الثقافة تنفذ مشروع توثيق التراث الشعبي الإماراتي بالتعاون مع اليونسكو

تبنت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع منظمة اليونيسكو مشروع توثيق وتصوير وأرشفة التراث الإماراتي بأسلوب علمي من أجل ضمه إلى التراث العالمي بدعم المنظمة الدولية• وتهدف الوزارة من تنفيذ هذا المشروع إلى الحفاظ على التراث الإماراتي من الاندثار أو أي تشويه قد يلحق به إثر تفاعله مع نمط الحياة العصرية، يأتي ذلك ضمن أولويات الوزارة التي تعتمد استراتيجية متكاملة تهدف إلى دعم الولاء والانتماء والحفاظ على الهوية• وتعتبر الوزارة أن الاهتمام بالتراث حتى الشفاهي منه أحد أهم الروافد الثقافية التي تعنى بربط الإنسان ببيئته وتاريخه في إطار دعم الهوية الوطنية إضافة إلى أن فكرة توثيق التراث الشعبي بكل مفرداته ليبقى محتفظا بروحه وأدق تفاصيله حتى يتوارثه الأحفاد من الأجداد، عبر الآباء، كما هو بلا أي تغيير، ليظل مقاوما للاندثار مهما تغيرت الحياة وأساليبها• ويحتل التراث مكانا بارزا في نفس كل مواطن منذ نعومة أظفاره حتى المشيب، وهو ما دفع وزارة الثقافة لعمل مسح شامل لكل الفنانين المخضرمين على أرض الدولة من أجل التواصل معهم وجمعهم في ساحة الآداب بالشارقة• ووصل عدد الذين شاركوا في رقصة العيالة إلى أكثر من 120مشاركا، لتوثيق هذه الرقصة بما لها من مكانة بارزة لدى المواطنين إضافة إلى أنها حاضرة دائما في كل المناسبات العامة والخاصة• كما تم تصوير رقصة الهالاله أيضا والتي شارك فيها أكثر من أربعين شخصا جلهم من المخضرمين• حضر معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع جانبا من التصوير حرصا منه على أن تتم عملية حفظ هذه الفنون الشعبية بأسلوب يبقيها للأجيال القادمة وبأفضل أساليب الأرشفة• وقال العويس، إن التراث جزء لا يتجزأ من ثقافة ووجود المواطنين ومن هنا يأتي حرص قيادتنا الرشيدة على التوجيه بالاهتمام بكل مفردات التراث وهذا ما تضطلع به وزارة الثقافة بالتعاون مع العديد من الجهات والأفراد• وأضاف ان اهتمام منظمة اليونسكو بالتراث الإماراتي ودعمها من أجل ضمه إلى التراث الإنساني بحيث يتاح للجميع التعرف عليه كإسهام إماراتي في التراث العالمي هو اهتمام تقدره الدولة• وتم تصوير العيالة في بيئتها الطبيعية بشخوص ربما أدوها كما هي الآن منذ أكثر من خمسين عاما، وستستمر الوزارة في توثيق كل الرقصات الشعبية والفنون التراثية الأخرى• ورقصة العيالة تحتل مكان الصدارة بين كل فنون الخليج وسائر أرجاء الجزيرة العربية، وهي عبارة عن فن جماعي يتضمن رقصا وغناء جماعيا، وتؤدى العيالة في كل المناسبات الاجتماعية والوطنية• كما يحرص المسؤولون في الدولة على إبرازها وتقديمها امام رؤساء الدول وكبار الزوار باعتبارها الفن المحلي الأكثر تجسيدا للتراث• و''العيالة'' هي رقصة الحرب العربية أو بتعبير أدق رقصة الانتصار بعد الحرب لذلك فنها تجسد قيم الشجاعة والفروسية والبطولة والقوة العربية••وتسمى ''بالرقصة الشريفة '' أي لا يؤديها الا العرب الشرفاء• وتؤدى رقصة ''العيالة'' من خلال صفين متقابلين من الرجال وكل صف يقف أفراده متلاصقين بشدة ومتشابكين والأيدي من الخلف، فكل رجل يشبك بيده حول خصر زميله حتى يبدو الصف الواحد متلاحما دلالة على التماسك و التآزر•