الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابانيون··· شعب مزدهر وقابل للانقراض!

اليابانيون··· شعب مزدهر وقابل للانقراض!
2 ديسمبر 2007 23:56
إذا انقرض اليابانيون··· ماذا يحدث للكرة الأرضية؟ اللافت أن السؤال يطرحه باحثون في الانثروبولوجيا، وفي علوم حديثة أخرى، وإذا كانت نظرية ''التوازن البيئي'' قد شاعت في الآونة الأخيرة، فهل حقاً انه سيحدث خلل في توازن الأجناس؟! يقول الباحث السويسري ''فرانك اوشتلاين'': ان اليابانيين يشكلون نموذجاً فذاً داخل ''الظاهرة البشرية''، فقبل ثورة ''الميجي'' عام ،1867 كان يمكن أن يظلوا هكذا مثالاً لمجتمع متعدّد الطبقات، مع وجود فجوات سوسيولوجية حادّة، ودون أن يتفاعل مع الثورة الصناعية التي كانت قد بدأت تعطي وجهاً آخر للقارتين الأوروبية والأميركية؛ غير أن ديناميكية الماضي لناحية ''الساموراي'' أخذت ذلك المنحى في اتجــــاه القـــوة، إلى أن حـــدث مــا حدث في الحرب العالمية الثانية، حتى أن ''اوشتلاين'' يسأل: ''ماذا لو كانت هيروشيما في مكان آخر؟''· اليابانيون استطاعوا، وإلى حد كبير، القول ''إن الماضي وراءنا''؛ والآن، وفي ضوء التآكل الديموجرافي ثمة مَن يتخوّف من القول ''إن المستقبل اضحى وراءنا''· ماذا تقول الأدمغة الإلكترونية التي قد تكون أكثر دقة من الأدمغة البشرية في تحليل الأرقام واستنتاج ما يفترض استنتاجه؟ إذا بقي التراجع السكاني على ما هو عليه الآن، فإن آخر ياباني سيولد بعد 800 عام، هذا بعدما قالت أجهزة الكمبيوتر منذ نحو عام أن آخر ياباني سيولد بعد 1200 عام، أي أنه لن يكون على سطح الأرخبيل في عام 3200 سوى رجل واحد قد يتنافس الكثيرون على إغرائه لحفظه في أحد المتاحف المتخصصة· منذ عام ،2005 وهذا البلد الذي يضم 127 مليون نسمة يخسر، سنوياً، مليوناً من أبنائه؛ في عام 2050 سيكون قد خسر 37 مليون نسمة، الغرابة هنا أن هذه الكارثة الديموجرافية لن تنتج عن الأوبئة أو عن المجاعة، وإنما عن قلة الوقت لإنجاب الأولاد، والخشية من الضغط الاقتصادي· المشكلة ليست فقط في أن المنظومة السكانية ستتضاءل بل إنها ستشيخ، ففي اليابان هناك الآن 11 مليون شخص تفوق أعمارهم الـ75 عاماً؛ ورئيس الوزراء الجديد ''ياسورو فاكودا'' يبلغ الحادية والسبعين، أي أكبر من سلفه ''شينزو آبي'' بـ19 عاماً؛ وفي 18 سبتمبر الفائت احتفل اليابانيون، بكل المظاهر اللازمة، بعيد الميلاد الـ112 لعميد البشرية ''توموجي تاتابي''· وتبعاً للاحصاءات، فإن الأرخبيل يضم 32 ألف شخص تعدّوا المائـــة، وهذا الرقم في ازدياد· بطبيعة الحال، ثمة تداعيات للخلل الديموجرافي على الدورة الاقتصادية، إذ مع حلول عام ،2030 ستخسر اليابان سنوياً، نصف نقطة في معدلات النمو -وفق ما أظهرته دراسة بحثية نشرها مصرف ''ميزوهو''- وهذه مسألة طبيعية، ففي حين يرتفع عدد المتقاعدين يتقهقر عدد العاملين، وهي معادلة تبدو انتحارية على المدى الطويل· وكما هو معروف، تم رفع سن التقاعد من 60 الى 65 عاماً، وقد يتم تمديد ذلك حتى السبعين، مما حمل الحكومة على التفكير في عدة اتجاهات: السياسة العائلية التي ينبغي اعتمادها، ومكانة المرأة في دنيا العمل والهجرة· يقول البروفسور ''آكيهيكو ماتسوتاني''-أحد الباحثين-إنه مع انخفاض عدد اليابانيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين الـ20 والـ39 عاماً، فإن ازدياد عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة لن يكون كافياً في الحفاظ على المستوى الحالي للسكان''، ليشير إلى أن معدل الخصوبة لدى اليابانيات هو واحد من أدنى المعدلات في العالم، إنه 1,3 وهو بعيد عن المعدل المطلوب، أي ،2,1 من أجل ''تجديد'' الأجيال؛ واللافت أن يكون أحد أسباب التدني ضآلة المساعدات التي تقدمها الدولة للعائلات، فاليابان تخصص 1,1 في المائـــة من الناتج المحلي الخـــام لذلك، في مقابل 2,4 بالمائة كمعدل لدى الدول الأعضاء في منظمة التعـــاون والإنماء الأوروبي، و3,6 بالمائة في فرنسا التي يعتبر التكاثر فيها من أعلى المستويات في العالم· أحد الحلول الأساسية قد يكون في رفع المعونات المختلفة للأب، لكن المشكلة في الأرخبيل هي ان المساعدات التي تقدم للمسنين المتقاعدين ضخمة جداً، بحيث يقال إن كل ياباني يعمل يحمل على ظهره عجوزاً يعيله على مدار الساعة· وكان بالإمكان الاستعاضة عن المساعدات التي يفترض أن تقدمها الدولة للعائلات بزيادة عدد النساء العاملات؛ العكس هو الذي يحدث، إذ أن دوام العمل (12 ساعة) يحمل العديد من النساء على التخلي عن عملهن لأنهن لا يستطعن المواءمة بين موجبات الوظيفة والمقتضيات العائلية، وقد يكون الحل بالمساواة بين المزايا التي تقدم للرجال وتلك التي تقدم للنساء· أبواب الأرخبيل شبه مقفلة أمام المهاجرين· عددهم الآن مليونان نصفهم من الكوريين الذين يقيمون هناك منذ عقود عدة، ودون أن ينال أبناؤهم أو أحفادهم الجنسية اليابانية· كما يوجد زهاء نصف مليون صيني· ومقارنة مع الوضع في القارة الأوروبية، فإن نسبة الهجرة تعتبر محدودة، كما أن اللغة الصعبة والاختلافات الثقافية، وراء عدم الحماس للهجرة إلى اليابان التي لا تستقبل بشكل عام إلا الأدمغة أو الأيدي الماهرة؛ يقول لبناني يعيش هناك وله 4 أولاد: ''اليابانيون رائعون، وقد نتعلم منهم الكثير، ولكن في بعض الأحيان أشعر، وعائلتي، كما لو أننا نعيش في كوكب آخر''!· أورينت برس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©