الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فضائيات غير محتشمة تحت ستار ترفية المشاهدين

فضائيات غير محتشمة تحت ستار ترفية المشاهدين
20 فبراير 2014 22:07
حسام محمد (القاهرة) - انتشرت إعلانات غير محتشمة على القنوات الجديدة، وأصبحت تشكل ساحة لتعارف الباحثين عن ممارسة الرذيلة غير المشروعة، ناهيك عن الأغاني والرقصات التي تعرضها، ما يؤكد أن الأقمار الصناعية تحولت من ساحة لعرض الأخبار والمتعة الراقية إلى ساحة لعرض برامج وفقرات تغلب عليها صفة الإسفاف، حيث تقول الدكتورة عفاف النجار عميد كلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، إن المتابع لما تبثه القنوات الفضائية مؤخراً يدرك أننا أمام حملة مدمرة تحتاج منا إلى وعي وعمل جاد للوقوف أمام هذا السيل الجارف من الإفساد في الأرض، والمدافعون عن ذلك النوع من المجون يطلقون عليه الترفيه، أو اللهو وكلا الأمرين بريء تماماً من تلك الفضائيات التي لا تفعل شيئاً سوى هدم القيم والأخلاقيات التي تميزت بها مجتمعاتنا طول تاريخها. وقالت: لا بد أن ندرك أن هُناك علاقة واضحة بين غياب الوازع الديني، وهذا الطوفان من الانحدار الأخلاقي الذي طال كل المستويات وطال الأساس الأخلاقي لمجتمعاتنا، فأصبح هناك استسهال للمحرمات وموجة التطرف في مجتمعاتنا في العصر الحالي جاءت كرد فعل على التسيب العام والانحلال الذي ساد حياتنا، فهُناك اتجاه للتحرر من عاداتنا وتقاليدنا وديننا وذاتنا، ونحن عندنا اليوم فضائيات إباحية تزرع المزيد من الانحلال ولا يجابهها أحد. الاحتشام وتقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: تحولت الفضائيات في الفترة الأخيرة إلى آلات تهدم البيوت وتضل النفوس، وتنحدر بالأخلاق، حيث تقدم الإسفاف، وقد استطاعت الفضائيات بما فيها من مواد غير محتشمة، اقتحام منازلنا، ولم تحترم مبادئنا وقيمنا، فباشرت دورها السلبي في خدش ما تبقى لنا من قيم وأخلاق، وهذا يعد هدماً للأخلاق الإنسانية ومسحاً للكيان الأسري والاجتماعي، فما يبث إما أن يكون مضلاً بشبهة أو محركاً لشهوة، وعرض الأجساد العارية، وتبادل عبارات الغرام وقصص الحب الخيالية والكثير من طرق الغواية والأرقام المخيفة التي توضحها الدراسات المختلفة تشير إلى أننا نعيش واقعاً مريراً، وأن الإباحية لم تعد قاصرة على ما يأتينا من غير العرب، ولكن أيضاً تضم ما ينتجه بعض المستثمرين في الخارج من مواد هدّامة ليبثوها لنا، إلى جانب ما يبثه المنتجون في الداخل من مشاهد تقارب الإباحية، وأخرى تحوي ألفاظاً وإيحاءات وغمزات وهمسات تلعب فقط على إثارة الغريزة. دور الأهل والهيئات المسؤولة عليها أن ترعى الله في شبابنا ورجالنا ونسائنا، ولا بد أن تتدخل وبحسم شديد من أجل وضع القيود لردع القنوات عن نشر هذا المواد غير المحتشمة التي اشتكى ويشتكي من مساوئها الجميع، وعليهم بالتدخل لمنع القنوات الإباحية الأجنبية من الوصول إلينا بالأساليب المتعارف عليها، وهي كثيرة، مثل التشفير أو منع بيع أجهزة استقبال القنوات الماجنة. وتقول: هُناك دور لا بد أن يلعبه الأهالي بأن يصونوا الأمانة، ويرعوا رعيتهم حق رعايتها، وذلك كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، لِذا على أولياء الأمور أن يمنعوا أبناءهم من مشاهدة محتويات القنوات الإباحية، أو حتى البرامج التي تستخدم التعري في الفضائيات المحلية والعربية، وكل وسيلة تدعو للإباحية، أو تساعد على ممارستها. ستار الحرية أما الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر فيقول: يجب ألا نترك العابثين بمقدرات أخلاقنا ومثلنا العليا يفعلون ما يشاؤون تحت ستار الحرية والديمقراطية، ومن الأهمية بمكان العمل على مواجهة هذا الفيروس المدمر لعقولنا، وهؤلاء الذين يعبثون بالأعراف والتقاليد، ويتحدثون بفجاجة بدعوى الإبداع والخلق والابتكار والترفيه بعد أن قاموا بتغليب القيم المتدنية على القانون والأعراف والأخلاق والجمال، وهي القيم التي يمارسها أصحاب القوَّة المادية والعضلية من إرهاب الصوت العالي وأخلاق الشارع صد أصحاب القيم الرفيعة والمفاهيم الراقية والمعاني السامية، وبهذا افتقد الناس متعة الحديث إلى بعضهم بعض، والاتفاق على نقطة التقاء في منتصف الطريق، أو الاندماج في حوار مشترك وتفاهم متبادل، وبهذا أيضاً رفعت الكراهية راياتها في مختلف الميادين الاجتماعية والسياسية والثقافية، وأصبح هدف كل طرف إخراس الطرف الآخر أو نفيه أو الإجهاز عليه، إنها الثقافة الجديدة التي اصبحنا نعيش في أسارها فأصبح التسيد المطلق فيها لقلة الحياء وسوء الأدب، أو التجبر على الآخر بعلو الصوت وملكة الجعجعة ليحجب حق الآخرين في القول والدفاع عن انفسهم. وقال: تختل مقاييس الخير والشر لدى كثير من المفسدين فيزعمون أن إفسادهم إصلاح في حين أن الصلاح والإصلاح من صفات المتقين، أما الفساد والإفساد، فهو من صفات الفاسقين والمنافقين، وكثير ما يكون الفساد مقترناً بقوة لإرهاب الناس، ولذلك شرع الله تعالى حد الحرابة لمقاومته وحماية الناس من شره، وفي ذلك يقول عز وجل: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «المائدة: الآية 33»، ومن هذا المنطلق لا بد من وجود أليات قابلة للتطبيق للحد من انتشار الفضائيات السلبية بعد أن أصبحت القنوات الفضائية فخاً لاصطياد الشباب والتأثير سلباً عليهم. فساد قلوب الناس اعتبر الدكتور الدكتور إسماعيل الأزهري أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن انتشار الفساد في المجتمعات يعد ثمرة لفساد بعض قلوب الناس وعقائدهم وسوء أعمالهم، وهنا يصبح واجباً على الأمة أفراداً وجماعات ومؤسسات رسمية، أو أهلية أن تعمل على محاربة الفساد ومقاومته لأن انتشاره يشير إلى تقصير المؤسسات والهيئات الرسمية والشعبية في حق الأمة كلها لا سيما أننا نواجه الآن هجمة شرسة تهدد ثوابت الأمة وأخلاقياتها، وتسهم في ذلك بعض وسائل الإعلام بما تعرضه من مشاهد وأفكار تخاطب الغرائز، وتسهم في تسطيح العقول وتشتيت الشباب من خلال ما تقدمه من برامج وأفكار إباحية بدعوى التحرر والانطلاق، ويظهر ذلك واضحاً في عدد من القنوات الفضائية والصحف الصفراء التي تسعى لتخدير العقول وتسطيح الأفكار وتشويه المجتمع، وتدمير أخلاقياته والقضاء على الفضيلة، وبث الرذيلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©