تلك المشاركات ما بين السلبية والإيجابية، واقتربت البطولة من أرض الإمارات كثيراً وخصوصاً في أعوام 1986 و1988 و1994 ولكن سوء الحظ جعل منتخب الإمارات يكتفي بمركز الوصيف في البطولات الثلاث وهي أفضل النتائج الإماراتية في البطولة حتى العام ،2007 عندما حان موعد استضافة الإمارات للبطولة للمرة الثالثة في تاريخها، كان الهدف هو النجاح التنظيمي الذي أصبح سمة رئيسية لكل البطولات التي تحتضنها الدولة، ولكن كان هناك هدف آخر وهو وضع حد لسوء الحظ والتتويج بلقب البطولة· انطلقت البطولة بعد حفل افتتاح رائع وخسر منتخب الإمارات ضربة البداية أمام عمان، قبل أن يصحح المنتخب أوضاعه في المباراة الثانية ويكسب اليمن بهدفين مقابل هدف، وفي المباراة الثالثة التي كانت مباراة العبور نجح لاعبو الإمارات في التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد الفوز على المنتخب الكويتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين· وفي الدور نصف النهائي تقابل منتخبنا مع نظيره السعودي وبعد أن مضى اغلب الوقت بنتيجة سلبية تمكن إسماعيل مطر من إهداء الفرحة لكل شعب الإمارات بهدف رائع في الثواني الأخيرة ليصعد منتخبنا إلى المباراة النهائية، ويكون منتخب عمان الذي هزمنا في المباراة الافتتاحية هو الخصم· وفي يوم من أيام الوطن الخالدة في الأذهان غص ستاد مدينة زايد الرياضية بقرابة ستين ألف متفرج امتلأ بهم ملعب المباراة قبل بدايتها بثماني ساعات، وكلهم يهتفون للإمارات ولم يخيب نجوم الإمارات ظن الجمهور وتمكنوا من إهداء الإمارات اللقب الخليجي الأول بهدف نظيف في مرمى عمان انطلقت بعده مسيرات الفرح الكبرى التي ترفع الأعلام الإماراتية وتردد الأهازيج فرحاً بالإنجاز الخليجي الذي تحقق بعد انتظار 35 عاماً·