إيمان محمد (أبوظبي)
كشف سالم براهمي مخرج الفيلم الجزائري «الآن بإمكانهم المجيء»، عن أنه خضع لمساومة من قبل المنتج الفرنسي حتى يتمكن من إنتاج الفيلم الذي يتناول فترة صعود الإرهاب الديني في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وذلك بتغليب اللغة الفرنسية في الحوار. وكان براهمي يتحدث في الجلسة النقاشية، التي عقدت مساء أمس الأول، بعد عرض الفيلم في جامعة نيويورك أبوظبي، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2017، ولفت إلى أن أغلب الأفلام العربية المؤثرة تحظى بدعم أوروبي وليس عربياً، وقال: «هذا أمر خطير، فالمنتج الأجنبي لديه وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا لقضايانا، ويمكنه أن يوجه الطرح بإخضاع صانعي الأفلام لشروطه».
ويأتي عرض الفيلم ضمن «دورة صانعي الأفلام الشباب»، التي تنظمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ويشارك فيها مجموعة من المخرجين الإماراتيين والمقيمين في الدولة. وتقدم الدورة هذا العام ورشة عمل من يوم واحد حول كتابة السيناريو، يشرف عليها سالم براهمي.
واعتبرت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، التي شاركت في النقاش، أن العمل مع أشخاص حقيقيين في أفلامها الوثائقية لا يخلو من الخيال، وقالت: «خلال البحث الذي يسبق التصوير يرون لي حكاياتهم، وعند التصوير آخذهم من جديد إلى تلك الحكايات ليقولوها أمام الكاميرا، الأفلام الروائية لا تقول الحقيقة فقط، فطريقة صناعة الفيلم تجعلك كأنك تصور عملاً روائياً؛ فما يحدث وقتها يعد ارتجالاً من شخصيات حقيقية».
وأشار مدير الجلسة مهند البكري، مدير العلاقات الخارجية والشراكات في جامعة نيويورك أبوظبي، إلى أن فيلم براهمي يعد من أول الأفلام التي تتناول الحقبة المظلمة في تاريخ الجزائر الحديث، والتي نرى لها امتدادات اليوم في أماكن مختلفة من الوطن العربي، وسط صعوبات نفسية ضاغطة عاشها الناس، لدرجة أنهم يرفضون الحديث عنها وكأنها لم تكن، أو خوفاً من عودة ظلالها القاتمة.
عدد اليوم
