الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خلافات وتحالفات تتنافس على «الكعكة السورية»

خلافات وتحالفات تتنافس على «الكعكة السورية»
15 مارس 2017 00:41
إعداد: يسرى عادل - خالد عبد الرحمن خلافات كبيرة وتحالفات متعددة بين دول عظمى تتنافس على «تقاسم الكعكة السورية» من خلال دعم طرف ضد الآخر؛ بهدف تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية على الأرض. فيما ظهرت قوى مسلحة في سوريا تسترت بعباءة الديمقراطية والحرية لتحقيق أهدافها الانفصالية في كانتونات وصفت بـ «وكر العنصرية». وعلى وقع يوميات الثورة السورية التي تدخل عامها السابع اليوم، مرت العلاقات بين تركيا «المؤيدة للمعارضة» وروسيا «الداعمة لنظام الأسد» بمسارات عدة وصلت إلى حد التهديد بالمواجهة العسكرية المباشرة، لاسيما بعد إسقاط أنقرة طائرة روسية اخترقت حدودها مئات الأمتار من الجانب السوري، لكن لهجة الوعيد والتهديد عادت وانقلبت إلى علاقات استراتيجية، خصوصاً بعد أن شاحت تركيا بوجهها عن الولايات المتحدة التي عمدت إلى دعم مليشيات كردية بالأسلحة لمواجهة «داعش»، وهو ما تراه أنقرة أنه تمهيد لإعلان الأكراد الانفصال في مناطقهم، وتشكيل «كانتون روج أفا». وبين تركيا وروسيا، اتهمت إيران أيضاً «الداعم الأكبر للأسد» باللعب بالوتر الطائفي والتغيير الديموغرافي لمناطق السّنة في سوريا إما بالتهجير أو التدمير، وإما بنشر مليشياتها الإرهابية الطائفية في محاولة منها لإعادة ما يوصف بـ«إمبراطورية كسرى» تحت تسميات وذرائع طائفية بحتة. أرتيوم كابشوك: موسكو «تفهم» أنقرة وتجيد لعب الورقة الكردية وسيناريوهات التقسيم «واردة» اعتبر الخبير الإعلامي الروسي أرتيوم كابشوك أن العلاقة بين موسكو وأنقرة هي علاقة بين طرفين يفهم كل منهما أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مع الطرف الآخر حتى عندما تتأزم هذه العلاقات بشدة. واعتبر أن موسكو الآن تسعى إلى تعزيز العلاقات مع أنقرة، وما الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو وحجم المشاريع المشتركة الطموحة بين الدولتين خير دليل على ذلك. أما فيما يخص سوريا، فاعتبر كابشوك أن هذه العلاقة تمثل حالة نادرة نسبياً، يوصف فيها الموقف الروسي بنوع من الثبات منذ بداية الأزمة، بينما يتسم الموقف التركي بالتقلب متأثرا تارة بمحاولة الانقلاب الفاشل بالداخل أو بالمستجدات في الشمال السوري والخيبة من الأميركيين، أو تصاعد التوتر مع إيران تارة أخرى. وقال «أعتقد أن روسيا تهتم اليوم ببقاء التنسيق الأمني والعسكري مع تركيا نظراً لتشابكات الميدان السوري واقتراب لحظته الحاسمة، مما سيلقي بظلاله على صعيد الحل السياسي». واعتبر أن علاقة موسكو بالأكراد بشكل عام جيدة، وهي كشفت عن أنها تجيد لعب الورقة الكردية في سوريا سياسياً وعسكرياً. ولكن روسيا تعي حساسية الملف الكردي جيداً، وهي تراقب الترتيبات الدستورية والسياسية التي يقوم بها أكراد سوريا. وقال إن «طبيعة العلاقة بين موسكو والأكراد محكومة اليوم إلى درجة كبيرة بتذبذبات الموقف بين الأكراد وتركيا، تؤمن روسيا بأن للكرد كبقية مكونات الشعب السوري حقوق، ولهم في نظر موسكو دور مهم في التسوية السياسية في سوريا، وهنا نقطة الخلاف مع أنقرة». واعتبر الخبير الإعلامي الروسي أن موسكو حذرت من سيناريوهات التقسيم في المنطقة؛ لأن البدائل عن الحل السلمي هي استمرار الصراعات