الأمن والاستقرار شرط التقدم والنماء

وجه العميد الركن الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية كلمة بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة فيما يلي نصها: تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر بالعيد الوطني السادس والثلاثين وقد ترسخت المسيرة الاتحادية خلال السنوات الماضية وعمّ خيرها أرجاء البلاد وحققت إنجازات تنموية شملت مختلف نواحي الحياة وتبوأت دولة الإمارات بما انتهجته من سياسات حكيمة متوازنة على الصعيد الخارجي وبما أنجزته من نهضة وتقدم على الصعيد الوطني مكانة مرموقة بين دول العالم· إن الثاني من ديسمبر عام 1971 يشكل في دولتنا حدثاً كبيراً ومحطة مهمة للانطلاق الى ما نحن عليه اليوم وما ننعم به من تنمية حضارية شملت الانسان انه يوم قيام الاتحاد الذي جاء ثمرة جهود مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذين رحلوا من بناة الاتحاد ''طيب الله ثراهم'' الذين أسهموا بوضع لبنات هذا البناء الراسخ، وأسهموا بتفانٍ في ترسيخ دعائم هذه الدولة، وكان لجهوده ''طيب الله ثراه'' وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد في ذلك الوقت دور بارز في قيام الدولة ورسوخها واستمرارها وجعلها واحة للامن والاستقرار للمواطنيين والمقيمين على أرضها الطيبة· إن مناخ الأمن والاستقرار يمثل شرطا ضروريا لتحقيق التقدم والنماء حيث إن مواهب الفرد وقدراته الإبداعية والفكرية والعلمية والأدبية لا تنطلق ولا تنمو ولا تزدهر إلا في ظل شعوره بالأمن والأمان وباستقرار حياته وحياة أسرته وذويه ومواطنيه وهو ما أكد عليه دائما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''·· فالمواطن الإماراتي ينعم بضمانات وحقوق وحريات أساسية كفلها النظام الأساسي للدولة على نحو يحفظ كرامة الإنسان ويجعل من كل مواطن حارسا أمينا على مكتسبات الوطن ومنجزاته في ظل دولة القانون والنظام وبما يفتح المجال واسعا كذلك أمام المواطنين للمشاركة الفعالة في جهود التنمية الوطنية في كافة المجالات· إن مسيرة دولة الاتحاد وإنجازاتها ستتواصل وستحقق دولتنا الكثير من المكاسب على كافة الأصعدة داخلياً وخارجياً وذلك إنطلاقا من قناعتنا الراسخة وايماننا العميق بوعي قيادتنا وحكمتها وإخلاصها وكذلك لقناعتنا بأن الاتحاد اصبح مكانه راسخاً في قلب كل مواطن من أبناء الدولة واصبح الجميع ملتفين حوله ومتمسكين بالطاعة والولاء لقيادتهم التي تبادلهم الحب بالحب والعطاء بالعطاء·· فلم يعد الاتحاد شعاراً بلا معنى أو مجرد هدف عاد بل اصبح بوصلة للجميع يهتدون بهداها ويتمسكون بها ويفدونها بما يملكون من غال ونفيس · إن تمتين مسيرتنا الاتحادية وزيادة تماسكنا الوطني والاستمرار في نهج التنمية المستدامة يتطلب تعزيز التعاون الخلاّق القائم حالياً بين الأجهزة الأمنية نحو المزيد من التنسيق المثمر بما يحقق الصالح العام ، في إطار من الثقة المتبادلة والتعاون الوثيق ، كما يتطلب من كل المؤسسات الاتحادية القيام بالدور الوطني المناط بها في التصدي للتحديات ومواجهة المشكلات والهموم الوطنية المُلحة بكل المسؤولية والشفافية· ولا يسعني في هذه المناسبة الوطنية المجيدة إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' سائلين المولى عز وجل أن يمتعه بموفور الصحة والعافية، وأن يمنحه العمر المديد ويبقيه لشعبه سنداً ولأمته العربية والإسلامية عوناً وذخرا كما نجدد لسموه العهد على أن نكون دوماً جنوداً أوفياء مخلصين مستعدين لبذل كل التضحيات حتى تظل دولتنا واحة للأمن والاستقرار