السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله بن زايد: ننظر بكثير من التفاؤل الحذر لتطورات العراق

عبدالله بن زايد: ننظر بكثير من التفاؤل الحذر لتطورات العراق
3 ديسمبر 2007 01:15
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على أهمية القمة الخليجية الثامنة والعشرين التي تنطلق في الدوحة اليوم· وقال سموه في مقابلة مع صحيفة ''الشرق'' القطرية نشرتها اليوم أن قمة الدوحة تأتي في وقت تشهد المنطقة العربية حراكا سياسيا كثيفا ووجود توترات اقليمية عديدة قديمة وجديدة· مؤكدا سموه ان لقاء اصحاب الجلالة والسمو قادة دول التعاون في الدوحة لابد ان يحظى بالاهتمام العربي والدولي الذي يتناسب مع دور دول المجلس ومع ما يمثله المجلس كصيغة سياسية تتسم بالاعتدال في علاقاتها الإقليمية والدولية· ومضى قائلاً:'' لقد شاركت دول الخليج العربية في مؤتمر آنابوليس في إطار لجنة المتابعة العربية وجامعة الدول العربية التزاماً منها بالقضية الفلسطينية وبضرورة بذل كل جهد ممكن من أجل تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط بما يؤدي وضمن سقف زمني محدد إلى حل عادل ودائم يعطي الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية·'' الأوضاع في العراق·· ولبنان وحول الأوضاع في العراق الشقيق قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: '' إن قمة الدوحة تعقد في وقت نلاحظ فيه انحسارا نسبيا في موجة العنف الأعمى الذي كان يعمل على ادخال العراق الشقيق في دوامة الحرب الأهلية، وهذا التطور الإيجابي تنظر له دول التعاون بكثير من التفاؤل الحذر لأنها تعتقد إن الساحة العراقية لا تزال تعيش حالة من عدم الاستقرار الذي لا يهدد العراق فقط بل المنطقة برمتها· وهنا لابد ان نؤكد ان دول التعاون حريصة على إبقاء العراق بعيدا عن التدخلات الخارجية والحسابات الضيقة لبعض الدول المجاورة للعراق''· وقال سموه: '' لاشك ان الأوضاع التي مر بها العراق والذي لازال يخضع للكثير من تداعياتها من الامور المقلقة لدول المجلس، فالعراق بالنسبة للمجلس شريك في الاقليم وأحد القوى الرئيسية في المنطقة سواء من الناحية الاقتصادية او السياسية وبالتالي فإن دول المنطقة تتمنى أن يتحقق الاستقرار في العراق بأسرع وقت ويعزز وحدته الوطنية بأسرع وقت، ونعتقد أن على الجميع الامتناع عن التدخل في الشأن العراقي الداخلي لأن من شأن هذا التدخل اذكاء نار الفتنة، ومضى يقول:'' اننا ننظر بايجابية الى التحسن في المناخ الأمني في العراق الا ان ما تحقق حتى الآن لا يزال بعيداً عن المستوى الذي نأمل به وعن المستوى الذي يمكن لدول الخليج ان تعتبره آمناً بالشكل الذي لا تتهدد فيه مصالح دول المنطقة ولا الاستقرار الذي تنعم به·'' وأضاف سموه ''إن هناك موضوعات سياسية أخرى تتصل بالوضع في لبنان الذي نأمل ان يكون قد تجاوز العقبة الدستورية لاختيار رئيس جديد، وان يكون هذا الاختيار بداية لانفراج شامل في علاقات الأطراف اللبنانية فيما بينها وفي توفير مناخ يحفظ للبنان سيادته واستقلاله ويحفظ له الاستقرار والأمن الداخلي· السوق الخليجية المشتركة·· والبرنامج النووي الإيراني وفيما يتعلق بالملفات الخليجية المعروضة أمام قمة الدوحة، والبرنامج النووي الإيراني قال سموه إن دول التعاون تتابع عن كثب