والحروب. وقال، إن «خطر التقسيم قبل أن يتفاعل على الأرض يترسخ أولاً في العقول وفي الوعي، فهناك من يعتقد أن الخارطة في الشرق الأوسط مهيأة بشكل كبير لقبول مثل هذا السيناريو، خاصة إذا ما صب البعض المزيد من الزيت على النار، إذا ما تعقدت الأزمات الطائفية والسياسية والعسكرية القائمة فإنها ستُحدث فراغات خطرة قد تملأها سيناريوهات ليست بالضرورة مؤدية للتقسيم، وإنما مؤججة لصراعات بشكل يصبح التقسيم معها نتيجة حتمية، ومن الأهمية بمكان أن يدرك الجميع أن هذا الخطر سيطال الجميع بلا استثناء؛ لأنه كعدو عنيف ينتقل من الجسم المريض إلى الجسم السليم يصيب الجوار لاحقاً. ويخطئ من يظن أنه ستكون له المناعة مئة في مئة من هذا العدو. لذا يجب الإسراع في وقف هذا النزيف وليس عبثاً التأكيد في معظم الوثائق الخاصة بالأزمة السورية على سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها». وبخصوص ملف المفاوضات بين المعارضة والنظام، اعتبر كابشوك أن طريق التسوية خصوصاً في شقه السياسي لا يزال طويلاً، مؤكداً أن الحل لا يزال رهينة الصراع بين الأطراف الإقليمية والدولية. وقال «مع ذلك، أرى أن الجولة المقبلة من المفاوضات السورية خطوة مهمة نحو الحل السياسي المنشود فعملية جنيف رغم كل الخلافات التي لا تزال تعصف بها خير بديل عن استمرار الدمار وسفك دماء السوريين، وإن خُضع المساران السياسي والعسكري لشبكة معقدة من التقاطعات والتناقضات، وأظن أن الأهم ما هو في جنيف هو عملية بناء الثقة بين الحكومة السورية والمعارضة، وإن كان التفاوض حتى الآن يشبه بلعبة عض الأصابع». واعتبر أن الجولة الأخيرة من مؤتمر جنيف خرجت ببعض النقاط الإيجابية كوضع جدول الأعمال وفيه تلعب قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالعملية السياسية ومكافحة الإرهاب في سورية دوراً محورياً»، إضافة لأن «الحكومة السورية قد أعلنت استعدادها للانخراط في التفاوض مع وفد موحد للمعارضة وعلى أساس بنود تخص المرحلة الانتقالية». واعتبر كابشوك أن تشكيل وفد موحد للمعارضة ضرورة ملحة؛ لأنه «سينهي التقاذف بالقضية بين المعارضات الخاضعة لأجندات متناقضة حتى بين حلفاء المعارضة، وقال إن الادعاء بوحدانية التمثيل من قبل فصيل واحد لم يعد يجدي نفعا لا سياسياً ولا عسكرياً فالتجربة أثبتت أن كل المنصات يجب أن تكون حاضرة في صياغة الحل، داعياً إلى الابتعاد عن ممارسة الإقصاء، وهو ما كانت المعارضة نفسها طالما تَتهم به النظام حسب قوله. وأضاف: «صحيح أن مشكلة تباين الموالاة بين المعارضة لا تزال قائمة والمنصات الأساسية لم تتفق بعد فيما بينهما، إلا أن واقع الحال السياسي يشير إلى أن هناك ما قد يدفع بهذه التناقضات إلى التقلص بعض الشيء، على الأقل أيقن الكثيرون من عدم الجدوى في التشرذم وعزل الآخر إذا ما قصدنا الجدية في أي تفاوض يفترض أنه سيحدد مستقبل سوريا، إلا أن القضية بشكل عام لا تزال معقدة وغير قابلة للتغير السريع». وحول أسلوب ترجمة أي اتفاق مستقبلي على الأرض، اعتبر كابشوك أن هذا يتوقف على طبيعة الاتفاق، وقال إذا «ما كان المقصود اتفاق وقف إطلاق النار على سبيل المثال فإنه لا يزال سائراً. نعم، الأمر لا يخلو من الخروقات هذا صحيح، ولكن حتى في هذه الأثناء لا تزال تنضم فصائل مسلحة جديدة إلى نظام وقف الأعمال القتالية، وبلغ إجمالي عدد هؤلاء حتى الآن نحو 200 فصيل، أما البلدات التي بدأ يسري فيها نظام الهدنة فوصل عددها هذا الأسبوع فقط إلى 47 بلدة وقرية سورية، أعتقد أن هناك ترابطاً عضوياً بين الواقع الميداني والواقع السياسي، وإلا فكيف نفسر الأشواط التي قطعتها العملية التفاوضية الشاقة في الأشهر الماضية؟ ألم تأتِ ثمرةً لتحرير مدينة حلب وأماكن أخرى.. فتحرير تدمر من جديد، مثلاً، من شأنه أن يعطي ثماراً سياسية أيضاً، فضلاً عن الاستعدادات لمعركة تحرير الرقة والعمليات التي تجري حول دير الزور، كلها إضافة إلى كونها ترسم الخطوط على الميدان، فهي تؤثر سواء على وعي المقاتلين أو الجهات التي تدعمهم من الخارج». واستبعد كابشوك إمكانية نجاح الانتقال من مؤتمر أستانة «الأمني والعسكري» إلى مؤتمر جنيف 4 «السياسي» لو لم يكن الوضع الميداني قد خضع للاتفاقات بين الأطراف السياسية بالأساس. وحول موضوع علمانية النظام في سوريا، اعتبر كابشوك أن طرح مصطلح «العلمانية» ضمان التمثيل العادل لكل مكونات الشعب السوري في الحكم. وليس صحيحاً أن العلمانية يُواجه بها دين أو مذهب أو طائفة وإنما الهدف هنا بالدرجة الأولى سياسي، وهو تأمين هامش التوافق بين المكونات المتعددة بما فيه الأقليات. وقال إنه لا مفر من قيام سوريا التعددية ضمانا لحقوق الجميع، وفي سياق الأزمة السورية أضحى لهذا الطرح دور وظيفي مهم، وهو استطلاع النوايا وكشف مواقف أطراف إقليمية مؤثرة في الصراع حول سوريا على حقيقتها». واعتبر كابشوك أن الحكومة السورية والجيش السوري يقاتلون التنظيمات المصنفة إرهابية من قبل الأمم المتحدة، حيث إن الحكومة لا تحتاج إلى تفريض خاص، إذ إنها تُعتبر أحد الأطراف الأساسية في مكافحة الإرهاب، وقال إن «أي جهد إضافي أو مساهمة جديدة في مواجهة الإرهاب أمر ضروري، ولكنّ ثمة التباساً معيناً في هذا الموضوع، إن أي عملية جديدة في هذا الإطار سيكون فيها الجانب السوري الرسمي شريكاً أمراً واقعاً، كما تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي في سوريا، أما في العراق فخريطة النفوذ العسكري فيه واضحة أيضاً. فإذا كان يراد إنشاءُ قوة عربية جديدة، فهناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها: إذا ما قصدت تلك القوة سوريا، فهل ستقوم بالتنسيق مع روسيا، وغيرها من الأطراف النشطة هنالك، وهل تريد الدخول من دون الرجوع إلى السلطات السورية، وما هو تفويضها، ومن أي جهة ستصدر؟ والسؤال الأهم: ما أجندتها، وهل هي مكافحة الإرهاب (داعش والنصرة وتحرير الشام وأخواتها)، أم السعي نحو الأغراض السياسية نفسها، ولكن بلباس جديد؟. محمد زاهد غول: أميركا وروسيا تدعمان الانفصاليين الأكراد بذريعة محاربة «داعش» واعتبر الكاتب والباحث التركي محمد زاهد غول، أن روسيا هي أول من أعلن عن حل التقسيم السياسي لسوريا، عندما دعا مندوبها في الأمم المتحدة بالحل الفيدرالي، وقال بسوريا الفيدرالية، وهي جادة بذلك؛ لأنها تعلم أنه يتوافق مع الحل الأميركي بتقسيم سوريا، ولكنها تراجعت عن تبنيه، وشدد على أن روسيا وإيران تضمران الموافقة على تقسيم سوريا وإقامة دولة «سوريا المفيدة» في الخطوة النهائية، ويعملون مع أميركا لجعلها هي طريق الخلاص الأخير في نظر الشعب السوري من الحرب والقتل والتشريد. واعتبر أن «الدعم الأميركي والروسي للمليشيات الكردية الانفصالية ليست سوى دليل على ذلك، حيث تخطط واشنطن لإقامة قاعدتين عسكريتين كبيرتين ودائمتين في سوريا، وأربع قواعد أخرى في إقليم كردستان