الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مفاوضات بين أوروبا وأميركا حول اتفاقية تجارة حرة

مفاوضات بين أوروبا وأميركا حول اتفاقية تجارة حرة
13 فبراير 2013 22:56
بروكسل، برلين (د ب أ) - أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما والاتحاد الأوروبي أمس أن الولايات المتحدة والتكتل الذي يضم 27 دولة قد اتفقا على المضي قدما في التوصل لاتفاق للتجارة الحرة. وجاء في بيان مشترك للرئيس أوباما ورئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو “سيبدأ كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتخاذ الإجراءات الداخلية الضرورية لإطلاق المفاوضات من أجل التوصل لشراكة تجارية واستثمارية عبر الأطلسي”. وقال المفوض التجاري الأوروبي كارل دي جوشت “نفضل بشكل مثالي أن ننتهي من هذا العمل في غضون نحو عامين من الآن”. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربت عن أملها في بدء مفاوضات حول إقامة منطقة تجارة حرة شاسعة بين أوروبا والولايات المتحدة في أسرع وقت ممكن. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس في برلين إن الحكومة الألمانية تهدف إلى توفير الشروط اللازمة لذلك بحلول منتصف العام الجاري. تجدر الإشارة إلى أن الحديث عن إقامة منطقة تجارة حرة بين أهم منطقتين اقتصاديتين في العالم يدور منذ سنوات، إلا أن عددا من القادة الأوروبيين، بينهم ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حثوا خلال الأسابيع الماضية على بدء مفاوضات محددة حول هذا الأمر. من جانبه قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله تعقيبا على خطاب أوباما “آمل في إتمام الأمر على أكمل وجه”. وذكر فيسترفيله أن زيادة التجارة والاستثمارات من الممكن أن تصبح “محركا للنمو” بدون ديون جديدة بالنسبة لأمريكا أوروبا. كما ذكر زايبرت في الوقت نفسه أن هذه الاتفاقية المرتقبة ستكون بمثابة “إسهاما قيما لمزيد من النمو الاقتصادي وتشغيل الأيدي العاملة على جانبي الأطلسي”. وقال خوسيه مانويل بارسو رئيس المفوضية الأوروبية أمس إنه سيكون بمقدور الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بدء مفاوضات لتحرير التجارة قبل نهاية يونيو. وقال عقب صدور تقرير أميركي أوروبي مشترك يوصي ببدء المحادثات إنه يتوقع أن يبدأ الطرفان المحادثات في النصف الأول من العام. أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما مساء أمس الأول في واشنطن إطلاق محادثات رسمية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بهدف التوصل الى إقامة إحدى اهم مناطق التبادل الحر في العالم. وقال اوباما في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد أمام الكونجرس المجتمع بمجلسيه “سنبدأ مباحثات لتوقيع اتفاق شامل حول التجارة والاستثمار مع الاتحاد الأوروبي لان التوصل الى تجارة حرة وعادلة بيننا سيدعم ملايين الوظائف الأميركية والتي بدورها ستؤمن مدخولا جيدا”. ومع أن فكرة إقامة تبادل حر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أثيرت منذ سنوات عدة، إلا أنها عادت الى الواجهة منذ أواخر 2011 إزاء فشل المفاوضات الدولية تحت رعاية منظمة التجارة العالمية. وكانت المحادثات تستند حتى الآن الى مجموعة عمل ومن المفترض إطلاقها رسميا على الصعيد السياسي لتدخل في صلب الموضوع. وشدد اوباما “علينا ان نتذكر أن عالم اليوم يطرح دون شك بعض المخاطر لكنه مليئ بالفرص أيضا”. ومؤخرا دعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل الى تسريع العملية وأشارت الى “بوادر إيجابية” من جانب الولايات المتحدة. ورحب رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في الولايات المتحدة جواو فالي دي الميدا بإعلان اوباما قائلا لوكالة فرانس برس “يمكن ان يؤدي ذلك الى تغيير المعطيات على الصعيدين الثنائي والعالمي. سيكون لدينا تأثير اكبر بكثير اذا كنا معا”. وفي خطابه، لم يعط أوباما أي تفاصيل حول هذا الفضاء الاقتصادي الذي يضم على الورق اكثر من 800 مليون مستهلك واقتصادين عملاقين تبلغ قيمة مبادلاتهما التجارية 645,9 مليارات دولارات، بحسب الإحصاءات الأميركية. ورسوم الجمارك بين الطرفين متدنية نسبيا في الوقت الحالي، لكن لا تزال هناك قطاعات تحظى بالحماية وبالتالي رسومها مرتفعة، خصوصا من الجانب الأميركي كالملابس والنقل البحري. وفي الجانب الأوروبي، فإن تحرير المبادلات سيؤدي الى نقاش خصوصا حول الزراعة والمواد المعدلة وراثيا المنتشرة في الولايات المتحدة بينما يحظرها الاتحاد الأوروبي. وقال فالي دي الميدا “ستكون هناك مفاوضات صعبة لكن المهم هو الإرادة السياسية”. ويبدو أن المفاوضات ستكون معقدة على الصعيد السياسي أيضا سواء في بروكسل حيث المفوضية الأوروبية ستتولى الملف أو في واشنطن حيث سيتعين على أوباما التوصل الى تسويات مع الجمهوريين الذين يتمتعون بالغالبية في مجلس النواب. وقال اندراس سيموني الخبير في مركز العلاقات الأطلسية في واشنطن لفرانس برس “هناك توافق منذ الآن بان هذا (الاتحاد) سيعزز اقتصادي الكتلتين”. وتحاول الكتلتان من خلال التوصل الى شراكة مميزة بينهما الى الالتفاف حول الحائط المسدود في مفاوضات منظمة التجارة العالمية حيث تصطدم دورة محادثات الدوحة بخلافات عدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©