الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تستعيد عقولها المهاجرة إلى أميركا

الصين تستعيد عقولها المهاجرة إلى أميركا
20 مارس 2010 21:45
درج العديد من أفضل الصينيين وأذكاهم لسنوات على التوجه إلى الولايات المتحدة، حيث الصناعة التكنولوجيا أكثر تقدماً، ولكن مارك بينتو يتحرك في الاتجاه العكسي. ويعتبر بينتو أول مدير تكنولوجي لشركة أميركية يتوجه إلى الصين. وتعتبر شركته المسماة “أبلايد ماتيريلز” إحدى أبرز الشركات في سليكون فالي. وكانت الشركة تقوم بتوريد الأجهزة المستخدمة في تعديل أول رقاقات كمبيوتر، أما اليوم فهي تعتبر أكبر مورد في العالم للأجهزة المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات والألواح الشمسية والشاشات المسطحة. وبالإضافة إلى انتقال بينتو وأسرته إلى بكين في شهر يناير، أتمت “ابلايد ماتيريلز”، ومقرها الرئيس في كاليفورنيا مؤخراً بناء أحدث وأكبر مختبرات بحث في زيان في الصين. وهي ليست الوحيدة، إذ يجري حالياً سحب شركات ومهندسيها إلى الصين التي تطور اقتصاداً عالي التقنية يتنافس بشكل متزايد ومباشر مع الاقتصاد الأميركي، بل إن عدداً من الشركات الأميركية يعقد اتفاقيات مع شركات صينية لترخيص تكنولوجيا صينية. وتستهلك السوق الصينية حالياً الكثير من الكهرباء والسيارات والبضائع واقتنعت الشركات بضرورة أن يكون باحثوها قريبين من المصانع والمستهلكين، وقد أنشأت “ابلايد ماتيريلز” أحدث مختبرات بحوثها الشمسية في زيان بعد أن أدركت أن الصين ينتظر أن تنتج ثلثي الألواح الشمسية بحلول آخر هذا العام. كذلك أضحت الصين أكبر سوق سيارات في العالم، ولـ”جنرال موتورز” مركز بحوث سيارات كبير في شنغهاي. كما أن الصين أكبر سوق لكمبيوترات المكاتب ولديها أكبر عدد من مستخدمي لإنترنت، وفتحت “انتل” مختبرات بحوث في بكين لأشباه الموصلات وشبكات الخادم. ولا تنجذب الشركات الغربية إلى الأسواق الصينية فقط، بل أيضاً الأعداد الهائلة من المهندسين الصينيين ذوي المهارات العالية وحزم الدعم التي تقدمها العديد من المدن والمناطق الصينية خصوصاً لشركات الطاقة الخضراء. ويقول بينتو إن على الباحثين الأميركيين والأوروبيين الاستعداد للذهاب إلى الصين إن أرادوا أن يمارسوا أحدث ما وصل إليه التصنيع الشمسي نظراً لكون مجمع “ابلايد ماتيريلز” في زيان المركز البحثي الوحيد القادر على تركيب خط كامل لتجميع ألواح شمسية. يذكر أن زيان المدينة الواقعة على مسافة 950 كيلومتراً جنوب غرب بكين بها 47 جامعة وغيرها من مؤسسات التعليم العالي والتي تخرج مهندسين يحملون درجات الماجستير ويمكن أن يعملوا براتب 730 دولاراً في الشهر. وفي الجانب الآخر من زيان، هناك معهد بحوث الطاقة الحرارية الذي يعتبر من أهم مختبرات العالم في بحوث الفحم النظيف، ورخصت الشركة تصميمها الأخير لشركة فيوتشر فيولز في الولايات المتحدة والتي تعتزم استثمار نحو 100 مليون دولار لتستورد من الصين مجموعة من المعدات التي يصل ارتفاعها إلى 40 متراً والتي تحول الفحم إلى غاز قبل إحراقه. هذه الطريقة تقلل التلوث السام ما يسهل التقاط الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون وحصرها في جوف الأرض. كذلك تتوجه شركات طاقة نظيفة صغيرة صوب الصين، إذا اكتشفت “ناتكور تكنولوجي” في نيوجيرسي مؤخراً طريقة لجعل الألواح الشمسية أرفع وأرق كثيراً، الأمر الذي يقلل كلية الطاقة والمواد السامة اللازمة لتصنيعها، ولم تأتِ الشركات الأميركية لمشاهدة التكنولوجيا ولذلك عقدت ناتكور اتفاقية مع اتحاد شركات صينية لإتمام تطوير اختراعها وإنتاجه على نطاق واسع في شانجشا في الصين. وهُناك العديد من الأميركيين أمثال بينتو الذين يتوجهون إلى الصين سواء لانفتاح سوقها أو لتقدمها في عدد من المجالات مثل الطاقة النظيفة أو للاستعانة بخبرات ومهارات أرخص كثيراً من مثيلاتها الغربية. وحين سئلت زي لينا المهندسة في “ابلايد ماتيريلز” البالغة من العمر 26 عاماً عمّا إذا كانت الصين ستلعب دوراً كبيراً في الطاقة النظيفة، ردت قائلة “كثير من الخريجين في الصين يتخصصون في هذا المجال. بالتأكيد الصين ستكون رائدة في كل المجالات”. عن “إنترناشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©