العراق، للاستغناء عن قاعدتها العسكرية جنوب تركيا في أنجيرليك، وللاستغناء عن الشرطي الإيراني في المنطقة في استراتيجية ترامب القادمة». كما اعتبر غول أن أميركا فقدت الأمل بتوريط جيوش دول عربية أو الجيش التركي في الدخول بحرب محلية، سواء لمحاربة التدخل الإيراني في سوريا أو الدخول في حرب محلية لمحاربة تنظيم «داعش» فلم تجد أمامها سوى قيادات الأحزاب الكردية التي وصفها بـ «الإرهابية» للتعاون معها لتنفيذ مخططات التقسيم، ظناً منهم «أي قادة الأحزاب الكردية» أن الفرصة التاريخية قد حانت لهم للحصول على دولتهم. وحول ملف المفاوضات، اعتبر الكاتب التركي أن مؤتمر جنيف 4 فشل، كما غيره من المؤتمرات السابقة بسبب عدم وجود رغبة دولية جادة بوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب في سوريا، مؤكداً أن دور الولايات المتحدة الأميركية بإعلانها التأييد الكامل لمسار جنيف ودور داميستورا، ومشاركتها على مستوى السفير بمؤتمر الأستانة، دليل على هيمنتها على مؤتمرات جنيف أولاً، وأنها غير معنية بوقف إطلاق النار ثانياً، وهذا يعني أن جنيف 5 لا يعني اقتراب الحل السياسي وإنما هو خطوة انتقالية لجنيف 6 وما بعده. وأشار إلى وجود فيتو أميركي ضد توحيد فصائل المعارضة السورية السياسية والمسلحة، مثل «فيتو منع السلاح النوعي عنها» بذرائع وحجج واهية عدة. وأكد أن ذريعة توحيد فصائل المعارضة هي الحجة ذاتها التي على أساسها تم استبعاد المجلس الوطني السوري بزعامة برهان غليون وتشكيل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية برئاسة معاذ الخطيب في السنة الثانية للثورة السورية، مشدداً على أن هذه الحجة والذريعة لن تنتهي طالما بقي بشار الأسد في الحكم، وطالما بقيت سوريا ساحة صراع دولي أميركي روسي، وطالما بقيت سوريا أراضي محتلة من قبل إيران والتنظيمات الإرهابية، وقال «من لا يعمل بجد للحل السياسي العادل يضع حجج توحيد المعارضة أو محاربة الإرهاب وغيرها، على أنها عقبة الحل السياسي أو العسكري، بينما هي مجرد حجة يمكن التحكم بها». وحول طريقة ترجمة أي اتفاق على الأرض رغم اختلاف الواقع الميداني عن الواقع السياسي، اعتبر غول أن الواقع السياسي لا يختلف عن الواقع الميداني، ولكن من يتحكمون بالواقع السياسي هم أكثر دهاءً أو احتيالاً أو كذباً فقط؛ لأن الأصل أن يكون الواقع السياسي انعكاس عن الواقع الميداني، وعدم المطابقة بينهما في الظاهر دليل على وجود الاحتيال أو النفاق السياسي، واستشهد بإيران وروسيا اللتين تدعيان أنهما راعيتان للحل السياسي، وتدعوان للمشاركة في المؤتمرات السياسية، لكنهما تشاركان في الوقت ذاته في قتل الشعب السوري. واعتبر غول أن الدفع باتجاه علمانية النظام السوري القادم، تعبر عن مخاوف وجهل بالثورة السورية، وأن قضية العلمانية هي من مغالطات الحديث عن حل سياسي في سوريا فقط، حيث من حرص على ذلك هم الروس بعد أن تبنوا الدعاية الإعلامية الإيرانية في مهاجمة الثورة بأن سببها الرئيس هو أن «بشار الأسد علوي» فقط، وأن «الثوار هم مخربون»، وصدق الروس ذلك أو وجدوا فيه مصلحة لتصديقه، عندما كانوا يقدمون الدعم لبشار قبل تدخلهم العسكري في سوريا 2015، وأكد غول أن أهداف الثورة السورية واضحة برغبتها في الإصلاح، وإقامة الدولة المدنية دون الحاجة للحديث عن العلمانية، لكن أميركا وافقت روسيا بالنص على الدولة العلمانية في الحل السياسي القادم لمستقبل سوريا؛ لأنها تخدم السياسة الأميركية في سوريا أيضاً، التي تدعي أنها تحارب «التنظيمات الدينية» في سوريا وخارجها؛ بهدف إبعاد التنظيمات السورية ذات الهوية الإسلامية من مقاليد الحكم في المستقبل، واعتبر أن روسيا وواشنطن لو كانتا صادقتين بدعوى العلمانية في سوريا لحاربتا الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» والمليشيات الطائفية العراقية التي تقاتل لأسباب دينية طائفية صريحة ومعلنة إلى جانب قوات الأسد. حسن هاشميان: المفاوضات مبنية على مصالح الدول المتصارعة وليس ما يطمح له الشعب السوري واعتبر الدكتور حسن هاشميان أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة طهران سابقاً ورئيس مركز واشنطن للدراسات العربية الإيرانية حالياً، أن المفاوضات الجارية مبنية على مصالح الدول المتصارعة في سوريا وليس على ما يطمح له الشعب السوري، مؤكداً أنه لا يوجد إطار على المدى القريب لحل عادل وشامل للقضية السورية، وفقاً إلى طموح الشعب السوري بكل أطيافه السياسية والاجتماعية. وقال هاشميان، إن «إيران وروسيا في آن واحد مشاركين في قتل الشعب السوري وتدمير بنيته الأساسية وفي الوقت نفسه تفرضان شروط التفاوض وما سيكون مستقبل سوريا السياسي»، معتبراً أنه لا يمكن الحديث عن حل شامل في سوريا، مشيراً إلى أن دور الولايات المتحدة وبعض الدول العربية سيزداد في سوريا قبل نهاية العام الجاري، وأن فرض منطقة آمنة سيكون أول خطوة في الاتجاه الصحيح من أجل إنقاذ الشعب السوري من بشار الأسد والولي الفقيه وبوتين. وقال الدكتور هاشميان، إن «ما يطمح إليه بشار الأسد ومن ورائه إيران وروسيا، خرق وقف إطلاق النار وتغيير ديموغرافي في مناطق واسعة من سوريا مثل حلب الشرقية وحي الوعر الحمصي وغير ذلك، وفي الوقت نفسه يتحدثون عن المفاوضات و الحل السلمي، في الواقع ما حصل من تهجير في شرق حلب وما يحصل الآن في حي الوعر الحمصي هو قسم لا يتجزأ من رؤية إيران وروسيا إلى مستقبل سوريا، إخلاء سوريا من المعارضين، بحكم التهجير والقتل والقمع، هذه سياسة إيران وروسيا لمستقبل سوريا والمفاوضات الجارية في أستانا تأتي للغطاء على هذه السياسة». وحول موضوع العلمانية، اعتبر هاشميان أن أهم ركن في «العلمنة» هو قبول مفهوم الحداثة في كل شيء «الحداثة السياسية، وقبول مفاهيم عصرية في التعامل السياسي مع المعارضة والصحافة والأحزاب المستقلة عن السلطة وممثلين المجتمع المدني»، واعتبر أن «النظام السوري نظام أخرق يتعامل مع الرأي الآخر بعقلية متخلفة مبنية على الانطوائية السياسية الأمنية وفاشية العصابة الحاكمة، ويتحالف مع نظام سياسي جاء من أعماق القرون مثل نظام الولي الفقيه ونظام المافيات في روسيا». واعتبر أيضاً أن «قضية التقسيم طرحت عندما كان بشار الأسد على حافة الهاوية في منتصف عام 2014 ومن أجل الاحتفاظ بمصالح روسيا وإيران، جاءوا بنظرية (سوريا المفيدة)؛ لذلك موضوع التقسيم فكرة إيرانية روسية نوقشت في صميم المراكز السياسية و المخابراتية التابعة للبلدين، وتم تقديمها لإخراج ما يمكن إخراجه من سوريا من أجل مصالحهما على حساب وحدة الأراضي السورية والمصالح الشعب السوري والأمتين العربية والإسلامية»، مؤكداً أنه لا أحد يريد التقسيم إلى سوريا إلا الذين من أبدعوا هذه الفكرة ورتبوها حسب مصالحهم، في الوقت الراهن يستخدمونها ورقة ضغط على الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©