قفزة نوعية للقوات الجوية لحماية سماء الوطن

وجه سعادة اللواء الركن طيار محمد بن سويدان القمزي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي كلمة إلى مجلة ''درع الوطن'' بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين للدولة فيما يلي نصها: ستة وثلاثون عاماً مضت حققت ما كان يحلم به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' عندما بدأ في أواخر الستينات ينظر إلى تحقيق الأمل الكبير الذي كان يراوده ويلح عليه دائماً، وهو تحقيق الاتحاد بين الإمارات، حيث كان يرى ببعد نظره وثاقب بصيرته أن عالم اليوم هو عالم العمالقة والكيانات الكبيرة، ولا مكان فيه للكيانات الصغيرة، وأن الشعوب لا يمكن أن تستمر قوية حرة دون أن تجمعها الوحدة، ويؤلف بين قلوب أبنائها الحب والتآخي والفداء، وقد تأصلت فكرة الإتحاد في فكره ووجدانه حتى أصبحت إيماناً متأصلاً يدفعه بكل جوارحه إلى عمل تاريخي يحقق من خلاله آمال وأمنيات وأحلام شعبه· والقوات الجوية والدفاع الجوي وهي تحتفل اليوم بهذه الذكرى الخالدة فإنما تحتفل بستة وثلاثين عاماً حافلة بالعديد من الإنجازات، وهي سائرة بخطى ثابتة وعزيمة صادقة وإرادة صلبة مواكبة للحداثة وآخذة بزمام التطور في جميع مجالاتها وأهدافها متمتعة بالرعاية الكريمة التي أولاها إياها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله''، وعاملة وفق التوجيهات السديدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة المستمرة من رئيس أركان القوات المسلحة والذين حرصوا على إعداد قوة جوية تتمتع بكفاءة عالية وتضم مختلف الأسلحة من طائرات ومنظومات صاروخية من أحدث ما أنتجته التكنولوجيا الحديثة وفق قاعدة تعتمد في المقام الأول على بناء الإنسان وتأهيله التأهيل الأمثل بطرق مخططة ومدروسة بدقة وعناية فائقتين، كما أنها تعتمد مبدأ الكيف قبل الكم والفرد قبل المعدة، مما جعلها قوات جوية معاصرة محققة التوازن الكيفي والكمي بين متطلبات التطوير والتحديث ومقتضيات الأمن والاستقرار· إن القوات الجوية والدفاع الجوي خلال ستة وثلاثين عاماً شهدت قفزة نوعية وكمية كبيرة وأصبحت قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما تملكه من مقاتلات حديثة تجوب سماء الوطن الغالي وتذود عنه، وبما يتمتع به منتسبوها من كفاءة ومقدرة عاليتين في مختلف المجالات التدريبية والتكتيكية، كل هذه الإمكانيات والقدرات الهائلة تؤهل القوات الجوية والدفاع الجوي لتؤدي دورها غير المحدود والمتمثل في حماية الأهداف الحيوية بالدولة وتأمين مجالها الجوي في أوقات السلم والحرب· ويسعدني في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الرشيدة