الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السيارة الكهربائية.. هل بدأ عصرها؟

15 مارس 2017 01:00
وفقاً للتوقعات العالية السابقة حول الأداء المنتظر لشركة «بي إم دبليو» الألمانية لصناعة السيارات، فإن عام 2016 لم يكن عظيماً، وعلى الرغم من أنه كان عاماً قياسياً من حيث رقم المبيعات، فإن هامش الأرباح عن صناعة كل سيارة كان الأخفض منذ عام 2010 حيث بلغ 8.9 بالمئة من سعرها. وتناقض أداء الشركة مع تقديرات كل المحللين عندما انخفض السعر السوقي لسهمها، ولهذا السبب يطرح قرار مديرها العام التنفيذي «هارالد كرويجير» بإعادة التأكيد على استراتيجية الأتمتة وتقوية التواصل بين فروع الشركة وزيادة الاهتمام بالسيارات الكهربائية، العديد من الأسئلة وخاصة بعد أن تبين أن الشرط الأخير هو من بين أسباب انخفاض معدل الأرباح. وكان الضجيج الذي رافق ثورة السيارات الكهربائية، والخوف من فشل مشروعها بسبب تعقيدات الشروط القانونية لصناعتها، قد أجبر شركات صناعة السيارات على ارتكاب أخطاء فادحة ومكلفة، وتكمن المشكلة الكبرى في أن خصائص السيارة الكهربائية العصرية تتعارض من النواحي التصورية مع الطريقة التي يرغب بها الناس في استخدام سياراتهم. وفي العديد من بلدان العالم، لا يكون للتأثير البيئي دوره الحاسم في التحول نحو استخدام السيارات الكهربائية. وتسعى «بي إم دبليو» لجعل السيارات الكهربائية تشكل نسبة تتراوح بين 15 و25 بالمئة من مبيعاتها الإجمالية بحلول عام 2025، إلا أن مبيعات الشركة البافارية من السيارة الكهربائية «آي- سيريز» i-series التي يتم شحن بطاريتها من أي مفتاح كهربائي، لم يتجاوز 70 ألفاً منذ عام 2013. وهذا العدد بعيد جداً عن أن يغطي تكاليف البحث والتطوير التي أنفقت على السيارة ذاتها، والتي بلغت 4.3 مليار دولار (4 مليار يورو)، وحتى الشركات الأخرى المهتمة بالاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية لا تبيع الكثير منها أيضاً. وكان ائتلاف شركتي رينو – نيسان يستهدف بيع 1.5 مليون سيارة كهربائية بين عامي 2010 و2016، إلا أن مبيعاته منها بلغت 28 بالمئة فقط من الكمية المستهدفة وفقاً لإحصائيات أنجزتها مؤسسة «بلومبيرج». وعلى الرغم من كل إجراءات الترغيب والتحفيز والاقتطاع الضريبي التي تهدف إلى زيادة الإقبال على السيارات الكهربائية، فإن حجم مشاركتها في السوق العالمية للسيارات لا يتعدى 1.2 بالمئة. ووفقاً للمقاييس النسبية، سجل سوقها نمواً سريعاً لأن مشاركتها في السوق العالمية بلغت 0.1 بالمئة فقط عام 2011، وأما وفقاً للمقياس المطلق، فإن هناك الآن عدداً قليلاً من السيارات الكهربائية تجوب طرق العالم وبما لا يكفي لإثارة الاهتمام الكبير بها. وحتى تقتنع الشركات بالإنفاق المكثف على تطوير السيارات الكهربائية، فإن عليها أن تصدق التوقعات الصادرة عن الخبراء والمحللين، وحيث أشار أحدهم من خلال تقرير جديد إلى أن اهتمام المستهلكين بالسيارات الكهربائية آخذ في النمو. وكل ما يمكن لشركات صناعة السيارات أن تفعله الآن هو العمل المتواصل على تطوير سياراتها الكهربائية والإعلان عنها بالطرق التي تضمن زيادة الاهتمام بها. وتكمن مشكلة السيارات الكهربائية في المدى الأقصى، الذي يمكنها أن تقطعه بعملية الشحن الكاملة لبطارياتها، وأصبحت أكثرها تطوراً قادرة على قطع مسافة 400 كيلومتر بعملية الشحن الكاملة تحت ظروف القيادة العادية، وتستغرق إعادة شحنها بضع ساعات حتى في أفضل المحطات المتخصصة بشحن البطاريات. وحتى لو استخدم صاحب السيارة «شاحن تسلا الخارق» Tesla Supercharger فسوف ينتظر 30 دقيقة حتى يكتمل شحن بطاريات سيارته، ولهذه الأسباب يمكن القول إن السيارات الكهربائية مناسبة لسكان الضواحي، وحيث يتم شحن السيارة طوال الليل لتستخدم في النهار بالتنقل لمسافات قصيرة أو لخدمة الموظفين الذين يسرعون إلى توصيل سياراتهم بالشاحن بمجرد وصولهم إلى مكاتبهم. ويمكن القول إن البنى التحتية القائمة الآن لخدمة السيارات الكهربائية تكفي لاستمرار هذا الأسلوب في التنقل، ففي ألمانيا مثلاً هناك ثلاث سيارات كهربائية، لكل شاحن عمومي. وفي النرويج التي ترتفع فيها نسبة السيارات الكهربائية إلى ربع مجموع عدد السيارات التي تعبر الطرق، يرتفع هذا العدد إلى 13. وحتى لو واصل صنَّاع السيارات تطوير المدى الأقصى التي تقطعه السيارة الكهربائية بعملية الشحن الواحدة، فلن تلحق من حيث رواجها بالسيارات المدفوعة بالبنزين إلا لو طرأ عليها تطور هندسي كبير، وخاصة لأن الشحن السريع للبطاريات في معظم المحطات المتخصصة غير ممكن باستخدام تكنولوجيا البطاريات السائدة الآن. *كاتب روسي مقيم في برلين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©