ملف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير قلقها، أما لجهة التداعيات السياسية والأمنية الناجمة عن المواجهة الحاصلة بين إيران والمجتمع الدولي، أو لجهة ما يمثله البرنامج بحد ذاته من خطر على البيئة في المنطقة اذا لم يكن منضبطاً بالمعايير الدولية للسلامة·'' أما على الصعيد الخليجي قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد :'' إن جدول الاعمال المعروض أمام القمة جدول حافل وابرز ما فيه تنفيذ الاستحقاق الخاص بالسوق الخليجية المشتركة في ضوء ما تم الاتفاق عليه بشأن الوحدة الجمركية، كما أن قادة المجلس سيجرون مراجعة لموضوع الوحدة النقدية سواء من حيث الجدول الزمني او من حيث مضمون برنامج توحيد عملات دول المجلس وذلك في ضوء التطورات الاقتصادية الجارية حالياً بالإضافة الى تحفظات وملاحظات بعض الدول الأعضاء بهذا الخصوص·· وكما ترى فإن جدول اعمال القمة جدول ثري بالموضوعات والتي لا يتسع المقام الا للحديث عن بعضها''· وحول الملف النووي الإيراني قال سموه: '' إن دول الخليج تتعامل مع الملف النووي الإيراني من زاوية مخاطره الأمنية والبيئية· فإذا توفرت لدى دول المنطقة تطمينات كافية وضمانات مناسبة ووفق المعايير المقبولة من وكالة الطاقة النووية والمجتمع الدولي فإنه لن تكون لدينا مشكلة في قبول فكرة استخدام الطاقة لاغراض سلمية لاننا انفسنا نفكر فردياً وجماعياً بالخيار النووي كأحد مصادر الطاقة البديلة لدينا''· الجزر الإماراتية الثلاث وبالنسبة لقضية جزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التي تحتلها ايران، قال سموه: ''إننا نود أن نرى نهاية للمواجهة الجارية حاليا بين إيران والمجتمع الدولي حول هذه المسألة من خلال حوار جاد يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الاطراف بما فيها مصالح دول الجوار الإيراني وهواجسها الأمنية والبيئية·'' و قال سموه إن ''إدراج قضية الجزر الاماراتية الثلاث في اجتماعات القمة الخليجية والاجتماعات الوزارية لدول المجلس، تعبير عن الاهمية التي تنظر بها دول المجلس لهذه القضية التي يشكل تجاهل حلها بشكل عادل ومنصف مصدر تهديد مستمراً لأمن المنطقة واستقرارها· كما أن الالتزام الخليجي تجاه هذه القضية يشكل جزءاً من الالتزامات المتبادلة بموجب النظام الأساسي للمجلس· وبالمناسبة فان قضية الجزر الاماراتية الثلاث ليست بنداً في اجتماعات القمم الخليجية فقط، بل هي بند في القمــــم والاجتماعات العربية ايضا منذ عقود كما انها معروضه على الامم المتحدة منذ احتلال الجزر في عام ·1971 ومضى سموه قائلاً '' أما الوسائل التي تعتمدها الامارات لاستعادة حقوقها في الجزر فهي وسائل سلمية كما اعلنت دائما، وهذه الوسائل هي المفاوضات المباشرة او الاحتكام للقانون الدولي او التحكيم مع استعداد الإمارات المسبق للقبول بأي حل يتم التوصل اليه عن طريق هذه الوسائل· اننا ونحن نعيد طرح قضية الجزر في المحافل الدولية والعربية والخليجية نأمل ان تستجيب ايران ليدنا الممدودة دائما من اجل التوصل الى حل عادل يحفظ حقوق الجميع ومصالحهم·'' العلاقة مع اليمن وحول انضمام اليمن الى بعض مؤسسات العمل الخليجي، قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد إن علاقة دول المجلس باليمن لا تحكمها العلاقات التنظيمية فاليمن امتداد وعمق جغرافي وديمغرافي لدول المجلس وبينه وبين دول المجلس علاقات تاريخية واجتماعية عميقة· إضافة إلى ذلك فأننا نعتقد أن أمن اليمن وأمن الخليج مترابطان وان اقتراب دول الخليج من اليمن واقتراب اليمن من دول الخليج حركة طبيعية· وبالنسبة لموضوع انضمام اليمن للمجلس قال سموه '' إن دول المجلس بلا استثناء تدرك ان انضمام اليمن يشكل إضافة حيوية لدول المجلس ومن هنا بدأ التفكير بضمها الى بعض المنظمات المتخصصة كخطوة تمهيدية تقود عند توفر الظرف الملائم لانضمامها الكامل· إن التدرج في ضم اليمن لمجلس التعاون لا يعكس تردداً من دول المجلس، بل محاولة لجعل هذه الخطوة عاملاً لتسريع العمل الخليجي وليس معيقاً له بسبب التباين في نسب النمو ومعدلات التنمية· وقال: ''ولعل المؤتمر الذي شاركت فيه دول الخليج في بداية هذا العام في لندن للبحث في احتياجات اليمن التنموية تعبير عن رغبة دول المجلس في توفير مقومات انضمام اليمن للمجلس بالشكل الذي لا يؤثر على مستوى التسارع في التعاون بين الدول الأعضاء· وهنا لابد ان نشير الى تجمعات اقليمية اخرى حددت بعض المعايير لضم أعضاء جدد دون ان يعني ذلك الانتقاص من اهمية ما تشكله العضوية الجديدة من اهمية لدول الإقليم· إن المسألة باختصار كقافلة من العربات المتقاربة السرعة فاذا تم إدخال عربة لا تسير بنفس السرعة فإن حركة العربات الاخرى تتباطأ لتتماشى مع سرعة العربة الجديدة· المسار الديمقراطي في الإمارات وحول المسار الديمقراطي في الإمارات، قال سموه:'' اننا نتحرك على هذا الصعيد على هدي المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' العام الماضي، والتي بدأت بإجراء انتخابات برلمانية جزئية توطئة لتعزيز التجربة في المستقبل· إننا نتحرك على هذا الصعيد ضمن اختيار وطني أساسه ايماننا بالمواطن الإماراتي وقدرته على أن يكون شريكاً في تحمل المسؤولية· وقد أثبتت التجـــــربة حتى الآن نضوجاً مفاجئاً للكثيرين، والذي كان من أبرز مظاهره المشاركة الواسعة للمرأة الإماراتية في الحياة البرلمانية والتي تعد الأوسع نسبياً على المستوى العربي وربما العالمي· الا إننا لا ننظر إلى ما تحقق على انه نهاية المطاف بل هو البداية ضمن مسيرة تتواصل باتجاه تحقيق المشاركة الكاملة·'' وحول مشروع دولفين بين قطر والإمارات، قال سموه إن مشروع الدولفين من المشاريع الاستراتيجية العملاقة لا من حيث حجم ما تم توظيفه فيها من أموال وموارد، بل في الأبعاد الاقتصادية البعيدة له من حيث انه يشكل أحد مكونات البنية التحتية لعشرات من المشاريع الصناعية والخدمية· وبالإضافة إلى أهميته الاقتصادية فأن له أهمية سياسية من حيث أنه يقوي شبكة العلاقات التي تربط دول المجلس، لا على المستوى الرسمي بل على صعيد المصالح الاقتصادية للمواطنين في دول المجلس· وأضاف سموه ''إذا كانت قطر والإمارات هما الدولتان المستفيدتان في البداية إلى جانب سلطنة عمان بعد توصيل شـــــبكة الغاز لأراضيها من هذا المشروع العملاق، فأنه ولا شك أن المشروع يكتسب أهمية خاصة في الوقــــــت الذي بدأ فيه الغاز يحتل مكانة متزايدة في سوق الطاقة العالمي والإقليمي، باعتباره مصدر طاقة صديقاً للبيئة· إلى ذلك كله فإن مشروع الدولفين يقدم النموذج الحي على ما يمكن ان يفعله التعاون الثنائي والجماعي بين دول المجلس''
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©